دعماً لمسار مفاوضات جنيف وتثبيت وقف إطلاق النار
متابعة الصباح الجديد:
انطلقت في عاصمة كازاخستان أستانا، امس الثلاثاء، اجتماعات استشارية في إطار الجولة الثالثة من المفاوضات السورية، وبدأ الوفد الروسي مشاورات مع وفد الأمم المتحدة.
وأعلنت وزارة خارجية كازاخستان عن وصول الوفود، الأميركي والتركي والإيراني والأردني، للمشاركة في المفاوضات السورية، مشيرة إلى توقع وصول وفد الجبهة الجنوبية للمعارضة السورية المسلحة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكازاخستانية، أنور جايناكوف، امس الثلاثاء ، إن الوفد الأميركي يضم سفير الولايات المتحدة في كازاخستان، جورج كرول و»مسؤولا من واشنطن».
وأوضح جايناكوف أن وفدي تركيا وإيران يضمان نائبي وزيري خارجية البلدين، مضيفا أن الوفد الروسي يضم المفوض الخاص للرئيس الروسي والمفوض الخاص لوزير الخارجية الروسي.
وقال تعليقا على مشاركة المعارضة السورية المسلحة: «نتوقع اليوم وصول وفد «الجبهة الجنوبية» للمعارضة، ويجري الآن التدقيق في هذه المعلومات».
من جانبه أكد وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمانوف أن بلاده مستعدة لاستضافة المفاوضات في حال تمديدها، موضحا في الوقت ذاته أن: «ذلك (تمديد المفاوضات) ليس اختصاص الجانب الكازاخستاني».
وأشارت وكالة «إنترفاكس» الروسية، نقلا عن مصدر في مفاوضات أستانا، إلى أن وفدي المعارضة السورية المسلحة (الفصائل المتمركزة في شمال وجنوب سوريا) لم يتخذا بعد قرارا حول المشاركة في «أستانا-3»، مضيفا أن هناك احتمال عدم وصول ممثلين عن المعارضة المسلحة إلى العاصمة الكازاخستانية.
ونفى مصدر في «الجبهة الجنوبية» المعارضة، في حديث للوكالة، إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة مع دمشق في أستانا.
من جانبه، قال أسامة أبو زيد، وهو متحدث باسم المعارضة، إنهم اتخذوا القرار النهائي وهو عدم الذهاب إلى مفاوضات أستانا نتيجة تقاعس روسيا عن إنهاء ما تعتبره المعارضة انتهاكات واسعة النطاق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة تركية وروسية في كانون الأول الماضي، حسبما نقلت وكالة «رويترز» امس الثلاثاء.
وقال أبو زيد إن قرار عدم الذهاب للمحادثات جاء نتيجة استمرار «جرائم روسيا»، على حد تعبيره، في سوريا في حق المدنيين ودعمها لجرائم «النظام السوري»، وأضاف أنهم أبلغوا تركيا، الداعمة الرئيسية للمعارضة، بقرارهم.
من جهة أخرى، أكد وزير خارجية كازاخستان أن أكثر من 60% من أنصار المعارضة المسلحة في سوريا يلتزمون باتفاق الهدنة، مشيرا إلى زيادة عدد الجماعات المسلحة الملتزمة بالهدنة بعد أن كان عددها في اجتماع أستانا الأول لا يتجاوز 12 أو 14 جماعة.
وأشار عبد الرحمانوف إلى أنه سيتم خلال مفوضات أستانا بحث إنشاء مجموعات عمل بشأن الأسرى والمعتقلين.
وقال عبد الرحمانوف: «بحسب معلومات الدول الضامنة، هناك بين المسائل المطروحة تلك التي تتعلق باتفاقات حول المناطق المشاركة في الهدنة وإنشاء فريق عمل بشأن تبادل المعلومات الخاصة بالأسرى. كما سيدور الحديث عن مسألة إزالة الألغام في المنشآت الإنسانية، بما في ذلك المواقع الخاضعة لحماية منظمة اليونسكو. إضافة إلى المسائل العسكرية البحتة بمشاركة الخبراء في هذا المجال».
وذكرت وكالة «نوفوستي»، عن مصدر في المفاوضات، أن موضوع إزالة الألغام في تدمر سيكون من ضمن أهم المواضيع المطروحة في هذه المفاوضات، مشيرا إلى إمكانية توصل الأطراف المشاركة إلى اتفاق بشأن التعاون الدولي في هذا المجال.
وذكرت «إنترفاكس» أن من المتوقع عقد اجتماعات ثنائية بين الدول الضامنة الثلاثاء حول قضية الأمن.
وأضافت الوكالة أن الأطراف المعنية من الممكن أن تتوصل، خلال الجولة الحالية، إلى اتفاق حول وضع خارطة للفصل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة.
وبالتوازي مع إرسال الجيش التركي تعزيزات عسكرية جديدة لدعم وحداته المنتشرة على الحدود مع سورية في مدينة كليس، بحث وزيرا الخارجية الروسي والتركي سيرغي لافروف، ومولود تشاويش أوغلو، في خلال اتصال هاتفي، الاستعدادات لحضور اجتماع أستانة وسير تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وفق ما أفادت وزارة الخارجية الروسية.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف دايفيس أن نشر الولايات المتحدة لأقل من 100 جندي في مهمة طمأنة وردع في مدينة منبج، نجح نسبياً في منع خطر الاقتتال بين «قوات سورية الديموقراطية» المتحالفة مع القوات المدعومة من الولايات المتحدة من جهة، و»الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا من جهة أخرى.
وفي تصريحات لافتة، أشار الوزير المفوض في السفارة الروسية في دمشق، إيلبروس كاتراشوف، في خلال حوار مع قناة «الإخبارية» السورية، إلى أنَّ الوضع في سورية لا يزال موضع خلاف بين بلاده وتركيا، مؤكداً في الوقت نفسه أنَّ دول الخليج وتركيا باتت تدرك كما الإدارة الأميركية أنَّ الحل في سورية يكون فقط بالوسائل السياسية. ورأى أنه لا يوجد بديل للدور الأممي في مسار حل الأزمة، مشدداً على دعم بلاده لجهود المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، وعلى أنَّ اجتماع أستانة لا يشكل بديلاً لمحادثات جنيف، بل مكملاً لها.