حقوق مهمشة !

التظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات المستمرة التي تشهدها اقضية ونواحي محافظة بغداد تمثل حقا مشروعا طال انتظار الحصول عليه وتسبب تأخير هذا الحق او تهميشه او التغافل عنه في الحاق الضرر بقطاعات واسعة من سكان العاصمة بغداد واذا كانت الدولة قد انشغلت خلال السنوات الماضية بملف الحرب على الارهاب فان انتهاء هذه الصفحة يحتم على الحكومة الحالية التي لم يبق من شرعيتها في التنفيذ سوى اسابيع قليلة والحكومة المقبلة ان تنظر لهذه التظاهرات على انها جرس انذار لربما يتطور في الايام المقبلة الى تظاهرات اوسع او عصيان شامل فما يطلبه سكان المناطق المحاذية للعاصمة بغداد ليس بمعجزة وهم يتطلعون ان تلتفت الحكومة المركزية في بغداد الى مدى الاهمال الذي تعرضت له تلك المناطق من النواحي الخدمية والاقتصادية والبيئية والامنية وفي الوقت نفسه فان مظاهر الفساد التي صاحبت الاعلان عن المشاريع التي اقترحتها حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والتي تم الشروع بنسب قليلة منها بقيت تحت طائلة الاهمال والتفرج بسبب الازمة المالية وانشغال الدولة بالحرب على الارهاب ولم يعد مستغربا ردود افعال ابناء هذه المناطق على هذا التهميش المتعمد لاصواتهم ومناشداتهم طوال الشهور الماضية والذي تسبب بغضب واستهجان وسخط تجاه تصريحات المسؤولين في الادارات المحلية لتلك المناطق وعدم قدرتهم على فعل اي شيء يخفف من الواقع المر الذي تعيشه اقضية ونواحي وقطاعات واسعة خاصة مناطق سبع البور والمدائن والنهروان والفضيلية والمعامل وخان بني سعد والعبيدي والتاجي وغيرها من المناطق فشحة المياه وتردي خدمات الكهرباء والاتصالات وافتقار هذه المناطق الى العدد الكافي من المدارس والمراكز الصحية وسوء طرق المواصلات فيها ينذر بكارثة حقيقية ولم تعد تنفع سلسلة الوعود التي يطلقها المسؤولون لتلبية مطالب السكان فيها ولربما ستكون اية حكومة مقبلة امام مشكلة كبيرة مالم يجر التعامل مع ملف الخدمات في العاصمة بغداد والمحافظات العراقية الاخرى التي تتشارك بالهموم نفسها بجدية ويرى اهلها بانهم قدموا الغالي والنفيس من اجل الذود عن وطنهم وضحوا بفلذات اكبادهم على طريق الشهادة وضربوا اروع الامثلة في الوفاء ولهم اليوم الحق بان ترد الحكومة جزءا من كرمهم والمتمثل بتلبية مطالبهم في توفير الحد الادنى من الخدمات وتوفير ابسط مستلزمات العيش في مدنهم .
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة