للحد من تحركات داعش في المناطق المتنازع عليها
السليمانية ـ عباس كاريزي:
أعلن اللواء قارمان كمال رئيس هيئة أركان قوات البيشمركة، أن داعش استغل الفراغ الذي خلفه انسحاب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها للتحرك في تلك المناطق وتنفيذ عمليات إرهابية ضد المواطنين من أبناء القرى والأرياف.
واضاف كمال في حديث للصباح الجديد، ان الفراغ الذي خلفه انسحاب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها وعدم قدرة القوات العراقية على تأمين مناطق واسعة منها نظرا لقلة اعداد الجيش العراقي وعدم قدرته على السيطرة على تلك المناطق، اتاح لعناصر داعش حرية الحركة لاعادة تنظيم صفوفهم وشن عمليات ارهابية منها اقامة سيطرات وهيمة واختطاف وقتل المواطنين.
واشار كمال الى ان داعش تمكن من استغلال عدم قدرة القوات العراقية السيطرة على تلك المناطق ،لاعادة تنظيم صفوفه والقيام بعمليات ارهابية، لافتا الى ان تحركات داعش تمتد من الحدود السورية الى مناطق واسعة بمحافظة ديالى.
واشار الى ان القوات العراقية الموجود في تلك المناطق قليلة وهي غير قادرة على حماية المواطنين في القرى والارياف من هجمات داعش ما ادى الى نزوح العديد سكان القرى، اضافة الى عدم وجود اي اتفاق بين وزارة البيشمركة والجيش العراقي لاقامة سيطرات ونقاط تفتيش مشتركة، فضلا عن عدم وجود قوات مشتركة او غرفة عمليات تشرف على التنسيق بين تلك القوات، علنا عدم وجود اي تنسيق عال المستوى بين وزارة البيشمركة ووزارة الدفاع العراقية لحد الان بشان تأمين الامن والاستقرار في المناطق المتنازع عليها.
واعلن قارمان عن استعداد وزارة البيشمركة لفتح فاقا التعاون والتنسيق مع الحكومة الاتحادية وقوات الجيش العراقي لاقامة غرفة عمليات مشتركة ونقاط سيطرة وتفتيش مشتركة بهدف السيطرة على المناطق التي يتحرك فيها داعش والحد من تحركاته التي يشن من خلالها هجمات على المواطنين.
واشار الى ان داعش يتحرك من الحدود السورية عبر قضاء البعاج الى اطراف مخمور وكركوك والحويجة وحمرين وديالى، لافتا الى انه تمكن من اعادة ترتيب صفوفه وان اعداده تتفاوت من منطقة الى اخرى وله تحركات مستمرة وهو يعمل الان وبعد انخفاض موارده المالية على ابتزاز الاغنياء واختطاف اطفالهم واختطاف المدنيين للحصول على فدية من ذويهم، لافتا الى ان ليس لداعش القدرة على احتلال مناطق كما في السابق وهو الان يعتمد على تنفيذ عمليات ضد قوات الجيش والمدنين في تلك المناطق.
واضاف ان من شان التعاون بين البيشمركة والجيش العراقي الحد من تحركات الجماعات الارهابية ومنعها في تلك المناطق مؤكدا ان وزارة البيشمركة مستعدة للتعاون مع الجيش العراقي في اطار اتفاق شامل بين الجانبين يتيح للبيشمركة العودة وادارة المنطقة بنحو مشترك مع الجيش والشرطة الاتحادية.
وكان مجلس أمن إقليم كردستان، قد اعلن امس الاول الاثنين، عن تصاعد وتيرة الخروقات الأمنية في كركوك والموصل ومناطق أخرى خلال شهر أيلول سبتمبر الماضي، مستهدفاً منازل العناصر الأمنية والحشد الشعبي ومحطات الطاقة الكهربائية بالعبوات الناسفة.
وقال مجلس أمن الإقليم في بيان، إن عناصر داعش نفذوا الشهر الماضي 22 هجوماً، اضافة الى 25 تفجيرا بعبوات ناسفة ضد القوات العراقية والمواطنين المدنيين، إلى جانب 5 هجمات بقنابل يدوية، كما زادت حالات تسلل عناصر داعش، وسجلت العديد من حالات الاعتقال.
واضاف البيان «كما سجلت العديد من الهجمات في خانقين والحويجة والقيارة والدبس وعلى مقربة من جبال حمرين.
الى ذلك اعادت قوات الجيش العراقي انتشارها في كركوك، بناءا على طلب من المسؤولين الاداريين في المحافظة، بهدف المشاركة في عملية عسكرية ضد ارهابيي داعش، وذلك بعد مرور عام على انسحابهم من المحافظة.
وقالت مصادر مطلعة ان قوة تابعة للفرقة التاسعة المدرعة في الجيش العراقي انتشرت في قضاء الحويجة والشرقاط، امس الثلاثاء، تمهيدا لاجراء عمليات تمشيط واسعة لتعقب مسلحي داعش.
واضافت ان سكان المنطقة طالبوا الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة، بارسال تعزيزات عسكرية من الجيش العراقي الى الحويجة بهدف تمشيط المنطقة وملاحقة مسلحي داعش.
وأضافت انه من المقرر ان تنفذ القوات الجيش العراقي عمليات دهم وتفتيش بالتعاون مع القوات الامنية في مناطق العباسي ومناطق شمال غرب القضاء وصولا الى قضاء الدبس والطريق الرابط بين داقوق والحويجة ومرتفعات مكحول والرشاد باتجاه قضاء شرقاط.
وجاءت تلك الخطوة بعد مرور عام على انسحاب قوات الجيش العراقي بالكامل من محافظة كركوك وتسليم الامني في المحافظة لقوات مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية.
على الرغم من مرور عام على استعادة جميع المناطق التي كان يسيطر عليها مسلحي تنظيم داعش من قبل القوات العراقية، الا ان الخلايا النائمة لداعش ينفذون عمليات مسلحة بين فترة واخرى في حدود محافظة كركوك ضد المدنيين والمنتسبين في القوات الامنية مستغلين الفراغ الذي خلفه انسحاب قوات البيشمركة من مناطق التماس مع قوات الجيش العراقي.