عقد في أحد فنادق العاصمة الاردنية عمان مؤخراً؛ مؤتمر لطيف واسع من واجهات فلول النظام المباد تحت عنوان (مؤتمر عمان لدعم الثورة وانقاذ العراق). وطبعاً الثورة التي يقصدها “الرفاق” هي ما حدث في مدينة الموصل والمناطق المحاذية لها في 10-6 عندما تسلل قطاع الطرق من تنظيم داعش الارهابي واستولوا على مقاليد الامور فيها بتنسيق وتواطؤ مع الخلايا النائمة لـ (الفلول) من مختلف الواجهات العسكرية والعشائرية والطائفية وباقي العناوين المتجحفلة مع ثوابت الرسالة الخالدة.
وهنا لسنا بصدد العتب على المملكة الهاشمية لاستضافتها هذه المجاميع ذات المواقف السافرة في عدائها للعملية السياسية الجارية في البلد، لأن الحال الذي تدحرجنا اليه بفضل شراهة وضيق افق حيتان المحاصصة الحالية يغري لا هذه المملكة وحسب بل حتى قبائل الادغال الافريقية في العبث بوجود ومصير هذا الوطن المنكوب بصلافة الفلول وخستهم وشراهة من تلقف الغنيمة الازلية بعدهم. كما ان مثل هذه النشاطات والمؤتمرات لا تشذ عن ذلك الارث الطويل من مآثر الباس الحق بالباطل الذي تجيده “خير أمة” بدقة ورشاقة تحسدهم عليها جميع الاقوام المنتسبة لنادي المنقرضات، حيث اليباب المعرفي والقيمي المثقل بكثبان الاكاذيب المبجلة والروايات التي تحتفي بالقتلة وقوارض التاريخ على حساب المفكرين والاحرار الذين لا يلاقون في مضاربهم غير القهر والضيم والتشويه. مع مثل هذه المناخات والشروط الشاذة، لا يستغرب المرء من مثل هذه المؤتمرات التي ينتهك بين ردهاتها وبياناتها الختامية براءة أجمل المفردات مثل: الحرية والثورة ووحدة الوطن وكرامة البشر.
من المؤسف حقاً ان نشاهد ونرى ونسمع بعد أكثر من عقد على انتشال شيخ جرذان الفلول من جحره الاخير، مثل هذه المؤتمرات وهي تعقد بضيافة البلد الذي تتدفق في شراينه شحنات النفط العراقي شبه المجاني، من دون ان يرف لمسؤولي الجارة الغربية جفن من خجل أو حياء. ومن المعيب حقاً ان نجد قطاعات واسعة من اليائسين من رحمة الارض والسماء وهي تلوذ بفلول الحقبة الاشد عتمة واجراماً في تاريخنا الحديث، كي تنقذهم من مفاجأت ما يعرف بـ (الفوضى الخلاقة). هذا الحال الذي يذكر بلحظة انتظار سكان روما لجحافل البرابرة بوصفهم نوعاً من الحل والنجاة لهم من دوائر البؤس واليأس الذي انحدروا اليه قبل أكثر من الفي عام على مؤتمر عمان لانقاذ العراق..!
جمال جصاني