تبادل التهم بالتزوير والتلاعب والديمقراطي يستحوذ على أصوات كوتا المكونات
السليمانية ـ عباس كاريزي:
أظهرت أحدث النتائج الأولية غير الرسمية التي حصلت عليها الصباح الجديد، تصدّر الحزب الديمقراطي الكردستاني، نتائج انتخابات الدورة الخامسة لبرلمان كردستان، يليه الاتحاد الوطني الكردستاني ثم حركة التغيير، والأحزاب الأخرى.
وبحسب النتائج غير الرسمية التي تم فرزها ل 75% من مراكز الاقتراع في محافظات الإقليم الأربع، فان الحزب الديمقراطي الكردستاني حصل على 40 بالمئة بينما تمكن الاتحاد الوطني الكردستاني من الحصول على 22بالمئة، وجاءت حركة التغيير بالمرتبة الثالثة بحصولها على 12.8% بعدها حراك الجيل الجديد الذي حصل على 8.5% ، ثم الجماعة الإسلامية الكردستانية ب 7.2% ثم تحالف نحو الإصلاح الذي حصل على 5.8% من الاصوات وجاء تحالف العصر بالمرتبة الاخيرة بحصوله على 1.08%.
وشهدت محافظات إقليم كردستان، أمس الاول الأحد، اجراء انتخابات برلمان كردستان، حيث أدلى الناخبون بأصواتهم في 1200 مركز انتخابي وزعت على محافظات الإقليم الاربع، لاختيار ممثليهم الذين بلغ عددهم 773 مرشحاً مثلوا 29 قائمة وكيانا سياسيا من مختلف الاحزاب والقوى السياسية في كردستان، يتنافسون على 111 مقعداً في انتخابات برلمان الاقليم، التي وصلت نسبة المشاركة فيها وفقا لمفوضية الانتخابات الى 58% في عموم مدن الاقليم.
ووفقا للنتائج الاولية فان الحزب الديمقراطي حصل على 40-42 مقعدا في برلمان كردستان يليه الاتحاد الوطني ب 23-25 مقعدا ثم حركة التغيير ب 12-14 مقعدا ثم الجماعة الاسلامية بتوقعات ان تحصل على 8-10 مقاعد ثم حراك الجيل الجديد ب 6-8 مقاعد ومن ثم بقية الاحزاب والتحالفات المشاركة.
منظمة «تموز» العراقية لمراقبة الانتخابات، كشفت عن وجود خروقات رافقت انتخابات برلمان إقليم كردستان التي انطلقت صباح الأحد.
وقالت رئيسة المنظمة فيان الشيخ في تصريح صحفي، إن «رجال الأمن تدخلوا وطردوا المراقبين من بعض المراكز الانتخابية وحدثت مشكلات مع ممثلي الكيانات السياسية، الأمر الذي ولد ضغطا عليهم ثم انسحبوا ليدخل رجال الأمن لملء الاستمارات، وهذا خرق قانوني واضح».
وأضافت، «راقبنا في محافظة أربيل مركزين فقط، وفيهما حدثت مشكلات عدة منها وجود توقيع على أسماء ناخبين لم يدلوا بأصواتهم».
وتابعت، «عندما كان الأشخاص يأتون للمركز يجدون تواقيعا بأسمائهم، وكأن هناك من وقع وصوت بالنيابة عنهم».
بدوره أعلن حراك الجيل الجديد، عن رفضه لنتائج الانتخابات التي جرت أمس الاول في اقليم كردستان.
وذكر بيان صادر عن الحراك تسلمت الصباح الجديد نسخة منه، أنه يرفض نتائج الانتخابات وسيعلن عن موقفه النهائي بهذا الصدد خلال الايام المقبلة.
وحسب مراقبين لعملية الاقتراع فقد رافق انتخابات برلمان كردستان ، تلاعب وتزوير كبيران، خاصة في مناطق نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني بمحافظتي اربيل ودهوك.
وكان سعدي أحمد بيرة عضو المكتب السياسي المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني، قد اعلن لوسائل إعلام حزبه، أن الاتحاد الوطني لن يعترف بنتائج الانتخابات، في محافظتي أربيل ودهوك، وهما من مناطق نفوذ وهيمنة الحزب الديمقراطي الكردستاني، قبل أن يتراجع في وقت لاحق ويقول إن عدم الاعتراف يسري فقط على المحافظات التي وقعت فيها عمليات تزوير وتلاعب.
واكد مراقبون للصباح الجديد سعي الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني للاستحواذ على اصوات كوتا المكونات في الاقليم كما فعل في الانتخابات السابقة، مشيرين الى ان الحزب الديمقراطي وجه انصاره الى التصويت الى شخصيات تركمانية ومسيحية تابعة له على حساب المستحقين من ابناء المكونين.
واضافوا ان مدعومين من قبل الحزب الديمقراطي محسوبين على المكونين التركماني والمسيحي حصلوا على اصوات في مناطق تخلوا من اي تواجد لهذين المكونين، وهو مالا يدع مجالا للشك بان ذلك جاء بتوجيه حزبي من الديمقراطي الكردستاني، لضمان حصول ممثليه داخل هذين المكونين على اصوات كوتا المكونات التي تبلغ 11 مقعدا مقسمة بين التركمان والمسيحيين والارمن.
وكانت أربعة أحزاب، وهي الديمقراطي الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية قد أعلنت، في مؤتمر صحفي من مدينة كويسنجق، أن أحزابهم «لا تعترف بنتائج الانتخابات في القضاء نظرا لارتكاب خروقات ومخالفات علنية في المدينة.
وكان رئيس قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني لانتخابات برلمان كردستان قباد طالباني قد اكد، انه من المبكر اتخاذ اي قرار حول سير عملية التصويت العام لانتخابات برلمان كردستان مطالباً منتسبي المفوضية ومراقبي الكيانات السياسي« ليس بمقدور الانسان ان يغطي جميع الاحداث والوقائع في حياته ، عندما يروم ان يسجل نوعا من الذكريات او بعضها ولذلك يكتب احيانا هذه الذكريات موجزة او محددة بمعنى انها لا تفي بهدف الاكتمال كما يرى البعض ..
بهذه الكلمات المعبرة كتب الراحل الدكتور مهدي الحافظ ، مقدمة اخر كتبه (محطات في حياتي) .. وكأنه يلتمس العذر ممن يعتبون عليه ويطالبونه بتدوين تاريخ حافل بالأحداث الكبيرة والتي تركت اثرا كبيرا على المستويين الوطني والدولي ..كان يريد ان يقول اعذروني ان لم اتمكن من كتابة كل ما تحت جنباتي فهو كثير وساعات الحياة لن تكفي للبوح به .. متنبئا بقرب وصوله إلى محطته الاخيرة و سيترجل من على صهوة جواده بعد ان خاض غمار الكثير من المعارك في جميع الاصعدة … فهو لم يكن من المؤمنين بنظرية الامر الواقع .. فالواقع نتاجنا ونحن نغيره ان اردنا ذلك .
في الشامية مدينة العنبر ابصر الحافظ نور الحياة ، بين حقول «الشلب» المترامية فحمل معه تلك الطيبة التي تشبه رائحة وطعم العنبر , ومن الشامية وعنبرها وطيبة اهلها انطلق إلى العوالم الاخرى حاملا معه هموم وآلام شعب ينتظر منقذا ، ليحلق عاليا في سماء العلم والنضال والجهاد الحقيقي فامضى حياته مناضلا في جميع الساحات
كان الحافظ الذي رحل في الثاني من تشرين الاول 2017 يريد ان يؤسس لمرحلة جديدة من التخطيط السليم من خلال اشراك القطاع الخاص في التنمية ، فهو من اشد الداعمين لوجود قطاع خاص فاعل ومؤثر .. وعلى الرغم من ان وجوده على رأس وزارة التخطيط لم يدم طويلا ، الا انه تمكن من التأسيس للكثير من السياسات التنموية السليمة ، فله يعود الفضل في الحفاظ على بقاء وزارة التخطيط ، عندما كانت سلطة الائتلاف المؤقتة تريد الغاءها لعدم وجود وزارة نظيرة لها في الولايات المتحدة الاميركية ، فوجد الحل في تغيير اسم الوزارة ، لتكون وزارة التخطيط والتعاون الانمائي ، واقنع الاميركان ان الوزارة لها مهام اخرى غير التخطيط ، فهي معنية بتطوير التعاون مع بلدان العالم وأنها تعنى ايضا بقضايا التنمية بجميع تفاصيلها ،.. كما نجح الحافظ في تأسيس وترؤس اول هيئة وطنية للاعمار في العراق ، محاولا اعادة العمل بمبدأ مجلس الاعمار الذي تأسس عام 1950 لغاية 1959 ، ونجح في حشد الكثير من المواقف الدولية الداعمة للعراق تمخض عنها انعقاد مؤتمر مدريد للدول المانحة عام 2004 وما نتج عن ذلك المؤتمر من حصول العراق على مُنح وإعانات دولية جيدة ، تلا ذلك المؤتمر عدة مؤتمرات اخرى من بينها مؤتمر طوكيو ومؤتمر الدوحة ، ولم تتوقف جهوده وهو ما يزال وزيرا للتخطيط ، فقد بذل جهودا كبيرة في معالجة ملف الدين العراقي المتضخم بسبب سياسات وحروب النظام السابق وحقق نجاحا كبيرا في تسوية الكثير من الديون التي كانت تثقل كاهل الاقتصاد العراقي في اطار نادي باريس .. وعلى الرغم من صعوبة الظروف التي كان يواجهها العراق في تلك الفترة ، إلا ان الحافظ كان يسعى بقوة لإجراء التعداد العام للسكان ، مقدرا اهمية هذا المشروع لدعم التنمية من خلال ما يوفره من بيانات تنموية مهمة من شأنها مساعدة المخططين وراسمي السياسات الاقتصادية من وضع الخطط التنموية السليمة ، إلا ان الخلافات السياسية وغياب التوافق حال دون تنفيذ هذا المشروع الحيوي ولو كان نجح في هذا المسعى لجنب البلاد الكثير من المشكلات المالية والاقتصادية التي تعصف بنا اليوم .
كان الحافظ – رحمه الله – يمتلك رؤية ثاقبة للواقع التنموي بفضل خبرته الكبيرة وما يحمله من تأهيل علمي (دكتوراه في الاقتصاد) ممزوجة بحسه الاجتماعي وتحليله الكيمياوي ، ولو قدر له ان يستمر في ادارة ملف التخطيط والاعمار في العراق لسنتين اخريين لكان الوضع مختلفا تماما عما الت اليه مسارات الاحداث بعد ذلك
ة ان يتمكنوا من اداء مهامهم بشكل شفاف ونزيه، ومنع اي عملية تزوير.
وأضاف، «يجب على مفوضية الانتخابات ان تكون مستقلة وبمستوى المسؤولية، وان الاتحاد الوطني الكردستاني سيعلن موقفه بعد اعلان نتائج الانتخابات».