برغم كل الصعوبات التي يتعرض لها المواطن العراقي والضغوطات التي تعترض حياته اليومية وكل ما يجري حوله لابد ان يكون هناك امل في تجاوز هذه الصعوبات والضغوطات التي تقف حائلا امام بناء مستقبل زاهر له ولأجياله المقبلة .
على هذا الاساس اعتمد برنامج التدريب المستمر الذي تنظمه شعبة التدريب والتطوير في دائرة قصر المؤتمرات في عقد دورات وورش عمل ومحاضرات بهدف رفع المستوى الفكري والثقافي للموظفين ليكون لهم نبراسا مضيئا في تجاوز هذه المرحلة الصعبة والحرجة من حياة شعبنا ومستقبل بلدنا العزيز . احدى هذه المحاضرات بعنوان التفكير الايجابي القاها احد الموظفين الشباب احمد رافع ناجي والذي بين فيها التطور الذي حصل في العالم بخصوص دراسة الانسان وطريقة تفكيره وما هي اهم المؤثرات التي تصنع سلوكه وتصرفه وردود فعله في حياته اليومية .
حيث وضح ان العقل البشري كما هو معروف يتكون من العقل الواعي والعقل اللاواعي وان كل تصرف او سلوك مهما كان نوعه هو نتاج الى ما يغذى به هذا العقل .
وبين ان هناك عدة قوانين مهمة لها تأثير مباشر على انفعالات وسلوك الانسان منها قانون التفكير المتساوي وقانون الانجذاب وقانون التوقع وغيرها من القوانين التي تعكس كل تصرف وسلوك يسير عليه .
ولكل قانون من هذه القوانين له اليات عمل خاصة به بحيث ان كل تصرف لابد ان يصنف الى احد هذه القوانين .
فلابد لنا من معرفة آليات هذه القوانين وكيف تعمل لنعرف حقيقة كل تصرف وسلوك يصدر منا وخصوصا بعد علمنا بان هذه القوانين تعمل بنحو تلقائي لذلك اذا اهملت فمن الممكن ان تعمل لصالح الانسان او ضده .
يعني ان الانسان هو الذي يصنع تصرفه وسلوكه وكل الافعال الارادية واللاارادية هي من صنع الانسان نفسه اي عندما نقول ان الافعال اللاارادية للانسان دخل فيها هذا يحتاج الى دراسة واعادة نظر متمعنة في شرح طبيعة هذه الافعال .
خصوصا ان علماء النفس يؤكدون على ان مرحلة الطفولة هي من اهم المراحل التي يمر بها الانسان وكل ما يتلقاه الطفل خلال مراحل حياته من طريقة تعامل واسلوب تربية سواء كان ايجابيا او سلبيا سيكون خزينا له في ( عقله الباطن ) اللاواعي مما يؤثر على كل تصرف او سلوك في حياته المستقبلية .
اذن علينا ان نغذي عقولنا بكل ما هو ايجابي وجديد عبر كل حواسنا السمعية والبصرية والحسية وان نبتعد عن كل ما هو سلبي من الامثلة الواقعية في حياتنا اليومية اذا حدث خلاف مع صديق عزيز جدا فيقوم عقلك الباطن بطرح كل ما هو سيء عن هذا الصديق وفي يوم تستعد فيه لمصالحة معه فيقوم عقلك الباطن بطرح كل ما هو جيد عنه لذلك حسب رأي احد الاطباء في علم النفس ان الانسان يستعمل عقله الواعي 25% ويعتمد على 75% من عقله الباطن .
اذن من هنا بدأنا بهذا الشوط الطويل الذي يبحث في فهم سلوكنا وكل تصرف يصدر منا سواء كان بوعي او من دون وعي وقديما قال ارسطو ( اعرف نفسك ) بهذا العنوان علينا ان نتعرف على اسباب الانفعالات التي تصدر منا وبعدها يكون الندم وحتى لا نندم كثيرا علينا ان نعرف انفسنا جيدا .
(( الكل يفكر في تغيير العالم ولكن لا احد يفكر في تغيير نفسه ))
• كاتب عراقي
حسين جبير *