زينب الحسني
قصص كان يخفيها العرف الاجتماعي وفضحها العالم الافتراضي امام مرأى ومسمع المجتمع ، اذ لا يعترض المجتمع على ان يضرب الرجل زوجته أو اطفاله فمبدأ الضرب متاح الا انه اشترط عليه ان يكون إيذاء الضرب قليلاً وغير مرئي وهنا ترك الباب مفتوحاً لتداول العنف الاسري مرة بحجة التربية وأخرى بحجة الحالة النفسية وطرق عديدة فترك للمجتمع ان يجد لها الف عذر وعذر ، لتبقى الضحية محل جدل مجتمعي هل تستحق التعنيف او الضرب ؟
آما كان على الزوج او الاب ان يتجاوز تعتيف المرأة ليتبين ما هو جرمها او السبب الذي وراء كل هذا العنف ، ومن المسؤول عن ذلك العنف ، مجتمع غريب يرفض ان يعاقب الرجل لعنفه بحجة انه رجل البيت ويبيح له احداث اكبر ضرر جسدي ونفسي ممكن للمرأة كونها الكائن الأضعف في حين يرفض ان تلجأ الى الجهات الأمنية بعد ان عجزت عن أقناع ذويها بما تتعرض له من ضرب واهانة هي واطفالها .العنف لا يولد الا العنف فما ذنب الأبناء الذين ينشأؤن في بيئة خالية من التعامل الإنساني .
اذ من الطبيعي ان يكون العنف هو أساس تعاملهم مع المجتمع ومع بعضهم البعض، آما الام او الزوجة او الأخت التي لا تملك سلاحاً لمواجهة هذا الاضطهاد والقمع فالمجتمع يحملها وزر ما آلت اليه حياتها كونها اما مهملة او غير صالحة لتولي مهام بيتها او انها ضعيفة جداً بحيث لا يمكنها إدارة شؤون حياتها بشكل سلمي بل ارتضت الضرب والاهانة على نفسها لكونها تستحق ذلك وبكل جدارة.
بين الحين والحين الاخر تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي حالات عنف لا إنسانية لنساء كل ذنبهن انهن لا يملكن ملجأ او عائلة ممكن ان تأويهن هن وابناءهن في حالة تعرضن للعنف مما يجعل الرجل يستشعر هذا الامر ويزيد ويضاعف جرعات العنف في كل مرة وكأنه يستمد جبروته وطغيانه من ذلك الضعف الملموس من قبله ولكونه يعرف مسبقاً ان لا أحد يمكنه ردعه او الوقوف بوجهه بحجة انه شأن عائلي بحت بل ممكن ان يتنازع مع أي شخص يتدخل عشائرياً.
نساء كثيرات صرن ضحية لهذا العنف، وفتيات هربن من منازلهن الى الشارع الذي وجدنهُ ارحم من عنف ذوي القربى ، أطفال شردوا وكانوا فريسة سهلة لكل أنواع الاستغلال بعد ان ضاقت بهم الأرض بما رحبت.
العنف الاسري مازال يمارس بقوة ومن دون أي رادع قانوني يجعل من مرتكبيه مجرمين لامربين واولياء أمور . بل يجعل من ذلك العنف متوارثاً من الاباء الى الأبناء تجاه كل انثى يكون لها مكان في حياتهم سواء كانت اماً او زوجة او اختاً وحتى بنتاً.