إعادة تقويم واشنطن خطط الانسحاب من سورية يغضب تركيا

تسبب خلط الأوراق شمال شرقي سورية اذا نفذت
متابعة ـ الصباح الجديد:

بعد ساعات على إعلان سيناتور أميركي بارز أن الرئيس دونالد ترامب أعاد تقويم خططه بشأن الانسحاب الفوري من سورية، وعدم التخلي عن «الحلفاء الأكراد»، قالت الرئاسة التركية إن «الإرهابيين لا يمكن أن يكونوا حلفاء للولايات المتحدة».
وفي تصعيد مفاجئ قالت فصائل المعارضة أن روسيا استهدفت للمرة الأولى منذ مدة طويلة بطائرات حربية محيط مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، ورصد العسكريون الروس والأتراك ارتفاعاً كبيراً في عدد الخروقات في منطقة خفض التصعيد في إدلب. وفي جنوب شرقي الفرات ضيقت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) ذات الغالبية الكردية الخناق على تنظيم «داعش» في آخر جيوبه في المنطقة بعد تحرير بلدة جديدة.
وغداة تلميح الحكومة العراقية تدخل أكبر من قواتها المسلحة في سورية مع بدء الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا، قال الجيش العراقي في بيان إن مقاتلات من طراز إف-16 نفذت الغارة في محيط قرية السوسة بشرق سورية عندما كان «30 قيادياً مهماً من عصابات داعش» مجتمعين في المبنى.
وقال الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن إنه لا يمكن للإرهابيين أن يكونوا حلفاء للولايات المتحدة. ورداً على استخدام السيناتور الجمهوري ليدنسي غراهام، عبارة «الحلفاء الأكراد»، في تصريحات أدلى بها حول إعادة الإدارة الأميركية تقويم خططها بشأن الانسحاب الفوري من سورية، قال قالن في تغريدة على «تويتر»، «إنه لا يمكن للإرهابيين أن يكونوا حلفاءكم. وكما أن «داعش» لا يمثل المسلمين، فإن (بي كا كا) (حزب العمال الكردستاني)، لا يمثل الأكراد في سورية أو أي مكان آخر»، وزاد: «أنتم تعرفون الصلة المباشرة بين (بي كا كا)، وامتدادها في سورية تنظيم (ي ب ك/ ب ي د) وحدات حماية الشعب، وحزب الاتحاد الكردي، وعبرتم عن ذلك بشكل علني أمام الرأي العام».
الغضب التركي كان متوقعاً بعد تصريحات السيناتور غراهام التي تعيد خلط الأوراق في شمال شرقي سورية في حال نفذت، ففي تغريدة على «تويتر» شدد غراهام أن الرئيس سيتأكد من أن أي انسحاب من سورية «سيتم بأسلوب يضمن: تدمير تنظيم الدولة الإسلامية بشكل نهائي، وعدم ملء إيران الفراغ، وحماية حلفائنا الأكراد»، على رغم أن غراهام استدرك بالقول إن «ترامب ملتزم بالتأكد من عدم اشتباك تركيا مع قوات وحدات حماية الشعب عقب انسحاب القوات الأميركية من سورية وأكد لتركيا حليفة بلاده في حلف شمال الأطلسي إقامة منطقة عازلة في المنطقة للمساعدة في حماية مصالحها».
وكان غراهام، وهو من أشد معارضي قرار سحب القوات الأميركية من سورية من دون التأكد من تحقيق واشنطن أهدافها، التقى ترامب في البيت الأبيض، وقال إن «الرئيس مصمّم على ضمان أن يكون تنظيم داعش قد هُزم بالكامل عندما نُغادر سورية»، مشيراً إلى أن «الرئيس قال لي بعض الأشياء التي لم أكن أعرفها ما جعلني أشعر بالارتياح أكثر إلى ما نفعله في سورية. لا تزال لدينا بعض الخلافات لكني سأخبركم بأن الرئيس يفكر ملياً وبجدية بشأن سورية في كيفية سحب قواتنا ولكن في الوقت نفسه نحقق مصالح أمننا القومي».
ورداً على سؤال عما إذا كان ترامب وافق على أي إبطاء لسحب القوات قال غراهام: «أعتقد أن الرئيس ملتزم جداً بالتأكد من هزيمة داعش تماماً عند انسحابنا من سورية. أعتقد أن الرئيس توصل إلى خطة مع جنرالاته تبدو منطقية بالنسبة إلي»، لافتاً إلى أن زيارة ترامب للعراق الأسبوع الماضي كانت مفاجأة حقيقية وقد أدرك ضرورة «إنهاء المهمة» مع تنظيم «داعش».
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها تدرس خططاً «لانسحاب مخطط ومدروس»، وكشف مصدر مطلع على الأمر أن أحد الخيارات هو فترة انسحاب مدتها 120 يوماً.
وذكرت شبكة «فرات بوست» المتابعة لأخبار شرق الفرات أن نحو200 شاحنة محملة بأسلحة وذخائر ومعدات لوجستية تابعة لقوات التحالف الدولي دخلت إلى محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، عبر معبر «سيمالكا» النهري مع إقليم كردستان العراق.
وفي إدلب، وعلى رغم بحث تركيا وروسيا على مستوى وزراء الخارجية والدفاع والمخابرات تحويل إدلب إلى منطقة تهدئة دائمة، تصاعد عدد الخروقات في المنطقة منزوعة السلاح ومناطق الهدنة في حماة وإدلب وحلب واللاذقية، وذكرت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن الجانب الروسي في لجنة الهدنة الروسية- التركية في سورية رصد خلال الـ24 ساعة الأخيرة 48 خرقاً لنظام وقف العمليات العسكرية، في حين رصد الجانب التركي 15 خرقاً.
وذكرت مواقع معارضة أن غارات جوية روسية استهدفت أطراف بلدتي الزعينية ومرعند غرب جسر الشغور بريف إدلب، كما قالت إن صاروخاً من نوع أرض- أرض محملاً بقنابل عنقودية سقط على قرية بكسريا في ريف جسر الشغور أيضاً، ولاحقاً أعلن الدفاع المدني السوري أن البوارج الحربية الروسية استهدفت محيط القرية بصاروخ بالستي، ما أدى إلى إصابة الطفل، بالتزامن مع قصف جوي لطائرات روسية استهدفت قرى مرعند والزعينة غرب إدلب. وفي المقابل، قالت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، إن قذيفة صاروخية استهدفت نقاطاً لقوات النظام في تلة رشو بجبل الأكراد من المواقع التي تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام»
وفي شرق الفرات أعلنت «قسد» تحرير قرية الكشمة وأجزاء من مدينة الشعفة (112 كم شرق مدينة دير الزور) من سيطرة «داعش» امس الاول الاثنين، وأكدت مصادر محلية أن طائرات التحالف دعمت قوات «قسد» جوياً بغارات استهدفت المنطقة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة