بغداد – الصباح الجديد:
نفذت وزارة التخطيط بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة للطفولة «يونسيف» إحصائيات عن نساء العراق وكانت نتائج المسح العنقودي متعدد المؤشرات لعام 2018.
واكدت المؤشرات ان الزواج المبكر، ظاهرة ترتبط بالعادات والتقاليد والسلوك الاجتماعي للأسر، كما تتأثر بالمستوى التعليمي والاقتصادي والامني في البلد.
إذ بلغت نسبة النساء المتزوجات بعمر أقل من 15 سنة {7.2%} من النساء في الفئة العمرية {20-24 سنة}، اي اللواتي مواليدهن {1994-1998} ومن هذه الفئة العمرية هناك {28%} تزوجن بعمر اقل من 18 سنة.
وتكاد تتقارب هذه النسب بين الحضر والريف، فقد بلغت اعلى نسبة في محافظة ميسان {35%}، واقل نسبة في محافظة دهوك {18%}.
ومن بين النساء في الفئة العمرية {20-49 سنة} أي اللواتي مواليدهن {1969-1994} فان نحو{25%} منهن تزوجن قبل بلوغ 18 سنة من العمر و6% قبل عمر 15 سنة.
وتوضح المؤشرات علاقة التعليم بالزواج المبكر، فهي تنخفض عند الحاصلات على شهادة الاعدادية فما فوق إلى نحو{7%}، وترتفع في المراحل التعليمية الادنى لتصل إلى ما يقارب {34%} للنساء غير المتعلمات.
كما ان نسبة الزواج المبكر بعمل أقل من 18 سنة عند النساء من أسر فقيرة أعلى بكثير من نسبتهن بين الاسر الثرية.
ويبدو واضحاً من خلال المؤشرات التي اظهرها المسح ان نسبة المتزوجات بعمر اقل من 15 سنة انخفضت خلال السنوات الماضية.
وهناك 65% من النساء بعمر 15-49 سنة يشعرن بالأمان في اثناء التواجد في المنزل لوحدهن، وترتفع في اقليم كردستان لتصل إلى 85% مقابل 60% في وسط وجنوب البلاد.
وهناك 49% من النساء يشعرن بالأمان عند المشي بمفردهن عند حلول الظلام اما بالنسبة للنساء اللواتي تعرضن للعنف الجسدي بسبب السرقة او الاعتداء فلا تتجاوز نسبتهن {1.5%} وهي نسبة اعلى في وسط وجنوبي العراق مقارنة بإقليم كردستان وتشعر 7% من النساء بالتمييز او المضايقة كونها انثى.
وهناك {7.4%} من النساء بعمر 15-49 سنة خضعن لعملية الختان، وغالبية حالات الختان حدثت في اقليم كردستان {37.5%} مقابل {0.4%} في وسط وجنوب العراق.
وتشير النتائج إلى تراجع نسبة ختان النساء إلى 1% من البنات بعمر {0-14 سنة}، وان اعلى نسبة ختان {12%} كانت بين النساء بعمر {40-44 سنة}، وهناك 94% من النساء يرفضن هذه الممارسة.
وهناك {3.6%} من النساء يتابعن الصحف اسبوعيا و5% يتابعن الراديو و91% يتابعن التلفاز، وهناك 25% من الاسر في العراق تمتلك حاسوب وأكثر نصف الاسر لديها انترنيت، وتمتلك اغلب الاسر هاتف نقال وجهاز تلفزيون.
وهناك 41% من النساء يستعملن الانترنيت و7% يستخدمن الحاسوب و85% يستعملن الهاتف المحمول.
تشريع قوانين
في حين طالبت عضو مفوضية حقوق الانسان فاتن الحلفي رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي ومجلس النواب بضرورة تشريع قانون يضمن للنساء العراقيات الواقعات دون مستوى خط الفقر حقهن في الحصول على وحدة سكنية.
ودعت الحلفي بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة كل اشكال العنف ضد المرأة في بيان، تلقت « الصباح الجديد « نسخة منه، الجهات الحكومية والمنظمات الانسانية العاملة في البلاد الى» دعم جميع الخطط والمشاريع التي تسهم في رفع الحيف عن النساء المعيلات لأسرهن وخاصة من ذوي الشهداء وفاقدات المعيل والمعنفات على يد الإرهاب».
ورحبت الحلفي بالمبادرة التي قدمها عبد المهدي والخاصة بتخصيص قطع اراضٍ سكنية للمواطنين، داعية الى» شمول الفئات المذكورة اعلاه بجزء من هذا الاستحقاق عن طريق اعطاء الحق للمؤسسات الحكومية المعنية وغيرها كمفوضية حقوق الانسان في استقبال طلبات النساء الراغبات بالحصول على حق السكن وخاصة الفقراء والمعوزين منهم ومتابعتها مع الجهات المختصة».
طالبت الحلفي أيضا» بضرورة تشريع قانون الحد من العنف الاسري المعطل في اروقة مجلس النواب العراقي السابق».
ما العنف ضد المرأة
لا يمكننا حقاً أن نقول إننا نعيش في عالم يسوده العدل والمساواة حتى يتمكن نصف سكاننا المتمثلين في النساء والفتيات من العيش في مأمن من الخوف والعنف ومن انعدام الأمن يومياً»، بهذه الكلمات يتحدّث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن انعدام الأمن نتيجة العنف ضد النساء. ولأن حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من حقوق الانسان، أطلقت الأمم المتحدة وككل عام حملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة التي تبدأ من 25 تشرين الثاني وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة إلى 10 كانون الأول، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وتؤثر العواقب السلبية المترتبة على العنف ضد المرأة والفتاة على الصحة النفسية والجنسية والإنجابية في جميع مراحل الحياة. وأمام هذا الواقع الذي ما زال يشكل حاجزاً في سبيل تحقيق المساواة واستيفاء الحقوق الإنسانية كاملة من دون تمييز للمرأة
حملة الـ16 يوماً
حملة الـ16 يوماً هي حملة عالمية أطلقتها منظمة الأمم المتحدة عام 1991، بهدف مناهضة جميع أشكال العنف الموجه ضد النساء والفتيات حول العالم، مع تخصيص البرتقالي لوناً لحملتها حيث يرمز إلى مستقبل أكثر إشراقًا وعالم خالٍ من العنف ضد النساء تضامناً مع قضية الحد من العنف ضد المرأة». وتعد تعبئة المجتمع المدني والناشطين والحكومات أمراً ضرورياً من أجل تقوية تأثير الحملة، لذلك يتم تشجيع المشاركين في جميع أنحاء العالم على ارتداء لمسة برتقالية، كذلك ستضاف هذه اللمسة على المباني البارزة والمعالم التذكارية للتذكير بالحاجة الماسة إلى مستقبل خالٍ من العنف. وتختار منظمة الأمم المتحدة كل عام موضوعا جديدا للحملة أو تكمل موضوع العام السابق. وتركز المواضيع على السلام والمساواة والعنف. موضوع حملتي عام 2015 و2016 كان: «من السلام في المنزل إلى السلام في العالم: جعل التعليم آمن للجميع»، وعام 2017 كانت الحملة بعنوان: «لن نخلف أحدًا وراءنا: لينته العنف ضد النساء والفتيات»، أما هذا العام فالعنوان هو «العالم برتقالي».