الجامعات العراقية والحرية

الحديث عن الجامعات حساس وقد يثير بعض المسؤولين والتنظيمات ، لذلك يجب الحديث بوقائع وبموضوعية فالموضوع ليس شخصيا أو أستهدافاً لفكر معين قد يكون على حساب العلمية ودور الجامعات في نشر العلم والمعرفة بشكل لا يؤثر على الحقائق العلمية وتنمية الاساليب المتقدمة التي أثبتت نجاحها في العديد من دول العالم مع الالتزام بالجوانب الاخلاقية والتربوية التي لا تتناقض مع عادات المجتمع وقيمه التي يجب أحترام الموضوعي منها من دون المساس بفكر أية جهة ، فالمعرفة تأتي من الاطلاع على شتى الاراء حتى التي نعرضها وجعل ذلك مادة لطرح الصالح من دون أي ضغط أو حرف معاني المفاهيم لخدمة توجه معين.
ما جعلني أثير هذا الموضوع الحساس ومن دون تحديد الجهة المسؤولة هو أطلاعي على تقرير أعلنت فيه منظمة اليونسكو قلقها البالغ حول ما أسمته (أنتهاك الحريات الأكاديمية في العراق، وخصوصا البرامج الدراسية لكليات القانون والعلوم الدينية والطبيعية والتربية والفنون الجميلة، علاوة على عدم تطبيق التعليم المختلط في بعض الجامعات وخصوصا في جامعات ديالى وتكريت والانبار والموصل، وقد تكون ظروف بعض المحافظات وطبيعة القوى المهيمنة فيها أثره الكبير في أيجاد هذه الحالة ولكني ومن خلال تجربتي الدراسية في الجامعة سابقا وجدت أن المفاهيم الاخلاقية لم تتأثر بألاختلاط أو الملابس المناسبة بل بقيت الاعراف الاجتماعية والاخلاقية هي المؤثرة في الجو الجامعي (ولم يكن هناك صراع سوى في السياسة وتنظيماتها المختلفة) وهو أمر طبيعي موجود في جميع مجتمعات وجامعات العالم) عدا الانظمة الشمولية التي أنحسر تأثيرها كثيرا بفضل العلم والمفاهيم الديمقراطية)، مع وجود ملاحظة مهمة وهي أن الجامعات هي المكان الذي يطلع فيه الطالب على المفاهيم المختلفة وخصوصا التي يختلف معها لآيجاد حالة من الصراع الفكري الحضاري ، وأن تلاقح الافكار هو الذي طور التعليم والمعرفة ورفد الاسواق الثقافية بشتى الاراء والافكار.
أذكر حادثة قد تكون طريفة ومؤلمة معا ففي عام عام 1963 كان الاستاذ العلامة أبراهيم كبه يلقي علينا محاظرات في النظريات الاقتصادية وبعد 8 شباط ذهب كل منا الى سجن معين وعندما خرجت بعد 18 تشرين الثاني وجدت أن أكثر ألاساتذة قد جرى أستبدالهم وكانت المناهج غريبة علي لذلك فقد أجبت في الامتحان وعلى فق ما درسناه عن الاستاذ أبراهيم كبة وأذا بالاستاذ الجديد يوبخني ويسألني من أين أتيت بهذه المفاهيم عن رأس المال ؟، أجبته من كتاب (رأس المال) وكتاب تطور الملكية الفردية ، فأجابني غاضبا أنني لا أعترف بهذه المفاهيم وعليك قراءة كتب أخرى تروج للانفتاح الاقتصادي.
أرجو أن تكون هناك لجان علمية محايدة في الانتماء السياسي لآعادة النظر في المناهج،ومواكبة العلم والتطور الذي يشهد ثورة كبيرة في جميع المجالات.

امير الحلو

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة