رسائل إيجابية..!!

الشعارات التي رفعها مرشحو الاحزاب والكيانات السياسية خلال الانتخابات التشريعية تمحورت اغلبها حول ضرورة الاهتمام بتقديم الخدمات للمواطنين في كل المدن العراقية وبالقدر الذي اهتمت فيه هذه الاحزاب بموضوعة الخدمات فان المواطن البسيط لم يعد يصدق بتلك الشعارات بعد حقبة زمنية كافية لاثبات الذات ولتحقيق الوعود ذهبت مع ادراج الرياح ولم يجن منها الناس سوى المزيد من الاهمال في ملف الخدمات ومنذ تسنمه منصبه اقدم رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بمعية عدد من اعضاء هيئة رئاسة المجلس والنواب على القيام بجولات وزيارات ميدانية الى محافظة البصرة والنجف الاشرف وعقد اجتماعات مع عدد من رؤساء الكتل السياسية ومع عدد من ممثلي شرائح المجتمع العراقي ووقف عند مطالب المحتجين والمتظاهرين واعلن في تصريحات متتالية عزمه على الشروع بالنظر في ملف الخدمات وتلبية مطالب المتظاهرين واعادة الاستحقاقات للمحافظات المتضررة ويبدو ان هذه الانطلاقة هي اولى الخطوات العملية التي تقترب من صدق الوعود التي تحدث عنها كثيرا السيد الحلبوسي قبل توليه او اختياره لهذا المنصب وهي بالتأكيد تبعث برسائل ايجابية للطريقة التي يفكر فيها رئيس السلطة التشريعية حيث اختار الانشغالات الداخلية وفضلها على الانشغالات الخارجية في باكورة عمله وممارسته لمهامه ونحن نشيد في هذه السطور بمثل هذه الخطوات وندعو المسؤولين في الدولة العراقية ممن تسلموا مهامهم الجديدة لاتباعها باعتبار ان ملف الخدمات وحاجات المجتمع العراقي تتفوق على غيرها من الملفات وندعوهم كذلك الى النزول الى الميدان والاطلاع عن كثب لما يعانيه المواطن في مراجعاته اليومية لمؤسسات الدولة وازالة العوائق وتخفيف المتاعب بما يرفع عن كاهل المواطنين كل اشكال الروتين والبيروقراطية ويمكن الاشارة ايضا هنا الى انموذج آخر يمكن الاستشهاد به في هذا المجال وهو الزيارات الميدانية والمفاجئة لمحافظ الموصل الى دوائر المحافظة وحزمه واصراره على التزام الموظفين بتقديم اقصى الجهود للمراجعين ومتابعته لادق التفاصيل التي تهتم بسير العمل في دوائر الدولة ومثل هذه الادوار والممارسات هي بالتأكيد في صالح الدولة العراقية وتعيد الثقة باداء المسؤولين الحكوميين الذين مارس بعضهم ادوارا سلبية متمثلة بغيابهم عن الشارع وبقائهم خلف الجدران والغرف المغلقة وعدم ايلائهم الاهتمام الكافي بمعاناة اهلهم في وطنهم .
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة