نسيان، (ألوان)

حسن علي الحلبي

نسيـان
تُحدِّق الشجرة المُعمِّرة الواقفة على باب القرية في المارِّين جميعًا؛ هذا رجل يعود من عمله حاملاً أكياسَ الخضار، يَقف قليلاً تحت ظلِّها ثم يذهب، هذا طفل يبكي وقد رجَع من المدرسة، يقف قليلاً تحت ظلِّها ثم يذهب، هذه امرأة تشقُّ طريقها لمنزلها بعد قضائها عدة ساعات في المزرعة، تقف قليلاً تحت ظلِّها ثم تذهب.
وتمرُّ صباحات ومساءات، والناس يذهبون ويأتون، والشجرة تموت دون أن تَنسى أنها مَن يَجمع ظلال الآخرين بعد تعبٍ!

(ألـوان):
في اللوحة المعلَّقة على الجدار والمزدحمة بالألوان، تتَّكِئ الصحراء على كَتِف الأرض بثقةٍ، ويمرُّ فارس يَغمره البياض والسواد، فحسب.
يتوقَّف، يُحدِّق في ملامح الرَّسام بغضبٍ، يَسترق بعضًا من ألوان اللوحة الخَشِنة، ويُعبِّئها في جيوبه.. ويهرب!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة