العـراق يرفـع ملفـاً شامـلاً لجرائـم داعـش إلـى الأمـم المتحـدة في اوائـل تشريـن الأول

بغداد ـ سها الشيخلي
كشفت وزارة حقوق الأنسان عن اعدادها ملفاً شاملاً لجرائم داعش بحق الاقليات والمكونات العراقية استعدادا لرفعه الى مجلس حقوق الانسان التابع الى هيئة الأمم المتحدة في السادس من تشرين الأول المقبل، فيما اشارت الى ماأسمته بتقاعس المجتمع الدولي في حماية الاقليات والمدنيين في العراق من جرائم الارهابيين .
وقال المتحدث باسم وزارة حقوق الانسان كامل أمين لـ « الصباح الجديد « امس السبت « ان «تنظيم داعش قام بقتل وتهجير مئات العائلات التركمانية من المذهب الشيعي في قضاء تلعفر بعد سيطرته الكاملة على محافظة نينوى وغياب القانون في العديد من المدن، وتقاعس المجتمع الدولي في القيام بواجباته، مما اعطى التنظيم وقتا اضافيا ليرتكب المزيد من الجرائم بحق اقليات تركمانية وايزيدية ومسيحية».
واضاف ان «الوزارة تقوم بتوثيق كافة الجرائم التي ارتكبت بحق مواطنين عراقيين بغض النظر عن انتمائهم ومذاهبهم منذ سيطرة تنظيم داعش على شمال العراق «، مشددا على ان «وزارة حقوق الانسان ستقدم ملفا الى مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة يتضمن جميع التفاصيل بارقام عدد الذين قتلوا وعذبوا على ايادي عصبات داعش وعدد النساء التي تم سبيهن واغتصابهن ومن ثم قتلهن او بيعهن بثمن بخس وصل الى خمسة الاف دينار للمرأة الواحدة «.
واوضح ان «هناك معلومات اكدتها الامم المتحدة عن تعرض 1500 امرأة أيزيدية ومسيحية وتركمانية الى انتهاكات جنسية من قبل مجرمي داعش بعد ان تم سبيهن من مدنهن»، مبينا ان «هناك قرى ايزيدية ابيدت على بكرت ابيها حيث رصدت الوزارة معلومات غير دقيقة عن مقتل مايقارب من 400 ايزيدي في احدى قرى قضاء سنجار».
وتابع امين ان «الوزارة لا تستطيع ان تقدم الآن ارقاماً دقيقة عن عدد الجرائم التي ارتكبها التنظيم بحق الاقليات لان هناك اعداد كبيرة من المدنيين تم قتلهم وتصفيتهم من قبل داعش لكن ليس هناك أي اثر لهم وهم مدرجين في عداد المفقودين ، والوزارة تقوم بجهد كبيرة وبالتعاون مع بعض المنظمات الدولية ومنظمات حكومية وغير حكومية من اجل متابعة كل مايعلق بجرائم داعش وتوثيقها من اجل ان يطلع العالم حول بشاعة الاجرام الذي لحق بهؤلاء المدنيين العزل «.
من جانبها ذكرت مفوضية حقوق الانسان في العراق في مؤتمر صحفي اطلعت عليه « الصباح الجديد « ان «الجرائم التي ارتكبتها عصابات داعش الارهابية هي جرائم ابادة وانتهاكات متعددة بحق ابناء المناطق والمحافظات ، اذ قامت بقتل 1700 عسكري بعد احتجازهم مع سبق الاصرار والترصد في قاعدة سبايكر في محافظة صلاح الدين واستهدافهم على خلفيه طائفية بتاريخ 15\6\2014 .وبينت ان «عصابات داعش قامت بقتل المدنيين في قرية بشير وقرية تازه على خلفية طائفية كونهم من التركمان الشيعة وجرى دفنهم في مقابر جمــــاعية تبعد من قرية بشير مسافة قصيرة «.
وجاء في تقرير المفوضية ايضا ان «العصابات الارهابية قتلت مجموعة من الشبك واستهدافهم كونهم اقليات مع قتل آلاف من الايزيدين بتاريخ 3\8\2014 في مجمع الجزيرة ومت الكثير منهم بسبب النزوح القسري واصابتهم بالأمراض ونقص الغذاء والحليب وارتفاع درجات الحرارة».
واشار التقرير الى ان «عصابات داعش الارهابية استهدفت حق الديانة والمعتقد من خلال قيامها بهدم الكنائس وحرقها وسرقة محتوياتها وهدم الجوامع والحسينيات ودور العبادة ومراقد الانبياء والصحابة في مدينة الموصل وقضاء تلعفر وقرية بشير فضلا عن خطف القساوسة والراهبات كونهم من الاقليات ومن الديانة المسيحية «.
الى ذلك قالت عضو المفوضية بشرى العبيدي في المؤتمر الصحفي ، ان «مفوضية حقوق الانسان ارسلت تقريرا مفصلا بالجداول الى مجلس النواب يتعلق بجميع الجرائم التي اقترفت من قبل عناصر تنظيم داعش في مختلف المحافظات». واشارت العبيدي الى أن «المفوضية بأنتظار ان يصوت المجلس على ما يتضمنه التقرير باعتبار بعض الجرائم هي جرائم ابادة جماعية ضد المدنيين».
واوضحت العبيدي أن «التقرير صنف الجرائم التي اقترفت من داعش الى جرائم ضد الحضارة، وجرائم ضد الحريات العامة، واخرى ضد النساء والاطفال، وضد المعاقين، وضد الاقليات».
وفي السياق ذاتة ،طالبت مفوضية حقوق الانسان مجلس النواب باعلان ناحية آمرلي منطقة منكوبة مع تجريم زمرة داعش الارهابية اسوة بقرارات مجلس الامن الدولي.
وقال عضو مجلس المفوضين فاضل الغراوي في مؤتمر صحفي ان «مفوضية حقوق الانسان راقبت بقلق بالغ ما يجري من عمليات ابادة منظمة من قبل تنظيم داعش الارهابي لاهالي منطقة آمرلي المحاصرة منذ اكثر من شهرين».
واضاف ان «اهالي آمرلي يتعرضون لمأساة انسانية وكارثة بشرية ومهددون بإبادة جماعية على يد تلك العصابات المجرمة، حيث تعاني المدينة من نقص حاد في الماء والكهرباء والغذاء والدواء والمؤن الحياتية، والكثير منهم ماتوا جراء الحصار الوحشي والقصف اليومي الذي تقوم به عصابات داعش، حيث انتشرت الاوبئة والامراض وتعرضت الكثير من النساء الحوامل للاسقاط وخطف الكثير منهن مع الاطفال للمتاجرة بهن داخليا وخارجيا».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة