بطل الفلم..!

“بطل الفلم ” هذه الجملة السحرية المؤثرة التي رافقتنا منذ الطفولةوحتى المشيب، كانت ومازالت الأكثر تداولاً وحضوراً بين عشاق السينما والأوساط الشعبية .
“بطل الفلم ” في السينما العالمية والعربية وخصوصا في أفلام”الاكشن” والخفة والحركة هو “الكل بالكل” هو
الشجاع والمنقذوالوسيم والحبيب والقوي والخارق والحارق ٬وهو المنتصر في نهاية كل فلم مهما كان حجم المؤامرات والتحديات والمعارك والصعوبات والمخاطر التي يتعرض لها في سياق احداث الفلم !
ومنذ البدايات الاولى للسينما العالمية فقد أولت الجهات المنتجة للافلام أهمية قصوى في أختيار أبطال الافلام من حيث الشكل والمظهر الخارجي والجسم الرياضي والوسامة والاناقة والرشاقة وخفة الدم وقوة الشخصية ٬ وكل هذه المزايا والصفات لا تجتمع الا في شخص واحد .. هو “بطل الفلم”!
لهذا أصبح “بطل الفلم” هو القدوة وفتى الاحلام للمتفرجين والجمهور وعشاق السينما، بحيث حققت الأفلام التي حملت عناوين او ”مانشيتات“ مثل طرزان وهرقل الجبار وعنتر وعبله ورامبو وروبنهود وجاكي شان وساندوكان وشارلوك هولمز وجيمس بوند ولايزالآسمي ترنتي وغيرها الكثير أرقام خيالية من حيث الايرادات المالية والاقبال الجماهيري في جميع انحاء العالم .
ولان”بطل الفلم ” هو الذي كان يستحوذ على الاشياء الإيجابية والمثالية في الحياة الاجتماعية بحسب الافلام التي كانت تعرض للجمهور، فإن الاطفال والشباب وحتى الكبار كانو يمنون النفس في تقمص شخصية “بطل الفلم “.. لانه بطل
خارق وشجاع وقوي فضلًا عن انه مُعذب قلوب العذارى !
وازدهرت الحقب الماضية موجات من التقليد لهؤلاء الابطال فهناك منكان يقلد قصة شعر المثل الوسيم الراحل جيمس دين أواستنساخ شاربيه الممثل العالمي كلارك كيبل او ملك الكوميديا شارلي شابلن!
أما الصبايا والسيدات .. فيضعن ” بطل الفلم ” في خانة الاحلام الوردية والرومانسية ويمنين النفس بان يكون حبيب أحلامهم أو زوج المستقبل نسخة طبق الاصل من ابطال السينما من حيث الوسامة والشكل والطول والعرض!
وبرغم محدودية الانتشار في القرن الماضي مقارنة بوقتنا الحاضربفضل التطور التكنلوجي والمعلوماتي
والانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية٬ فان الحضور الكبير للسينما في المجتمعات كان قد اسهم في التثقيف والتأثير ومعرفة الجمهور بنجوم الافلام السينمائية وابطال الفلم، وساعد ذلك على انتشار صورهم في المقاهي وصالونات الحلاقة ومحال المرطبات والمطاعم
وستديوهات التصوير!
واليوم ومع ضعف الاقبال الجماهيري على قاعات السينما التي باتت خرائب مهجورة او تحولت الى اسطبلات للحيوانات او ورش للسمكره او تصليح السيارات في ظل ميول الشباب الى قضاء حوائجهم بالموبايل .. وفي ظل سيطرة برامج السيرك السياسي على الفضائيات وبروز ابطال من ورق !
نتساءل .. من يستحق ان نطلق عليه اليوم لقب “بطل الفلم” ؟
– ضوء
هناك ابطال من ورق .. وهناك ابطال من شهامة وغيرة !

عاصم جهاد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة