دهوك ـ خدر خلات:
يقوم يوسف السندي، المواطن الكوردي المسلم الخمسيني، من سكنة ناحية سرسنك، بجمع عبوات المشروبات الغازية ويملؤها بالمياه ويجمدها لتوزيع الثلج على العوائل النازحة من الايزيديين والمسيحيين كل يوم.
يقول السندي لـ “الصباح الجديد” منذ نحو 3 اسابيع ومئات العوائل من الكرد الايزيديين والمسيحيين، تتدفق على ناحية سرسنك (45 كلم شمال شرق دهوك) هربا من بطش تنظيم داعش الذي سيطر على قراهم ومناطقهم”.
واضاف “لاننا نزحنا اكثر من مرة، وكنا بحاجة لكسرة خبز، او لبطانية، فاننا ندرك جيدا معاناة النازحين واحتياجاتهم”.
واشار الى انه “على الانسان ان يساعد اخيه الانسان في مواجهة الظروف الصعبة ومن دون الالتفات للخلفية الدينية والقومية والمذهبية”.
وتابع “الشعب الكردي في العراق هو اكثر الشعوب شعورا بمأساة النزوح والتهجير، ولدينا تجارب مريرة جدا في العقود الخمسة الاخيرة”.
من جهته ريبوار برواري، الناشط في مجال حقوق الانسان في ناحية سرسنك، قال لـ “الصباح الجديد” انه “وفق معلوماتنا فان عدد النازحين الى ناحية سرسنك يربو عن 14500 نازح، وهم من مختلف الانتماءات القومية والدينية والمذهبية”.
واضاف “نحن نبذل ما بوسعنا في تقديم الدعم لهم من مواد اغاثية وغذائية وصحية وغيرها، لكننا بحاجة ماسة الى دعم المنظمات الانسانية والخيرية الدولية والاقليمية”.
وتابع برواري بالقول “لا يمكن ان ننكر دور اهالي ناحية سرسنك في تقديم الدعم للنازحين، وبشكل طوعي، مما يجعلنا نفتخر بهذه المواقف”.
ولفت الى ان “اهالي سرسنك عانوا مرارة النزوح والتهجير عدة مرات، ويبدو انهم يعلمون بحاجة النازحين لاي دعم كان، حتى لو كان معنويا”.
مبينا ان “اصحاب الاسواق التجارية في سرسنك يقدمون حسومات وتخفيضات باسعار بضائعهم من اجل دعم النازحين، ولم نلحظ اية عملية استغلال لهذه المواقف، كما لم نقف على اية شكوى من النازحين رغم اننا نحتك معهم بشكل يومي”.
تقول النازحة الايزيدية سيفي ناصر التي تقطن في احدى المدارس في مركز ناحية سرسنك لـ “الصباح الجديد” ان “النزوح والتهجير من بيوتنا امر مؤلم جدا، حيث تركنا كل شيء خلفنا، من بيوت وممتلكات منزلية هي حصيلة تعب العمر كله”.
واضافت “لكن ما يخفف من معاناتنا وحزننا هو المواقف الانسانية من اهالي سرسنك من اخوتنا من الكرد المسلمين والمسيحيين، الذين وقفوا معنا مواقفا لن ننساها ما حيينا”.
واكدت ناصر ان “اهالي سرسنك يستحقون كل التقدير والاحترام، ونحن نخجل مما قدموه لنا من دعم مادي ومعنوي، بل انهم يتسابقون لخدمتنا، والله على ما اقول شهيد”.
وتابعت “انهم يقدمون لنا الخبز المنزلي، الثلج، فواكه وخضراوات من مزارعهم، ادوات منزلية للطبخ والغسيل، انهم يقدمون كل ما نحتاجه او نطلبه، جازاهم الله الف خير على مواقفهم الانسانية النبيلة”.
وكان تنظيم داعش قد بسط سيطرته على اجزاء واسعة من محافظة نينوى، بضمنها منطقة سهل نينوى، الذي تقطنه اقليات دينية وقومية عرقية مختلفة، مثل المسيحيين والايزيديين والتركمان والكاكائية والشبك، واضطرت الاف العوائل منهم على النزوح باتجاه اقليم كردستان.