أوبك: وقتٌ أمامها لاستعادة التوازن
متابعة الصباح الجديد:
نقل مصدر أمس الاثنين عن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قوله إن العوامل الأساسية بالسوق تتجه في المسار الصحيح لكن السوق بحاجة إلى الوقت لاستعادة التوازن.
وقال الفالح لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية «في اعتقادي أن أساسيات السوق تتجه في المسار الصحيح غير أنه وبالنظر إلى الفائض الكبير في المخزون المتراكم على مدى السنين الماضية فإن أثر هذا التخفيض يحتاج إلى وقت حتى يتحقق».
وأضاف «التوقعات الحالية التي تشير إلى استعادة السوق لتوزانها خلال الربع الرابع من هذا العام قد أخذت بعين الاعتبار الزيادة في إنتاج النفط الصخري».
وأشار الوزير إلى عمليات سحب «كبيرة نسبيا» تقدر بنحو 50 مليون برميل من المخزونات العائمة وانخفاض المخزونات البرية في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 65 مليون برميل مقارنة مع تموز 2016.
وتابع «السوق في الغالب تغفل هذه المعايير وتركز على السوق الأمريكية التي كان الانخفاض في نسب المخزون فيها أقل من المتوقع».
وفي أيار اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض المنتجين من خارجها على تمديد اتفاق خفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا حتى آذار 2018.
وقال الفالح إن نسبة الالتزام بالاتفاق في نيسان وأيار تجاوزت 100 بالمئة.
وتقرر إعفاء نيجيريا وليبيا عضوي أوبك من تخفيضات الإنتاج بسبب الاضطرابات التي كبحت إنتاجهما بالفعل.
وقال الفالح إنه يتوقع أن يعود الإنتاج الليبي إلى مستوياته الطبيعية. ونقلت الصحيفة عنه قوله «ليس من اللائق ممارسة ضغوط على ليبيا كي تبطئ من وتيرة انتعاش إنتاجها».
وأضاف أن مستوى الزيادة في إنتاج ليبيا ونيجيريا «ما زال في النطاق الذي حُدد في الجزائر» حين قررت أوبك خفض الإنتاج للمرة الأولى منذ عام 2008. وتابع «لهذا لا ينبغي النظر إليهما باعتبارهما مصدر تهديد للمبادرة».
وكانت أوبك قالت الأسبوع الماضي في تقريرها الشهري إن الإنتاج زاد 336 ألف برميل يوميا في أيار إلى 32.14 مليون برميل يوميا بقيادة تعاف في نيجيريا وليبيا.
على صعيد متصل، أظهرت بيانات رسمية أمس الاثنين تراجع صادرات النفط الخام السعودية إلى 7.006 مليون برميل يوميا في نيسان من 7.232 مليون برميل يوميا في آذار.
تقدم الرياض وأعضاء آخرون بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أرقام الصادرات الشهرية إلى مبادرة البيانات المشتركة التي تنشرها بدورها بموقعها على الإنترنت.
الى ذلك، تراجعت أسعار النفط أمس أيضاً تحت وطأة التوسع المستمر بأعمال الحفر في الولايات المتحدة مما يبقي على الإمدادات العالمية مرتفعة برغم الجهود التي تقودها أوبك لخفض الإنتاج من أجل تقليص المعروض بالسوق.
وتأثرت الأسعار أيضا بمؤشرات على تباطؤ الطلب لتنخفض إلى مستويات مشابهة لما كانت عليه عندما أُعلنت تخفيضات الإنتاج للمرة الأولى أواخر العام الماضي.
وفي الساعة 0659 بتوقيت جرينتش تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 18 سنتا بما يعادل 0.4 بالمئة إلى 47.19 دولار للبرميل.
وانخفضت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 20 سنتا أو 0.5 بالمئة إلى 44.54 دولار للبرميل.
وأسعار كلا الخامين منخفضة نحو 14 بالمئة منذ أواخر أيار عندما قرر منتجون بقيادة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تمديد تعهدهم بخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا لتسعة أشهر إضافية حتى نهاية الربع الأول من 2018.
وقال متعاملون إن العامل الرئيس وراء انخفاض الأسعار هو الزيادة المطردة في الإنتاج الأمريكي مما يقوض الجهود التي تقودها أوبك.
وكان جولدمان ساكس قال يوم الجمعة «عدد حفارات النفط الأمريكية يواصل الارتفاع وقد زاد ست حفارات الأسبوع الماضي.»
وقال جريج مكينا كبير محللي السوق لدى أكسي تريدر للوساطة في العقود الآجلة «بهذا يزيد عدد الحفارات للأسبوع الثاني والعشرين على التوالي وهو رقم قياسي.»
وبحسب جولدمان أضاف المنتجون الأمريكيون 431 منصة حفر نفطية منذ بلغ العدد مستوى قياسيا منخفضا في 27 مايو أيار 2016. وأضاف البنك أنه إذا استمر عدد الحفارات عند المستويات الحالية فإن إنتاج النفط الأمريكي سيزيد 770 ألف برميل يوميا بين الربع الأخير من العام الماضي والربع المماثل من هذا العام في حقول النفط الصخري برميان وإيجل فورد وباكن ونيوبرارا.
وما زالت إمدادات أوبك ودول أخرى مشاركة في تخفيضات الإنتاج، مثل روسيا أكبر منتج للنفط في العالم، مرتفعة نظرا لعدم التزام بعض الدول بشكل كامل بتعهداتها.
على صعيد متصل، قالت وزارة المالية اليابانية أمس، إن بيانات التخليص الجمركي تظهر تراجع واردات البلاد من النفط الخام 13.5 بالمئة في أيار عنها في الفترة ذاتها قبل عام.
توضح الأرقام الأولية أن اليابان، رابع أكبر مشتر للخام في العالم، قد استوردت 2.83 مليون برميل يوميا الشهر الماضي.
وبلغ إجمالي واردات الغاز الطبيعي المسال 6.239 مليون طن الشهر الماضي بزيادة 13 بالمئة على أساس سنوي. وانخفضت واردات الفحم الحراري المستخدم في توليد الكهرباء 10.8 بالمئة في أيار إلى 7.683 مليون طن.