بغداد – رامي التميمي:
نظراً للأهمية المتزايدة للغاز الطبيعي كمصدر مهم وحيوي من مصادر الطاقة، بات الغاز الطبيعي يعوّل عليه في حل أزمة الطاقة التي تجابه العالم، وقد حدد خبراء الطاقة مصدرين اساسيين لهذا المورد الهام، المصدر الاول مكامن الغاز الطبيعي والمصدر الثاني الغاز الطبيعي المصاحب لمكامن للنفط غير ان الغاز المصاحب للنفط الخام الذي يستأثر بنصيب كبير في الانتاج العالمي من الغاز الطبيعي و أشار خبراء الطاقة إلى وجود الكثير من المزايا الاقتصادية والغنية للغاز الطبيعي مع سهولة استخدامه كوقود ذي محتوى عال فان انتاجه واستهلاكه في العالم قد تطور بشكل سريع.
لقد بقي العراق طيلة عقود طويلة منتجاً للنفط فحسب، ولم يكن احداً في المنطقة العربية او خارجها يتحدث من قريب او بعيد عن الغاز الطبيعي العراقي واهميته او المخزون الاحتياطي العراقي منه، او حتى عن إمكانية تلبيته لحاجات العراق. فإن البصرة تنتج حوالي 1 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز المصاحب، ويجري حرق منه نحو 700 مليون قدم مكعب، والتي تهدر الملايين من الدولارات من موارد البلاد كل يوم و ذلك بسبب أنعدام البنى التحتيه و المنشأت المناسبة لجمعه ومعالجته.
وان ما يؤيد نجاح هذه المرحلة في استثمار الغاز الطبيعي يعود الى انجاز مشاريع مهمة مثل تأسيس شركة غاز البصرة التي أسست كمشروع مشترك بين شركة غاز الجنوب وشركة “شل” و”ميتسوبيشي”، و تزايد انتاج الغاز السائل في التاجي ووحدتي انتاجه في كل من مصفى الدورة والبصرة وتنفيذ مشاريع استغلال الغاز الطبيعي لأغراض محلية مختلفة بالأضافة الى بناء معمل تسييل الغاز المنتج في الحقول الجنوبية وتستأثر الحكومة العراقية بحق تحديد أستثمار الغاز سواء بإستخدامه لأسطوانات الغاز المنزلية او المنظومة الكهربائية او تسييله.
الغاز العراقي
يعتقد الخبراء ان الاستثمارات الاجنبية في حقول الغاز العراقي سترسم مستقبل الصناعة الغازية في العراق لتجعل منه احد مصادر الغاز المهمة على الصعيد المحلي والإقليمي وموردا لا غنى عنه للسوق الأوروبية و احدى دلائل هذه الاستثمارات هي شركة غاز البصرة ففي مدة قياسية تم افتتاح محطتي الضغط حمّار مشرف و الرافضية و التي تشهد بناء آخر مشروع جديد للغاز في جنوب العراق منذ ثلالثين عام، و التي ستضيف 60 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز يومياً. معظم أعمال بناء المشروع تم تنفيذها من خلال شركة مقاولات محلية، و تواجد حوالي 450 عاملاً في موقع الإنشاء في ذروة العمل خلال أعمال التطوير علماً إن معظم أعمال بناء المشروع تم تنفيذها من خلال شركة مقاولات محلية و التي تمثل أضافة هامة لزيادة أمدادات الغاز
وتجدر الاشارة بأن شركة غاز البصرة هي مشروع مشترك بين شركة غاز الجنوب بنسبة 51% وشركة “شل” بنسبة 44% و”ميتسوبيشي” بنسبة 5%. وتهدف الشركة إلى تجميع ومعالجة والاستفادة تجارياً من الغاز المحترق الناجم عن حقول النفط والغاز والتي هي غرب القرنة 1 والزبير والرميلة. وتشير التقديرات إلى أنه مع حلول العام 2020 سوف تتمكن شركة غاز البصرة من توفير قدرٍ كافٍ من الغاز الجاف ليحل محل ما يزيد عن 140 ألف برميل من وقود النفط يومياً والذي يستهلك حالياً في توليد الكهرباء.
ينتج العراق في الوقت الحاضر حوالي مليار قدم مكعب من الغاز يومياً يحترق 70% منها في الهواء نظراً للنقص في البنى التحتية اللازمة لمعالجته، وينتج المستوى الحالي للاحتراق في جنوب العراق حوالي 20 مليون طن من إنبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يعادل انبعاثات الغاز المسبب للاحتباس الحراري الذي تنتجه من أكثر من 3.5 مليون سيارة أو 90 ألف رحلة طيران من البصرة إلى هونغ كونغ.
و من الجدير بالذكر أن الغاز يلعب دوراً محورياً في توفير الطاقة الكهربائية حيث توفر الشركات النفطية الغازللحكومة العراقية التي تسعى بدورها لتجهيزه لوزارة الكهرباء لأجل أدخاله للمنظومة الوطنية.