*سمعته يردد مقطعا من أغنية لآم كلثوم تشدو فيه (أنام وأصحى على أبتسامتك في الدنيا أعيش) ، قلت ما بك يا صاحبي لتصحو على الحب بعد ليلة ليلاء غاب فيها القمر وأطلت علينا فيه الشمس الحارقة منتهزة أنقطاع الكهرباء الذي تجاوز فيها (ألامبيرات) المعترف بها دوليا، وبعد فليل تذكرت زوجتي عادات أجدادها ففرشت السطح ونامت مع الاطفال و….البعوض ، وتركتني أهتدي ببصيص ضوء شمعة لى مكان الثلاجة لأطفيء ظمأي بقدح من الماء الدافيء الذي لا يسبب ألتهاب اللوزتين..ثم أهتديت الى جهاز المذياع الذي يشتغل بالبطارية وفتحته لآجد (ألست ) وهي تغني للحب وتردد هذا المقطع حتى نعست ونمت سعيدا بدفء الجو والاغنية والماء ، وعندما أستيقظت صباحا وجدت ان التيار الكهربائي مقطوعا ليرتاح بعد ليلة لم يطل فيها علينا سوى بضعة دقائق لا أعرف كيف أقتنصها العامل لنا كحصتنا الطبيعية والمشروعة!
ولا أدري كيف غسلت وحلقت وأرتديت ملابسي لآذهب الى جحيم الدائرة وأرى عذابات المواطنين وهو يبحثون عن أضبارة أو توقيعا أو (دفعة) حكومية أو أهلية تعيدني الى الخلف؟ ولا أدري كيف عاد هذا المقطع الكلثومي الى ذاكرتي لأردده من جديد (مع نفسي) فالتدخين ممنوع على المراجعين فقط حرصا على صحتهم في حين يعاني الموظف لأنجاز المعاملات (مجانا) ويدخن أحيانا، ولكن شيطان الشعر عاد الى ذاكرتي فغيرت من كلمات الاغنية وخاطبت المروحة التي في دور الاستراحة الدائمة والمصباح الكهربائي المجاز لأخاطبهما قائلا: (وأنام وأصحى على ظلامك في الدنيا أعيش) ومنذ الصباح وهو يركبني ويشوش ذاكرتي المشغولة في كيفية تدبير الطعام لعائلتي!
ظهر منجم تونسي على أحدى الفضائيات العربيى ليجيب على أسئلة المشاهدين في كل جوانب الحياة وأسرارها وقضى بضربة قوية على كل علوم الطب والآدوية والعمليات الجراحية ، وهو يتمتم مع نفسه أدعية لا نسمعها خوفا من تقليده…وبعد أن تحدث في السياسة والاقتصاد والعلوم وغيرها سألته المذيعة بلؤم (ولم تكن نتائج بطولات كأس العالم بكرة القدم قد ظهرت توقعاتها بعد ، فسألته عن الفريق الذي يتوقع فوزه فقال واثق الخطوة يمشي ملكا أن الكأس من حصة البرازيل ، ولجهلي بكرة القدم وتوقعاتها فقد تصورت أن أخذ مشورة ألاخطبوط الذي أعطاه النتيجة، وهنا خطرت ببالي فكرة غير عملية وهي لماذا يتعب العالم نفسيا وماليا وجسديا طلبا للبطولة الى فريق معين ، ما دام (صاحبنا ) يعرف النتيجة مسبقا؟
أمير الحلو