هل سيكون يومك هو يومي أنا أيضا

لا نجستون هيوز
ترجمة محمد الصالح الغريسي

إلى هناك
الحرب العالميّة الثّانية
إخواني الأمريكيين،
أكتب إليكم هذه الرّسالة
متمنّيا أن تكون أوقاتكم أفضل
عندما تضع الحرب أوزارها.
أنا أمريكيّ أسمر البشرة
أقود دبّابة.
أسأل، هل سيكون يومكم كيومي أنا أيضا؟
أنا أرتدي زيّا عسكريّا أمريكيّا.
قد ألحقت بالعدوّ ضررا كبيرا،
و قد نقلت الألمان و اليابانيّين
عائدا بهم
من بورما إلى « الرّاين «.
و في كلّ جبهة قتال،
كنت ألحق الهزيمة
بشراذم “ الفاشيست”.
أنا أمريكيّ زنجيّ
عازم على الدّفاع عن أرضي
و عن قوّاتها البريّة و البحريّة و الجويّة –
أنا هناك
أستلم الذّخائر الحربيّة
أقاتل أو أفرغ الحمولة، أ و الاثنين معا
أواجه الموت
كما تفعل أنت
في كلّ مكان.
رأيت رفيقي ممدّدا
حيث سقط.
شاهدته و هو يموت.
وعدته أن أجعل من أرضنا
أرضا آمنة
حيث يتسنّى لابنه أن يصير رجلا
فلا يبقى واحد من طيور «جيم كراو»
يحلّق في سمائنا.
هذا إذا ما أريد أن أعرفه الآن:
عندما نرى بريق النّصر،
هل ستسمحون لــ «جيم كراو» أن يواصل
شدّي إلى الخلف؟
عندما تكون تلك الجماهير الأجنبيّة
الّتي ظلّت تنظر طويلا، قد تحرّرت كلّها –
إيطاليّين و صينيين و دانماركيين –،
هل سيظلّ حظّي أنا، عاثرا
لأنّي أسود؟
هل ستظلّ قوانين «جيم كراو» قائمة
هنا في بلدي، و مسقط رأسي،؟
هل سيظلّ « ديكسي « حين أعود،
يقتلني دون ذنب أو محاكمة؟
أم أنّ هذه الحرب، يا رفاقي في السّلاح
القادمين من المصانع و المزارع،
ستعلّمكم ما كان علينا أن نتعلّمه من القتال؟
عندما أخلع زيّي العسكريّ،
هل سأكون بمأمن من الأذى
أم أنّكم ستصنعون بي ما صنعه الألمان باليهود؟
هل سأبقى عبدا ملوّنا،
و قد ساعدت في إنقاذ هذا العالم ؟
أم أنّ النّصر سيغيّر أفكاركم البالية؟
لا يمكنكم أن تنكروا أنّني قاتلت معكم
لسحق الغطرسة الفاشيّة.
لا يمكنكم أن تنكروا أنّني كنت معكم
في كلّ معركة، سواء كجنديّ أو كصديق.
و الآن و قد أدركت هذه الحرب نهايتها،
هل ستحشرونني في إحدى سيّارات «جيم كراو»
مثل الماشية؟
أم أنّكم حين نعود إلى الوطن،
ستقفون موقف الرّجال
من أجل الدّيمقراطيّة؟
هذا كلّ ما أسألكم عنه.
عندما نضع السّلاح جانبا
لنحتفل بيوم انتصارنا
هل سيكون يومكم هو يومي أنا أيضا؟
هذا ما أريد معرفته بإخلاص

……………
– جيم كرو : “Jim Crow”مصطلح كان رائجا في القرن التاسع عشر في أمريكا يرمز إلى تلك القوانين العنصرية الّتي كانت تفصل بين البيض و السّود في الأماكن العامّة.
– ديكسي : DEXIE . هي كنية سكّان جنوب الولايات المتّحدة.في إشارة ربّما إلى تمسّك الأمريكان الجنوبيّن بقوانين العبوديّة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة