كركوك ـ عبد الله العامـري:
في الوقت الذي يحتدم فيه الجدل بين مكونات محافظة كركوك على حدود المدينة الإدارية وتواجد قوات حرس إقليم كردستان (البيشمركة) داخل مركز المدينة، كشفت أطراف كردية عن اتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان بشأن إشراك قوات البيشمركة في عملية حفظ الأمن في المحافظة.
واتفقت المكونات الرئيسة في محافظة كركوك المتنوعة عرقياً (260 كم شمال بغداد) على ضرورة تواجد قوات البيشمركة داخل المدينة لمحاربة عناصر تنظيم داعش بعد أن انسحبت الفرقة 12 التابعة للجيش العراقي المتمركزة جنوب غربي المدينة، مع تحفظ نسبي للمكون العربي على وجود البيشمركة في المدينة.
وفيما كان الجدل محتدما بين عرب المدينة وكردها وتركمانها على دستورية تواجد قوات حرس الإقليم «البيشمركة» قبل دخول عناصر داعش إلى العراق، أعرب المكون التركماني عن ارتياحه ومساندته لقوات البيشمركة.
ويرى عضو مجلس محافظة كركوك عن المكون التركماني نجاة حسين في تصريح خص به «الصباح الجديد» أمس السبت أن «تواجد قوات البيشمركة في كركوك أمر لا بدّ منه في ظل توغل عناصر تنظيم داعش الى مناطق جنوب غربي كركوك وانسحاب قوات الجيش العراقي بالكامل من قاعدة كيوان التي كانت متمركزة فيها».
وأضاف حسين أن «قوات البيشمركة ملأت الفراغ الذي خلقه انسحاب قوات الجيش» سواء كان تواجد البيشمركة بحسب اتفاق مع بغداد من عدمه، مطالباً جميع المكونات بأن يتحدوا من أجل الحفاظ على أمن هذه المدينة».
أما المكون الكردي في كركوك فيؤكد أن تواجد قوات البيشمركة في المدينة حصل في ضوء اتفاق جرى بين حكومتي بغداد وأربيل.
وقال عضو مجلس محافظة كركوك عن المكون الكردي كامران كركوكي لـ «الصباح الجديد» امس السبت إن «اتفاقاً جرى في وقت سابق بين حكومتي المركز والإقليم على ضرورة مشاركة قوات البيشمركة في عملية حفظ الأمن داخل مدينة كركوك».
وأوضح أن «المكون الكردي سيكون له رأي آخر حتى بعد انتهاء الأزمة الأمنية الحاصلة في العراق وسيطالب الحكومة العراقية بحل قضية كركوك وفق المادة 140 من الدستور».
وتنص المادة 140 على حل مشكلة كركوك على ثلاث مراحل تبدأ بالتطبيع والاحصاء وتنتهي باستفتاء في كركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها، لكن المسؤولين الكورد يقولون ان المرحلة الاولى لم تكتمل بعد بسبب تعمد بغداد بذلك.
وهناك ثلاثة سيناريوهات لحل مشكلة كركوك الاول يتبناه الكورد ويدعو لضم المحافظة الى اقليم كردستان، والثاني عربي ويقترح منح المحافظة صلاحيات واسعة، ثم المقترح التركماني الداعي لجعل المحافظة اقليما خاصا.
المكون العربي تحفّظ على تواجد البيشمركة في كركوك، مؤكدا بأنه يضر بعرب المدينة أكثر من خدمتها من الناحية الأمنية.
ويقول مسؤول عن المكون العربي في كركوك طلب عدم ذكر إسمه لـ «الصباح الجديد» إن «تواجد البيشمركة في المدينة اصبح اكثر سوءاً على المكون العربي»، مطالباً بإعادة هيكلة قوات الفرقة 12 من الجيش العراقي مع مساندة البيشمركة لها في الوقت الحالي حصراً.
وتعد مدينة كركوك من المدن العراقية المهمة والحيوية، ومن أهم العوامل التي لعبت دوراً في ذلك الثروات الباطنية كالبترول والغاز الطبيعي إضافة إلى خصوبة أراضيها الزراعية، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي والتجاري المتميز والذي يجعل منها حلقة وصل بين وسط العراق وشماله.