البيشمركة توقف تقدمها باتجاه حوض حمرين بانتظار كاسحات ألغام أميركية

ديالى ـ خاص:

كشفت مصادر امنية مطلعة في محافظة ديالى عن توقف تقدم قوات البشمركة باتجاه المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش ضمن حوض حمرين شمال شرق بعقوبة بانتظار قدوم كاسحات الغام امريكية حديثة، فيما اكدت قيام تنظيم داعش بتحويل احياء وشوارع كاملة الى السمته بمصائد القتل الموجهة .
واوضحت المصادر لـــ” الصباح الجديد” امس السبت ،ان” قوات البيشمركة المرابطة في ناحيتي السعدية وجلولاء ضمن مايعرف بحوض حمرين (60 كم شمال شرق بعقوبة ) اوقفت منذ يوم امس تقدمها باتجاه نقاط التماس الرئيسة مع تنظيم داعش نظرا لتفخيخ اغلب الطرق العبوات الناسفة والالغام الارضية بشكل قد يؤدي الى زيادة فاتورة الخسائر البشرية للبيشمركة في حال تقدمت نحو الامام”.
واضافت المصادر ان” القيادة الامريكية وافقت على دعم قوات البيشمركة بكاسحات الغام متطورة استجابة لطلبها تقدمت به منذ اسابيع لمعالجة العبوات والالغام التي ينصبها داعش في الطرق المؤدية الى نقاط التماس في المدن والبلدات التي يسيطر عليها في ديالى والموصل”، لافتة الى ان” قوات البيشمركة تنتظر قدوم الكاسحات لبدء ساعة الصفر في تحرير مناطق حوض حمرين”.
واشارت الى ان ” رغبة البيشمركة بوجود كاسحات الغام جاء بعد توفر معلومات استخبارية دقيقة تؤكد بان داعش حول احياء وشوارع كاملة الى مصائد قتل بضغه زر واحدة بعد نصب عشرات العبوات والالغام التي تشكل خطراً حقيقياً على ارواح مقاتلي البيشمركة”.
الى ذلك اقر مسؤول كردي رفيع في قضاء خانقين ( 100كم شمال شرق بعقوبة) بان 13 من مقاتلي البيشمركة بينهم ضباط قتلوا خلال اسبوعين في اطراف ناحيتي السعدية وجلولاء ( 70كم شمال شرق بعقوبة ) بسبب العبوات الناسفة والالغام الارضية التي نصبها تنظيم داعش”.
واضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ ” الصباح الجديد ” ان” العبوات والألغام تشكل الخطر الاكبر الذي يواجه البيشمركة اذا ما تحركت دون وجود اليات متخصصة بازالة العبوات والالغام، وستكون الخسائر كبيرة، لذا هنالك تفاؤل بان تشهد الايام المقبلة تغييرات جوهرية لصالح البيشمركة”.
من جهته عدّ المراقب الأمني مروان الجبوري ” لجوء داعش الى اسلوب تفخيخ الطرق ونصب الالغام الارضية باعتباره ذو قدرة فعالة في ايقاع الخسائر في صفوف القوات المهاجمة سواء اكانت من الجيش او الشرطة او البيشمركة”، لافتا الى ان ” 60% من خسائر القوات الامنية بمختلف تسمياتها هي بفعل العبوات والالغام وفق المعلومات المتوفرة”.
واضاف الجبوري ان” داعش يمتلك مفارز محترفة في مجال نصب العبوات والالغام سعت الى استثمار ما لديها لتشكيل خطوط دفاعية تسهم في ايقاف اي تقدم”، لافتا الى ان “تأخر القوات الأمنية في حسم الكثير من المعارك يعود لكثرة العبوات والالغام والتي يحتاج الجهد الهندسي وقت ليس بقليل لكشفها وابطالها”.
وبين ان” نصب عبوة تحتاج الى دقائق من قبل الارهابين لكن عملية كشفها ومن ثم ابطالها تحتاج بعض الاحيان الى وقت مضاعف وقد يصل الى ساعات خاصة وان التقنيات المستخدمة ليست تقليدية والبعض يعتمد اسلوب التفجير عن بعد بواسطة الهواتف النقالة”.
وفي السياق ذاته اكد المراقب الأمني عمر خليل البياتي بان ” القيادة الاميركية وعدت عبر بياناتها بتزويد البيشمركة باسلحة ومعدات حديثة لمواجهة خطر داعش لكنها لم تبين نوعية تلك الاسلحة وماهي المهام الرئيسية التي تقوم بها”، متوقعا ان يكون من بين الاسلحة كاسحات الالغام التي تعد السلاح الامثل لمواجهة اسلوب داعش في خلق مصائد الموت في الوقت الحالي.
ولفت البياتي الى ان” وصول كاسحات الالغام سواء اكانت من اميركا او البلدان الاوربية ستعزز من قدرة البيشمركة في الاسراع بانطلاق معركة تطهير حوض حمرين بالكامل من قبضة تنظيم داعش”، مبيناً الى ان ” الاخير يعتمد على العبوات والالغام كخطوط دفاعية تعرقل تقدم اي قوة مهاجمة اضافة الى ايقاع الخسائر الفادحة بصفوفها”.
من جانبه اقر رئيس اللجنة الامنية في مجلس ديالى صادق الحسيني بان داعش اعتمد اسلوب التفخيخ لكل شيء ضمن المناطق التي يسيطر عليها في مسعى منه لعرقلة تقدم القوات الامنية وتحويل الاحياء السكنية الى مناطق موت يمنع عودة الاهالي اليها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة