يعدّ بمنزلة «تهديد للوحدة اليمنية»
متابعة الصباح الجديد:
أعرب الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، عن رفضه القاطع تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، كما اعتبر الحوثيون الإعلان عن المجلس الانتقالي بمثابة «تهديد للوحدة اليمنية».
وجاء في بيان صدر عن الرئاسة اليمنية في هذا الصدد، عقب اجتماع عقده الرئيس هادي مع مستشاريه وبحضور نائبه الفريق الركن علي محسن صالح ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر: «يرفض الاجتماع رفضا قاطعا ما سمي بتشكيل مجلس انتقالي جنوبي يقوم بإدارة وتمثيل الجنوب ،مؤكدين أن تلك التصرفات والأعمال تتنافى كليا مع المرجعيات الثلاث المتفق عليها محليا وإقليميا ودوليا والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي 2216».
وأضاف البيان: «يدعو الاجتماع كافة الذين عملوا على ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي و من يقف خلفهم على مراجعة مواقفهم ويحثهم على الانخراط الكامل في إطار الشرعية وتوحيد الجهود لتحقيق تطلعات شعبنا اليمني العزيز».
وأكد البيان على حرص الدولة اليمنية « بسط سلطاتها على كافة التراب اليمني والسير في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني نحو بناء اليمن الاتحادي الجديد».
وجاء هذا البيان ردا على إعلان محافظ عدن المقال عيد روس الزبيدي عن تشكيل مجلس سياسي انتقالي لإدارة شؤون جنوب اليمن لإداراته وتمثيله ولتحقيق أهدافه وتطلعاته، بحسب الزبيدي.
الحوثيون ايضا أعلنوا موقفهم الرافض لإعلان الزبيدي على لسان محمد عبدالسلام، الناطق باسمهم، الذي اعتبر هذه الخطوة «تهديدا للوحدة اليمنية».
وكتب عبد السلام على فيسبوك :» “ما يحدث في الجنوب من حديث عن مجلس هنا أو هناك إنما هو تجلٍ لأهداف الاحتلال الأميركي ، لإقامة مشاريع صغيرة»،» وهو ما يعد قفزا على التاريخ والحضارة، معتقدة أن الجنوب ساحة خصبة لبناء نفوذ وقوة استعمارية، وهذا وهم سينقشع غباره عما قريب».
واشار الزبيدي محافظ عدن السابق امس الاول الخميس إن قادة عسكريين وسياسيين وقبليين بارزين شكلوا مجلسا جديدا يسعى لانفصال جنوب اليمن وهو ما يهدد بإثارة المزيد من الاضطرابات في البلد الذي تعصف به حرب أهلية منذ عامين.
وأعلن الزبيدي ذلك في خطاب تلفزيوني وقد ظهر خلفه علم دولة اليمن الجنوبي السابقة التي تعرضتا قواتها للهزيمة على يد قوات الشمال في 1994 مما جلب الوحدة إلى البلاد.
وقال الزبيدي إن «قيادة سياسية جنوبية عليا تسمى هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي» تحت رئاسته ستدير وتمثل جنوب اليمن وهي منطقة يوجد بها أغلب احتياطيات البلاد من النفط وتشكل العمود الفقري لاقتصادها.
ويثير الإعلان احتمال حدوث المزيد من الانقسام في صراع معقد بالفعل في الدولة الفقيرة التي تقود فيها السعودية تحالفا من قوات عربية وخليجية ضد المقاتلين الحوثيين.
وقدمت آلاف الضربات الجوية التي تقودها السعودية دعما لكل من المقاتلين الجنوبيين وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ضد الحوثيين.
لكن الجنوبيين وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي منهمكان في صراع على السلطة وهو ما يقوض جهود السعودية لتنسيق الحملة العسكرية.
ولم يتسن الوصول إلى الحكومة، ومقرها الاسمي عدن لكنها تؤدي أغلب مهامها من الرياض، أو إلى التحالف الذي تقوده السعودية للحصول على تعقيب.
وقال مسؤول بارز في جنوب اليمن تحدث شريطة عدم نشر اسمه إن الانفصاليين يأملون بأن تحصل قضيتهم على دعم من التحالف المؤلف بالأساس من دول خليجية
وأضاف قائلا «إنها خطوة للأمام بعد كفاح طويل. تمكن شعب الجنوب العربي أخيرا من تنظيم نفسه نحو الاستقلال».
وتابع قائلا «دولة الإمارات العربية والخليج يحترمون حق تقرير المصير ولا نعتقد أنهم سيعارضون الإرادة الجنوبية، لا ننصح حكومة هادي باستخدام القوة».
ويشعر كثير من الجنوبيين بأن المسؤولين في الشمال يستغلون مواردهم ويستبعدونهم من المناصب والنفوذ.
وقال الزبيدي في خطابه «يستمر الجنوب في الشراكة مع التحالف العربي في مواجهة المد الإيراني في المنطقة والشراكة مع المجتمع الدولي في الحرب ضد الإرهاب».
لكن على الرغم من أن السعودية وحليفتها الرئيسية الإمارات تسلحان وتمولان قوات الجنوب في الحرب إلا أنهما لا تساندان الانفصال وتقولان إنهما تحاربان من أجل يمن موحد.
وتقول الأمم المتحدة إن العنف والمجاعة والأمراض تسببوا في مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص منذ بدء الصراع.
واستغل فرع تنظيم القاعدة في اليمن أيضا الفوضى لاتخاذ ملاذ آمن في مناطق بالجنوب يغيب فيها القانون.