تغيير لابد منه

حياتنا، في الأساس، مجموعة من العادات…
وتصرفاتنا نتيجة لعاداتنا…
ومدى نجاحنا أو فشلنا يرتبط بما نفعله مراراً وتكراراً لأنه يشكل، في نهاية المطاف، شخصيتنا، ويعمق مفاهيمنا ومواقفنا وقناعاتنا.
وثمة عادات جيدة، وعادات سيئة ..
والعادات السيئة لا تخص الشخص وحده بل الآخرين بما فيهم الأهل والأصدقاء لأنها تثير انزعاجهم وحتى اشمئزازهم، فيأخذون عنها نظرة قاتمة، لذلك يتم تحديد العادات السيئة من خلال إجماع المجتمع، وبناء على تأثيراتها السلبية.
وقد أدرج مختصون من أطباء وعلماء نفس وباحثين اجتماعيين 283 عادة سيئة تنتشر بين الناس في مختلف المجتمعات البشرية.
من العادات السيئة ما هو بسيط مثل خلع الأحذية في غرف النوم، وما هو معتدل مثل تناول العشاء أمام التلفزيون، وما هو خطير على الصحة، سواء العقلية أو الجسدية، كالتدخين، وقضم الأظافر، والادمان على المشروبات الكحولية.
والتخلص من العادات السيئة أمر صعب حقاً، لكن هناك العديد من الوسائل للسيطرة عليها، والتخفيف من آثارها على الأقل.
ومهما كانت الوسائل والطرق التي نستخدمها علينا أولاً إقناع أنفسنا بأن هذه العادات سيئة بالفعل، فنحن نميل إليها دون التفكير بأضرارها وإنما لمجرد أنها تمنحنا شيئاً من الراحة أو المتعة. وإذا لم نتمكن من إدراك مدى سوء العادات التي نمارسها، ستظل ملتصقة بنا بشكل دائم، ويصبح من المستحيل كسرها والقضاء عليها.
إن العادة الجيدة أو السيئة، مع مرور الوقت، تتحول إلى نمط من أنماط السلوك، وكسر الأنماط السلوكية يشكل المفتاح لكسر العادات نفسها. فعندما يكون هناك محفز واضح لبدء النمط كتدخين سيجارة أو عض أظفر تكون المشغلات نفسية كالشعور بالتوتر أو الإجهاد، وفي أحيان أخرى تكون على العكس، إي مدفوعة بالبطر أو الملل، فالنظر إلى التلفزيون والأريكة يستدعي إلى أذهاننا صورة الشخص المسترخي، الهادئ البال، والبعيد عن كل البعد عما يثير الخوف أو القلق.
تبدأ عملية كسر العادات السيئة من خلال التفكير في سلوكيات محددة قابلة للتنفيذ، أي استبدالها بعادات جديدة إيجابية ومحايدة، كأن نضع أحذيتنا في خزانة خاصة، ونتناول الأكل على طاولة الطعام، وننتبه إلى صحتنا قبل الشروع بالتدخين، ونحد من الإنفاق على فورة التسوق، ونحرص على الوقت وعدم إضاعته على الإنترنت، ونتحاشى اللعب بالأنف أو الأسنان ولعق الأصابع، والأكل بالفم المفتوح، والتحدث بصوت عال في الأماكن العامة، ونمتنع عن الكلام عندما نكون في السينما أو المسرح.
بمثل هذه النماذج السهلة، يمكننا الوصول إلى النماذج الصعبة وتغييرها.
فريال حسين

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة