مملكة الجراد؟

علي عبد العال

 المملكة العربية السعودية تصّدر للعالم العربي والعالم الإسلامي، ومن ثم للعالم أجمع موجات كبيرة من الجراد البشري الذي يأكل اليابس والأخضر. موجات الجراد البشرية من المتطوعين المغرر بهم من الشباب السعودي والخليجي يرفدهم الشباب الضائع من باكستان وأفغانستان والشيشان إضافة للعناصر المحلية الشابة التي أهملتها دولها من أمل العيش الكريم والعمل الشريف والمستقبل المقبول وفضلوا الموت الزؤام على هذه الحياة السقيمة. تحول هؤلاء الشباب إلى موجات من الجراد الكاسح الذي توفرت له البيئة الخصبة للإنطلاق وحرق اليابس والأخضر في داخل أوطانهم وخارجها.

من الحقائق المعروفة والموثّقة إعلامياً أن المملكة العربية السعودية أطلقت سراح غالبية المحكومين بأحكام ثقيلة تصل لقطع الرأس بالسيف وأرسلتهم إلى مناطق الصراع الساخنة بسوريا والعراق وغيرهما من الدول الإسلامية في المشرق والمغرب. وكان الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، الحليف الأكبر للمملكة قد فعل الشيء ذاته مع المحكومين المصريين في السجون ممن ارتكبوا الجرائم الجنائية البحتة. أرسلوهم للموت المحتوم في مناطق القتال المجهولة. كان السجناء البؤساء يفضّلون الموت على الحياة المذلة بالسجون المصرية والسجون السعودية القاسية. إنها عملية تصدير الشذوذ والظلام في العالم العربي والإسلامي. اليوم هم يغتصبون نساء العراق حسب تقارير لجان حقوق الإنسان المحايدة التابعة للأمم المتحدة. هؤلاء البشر من الجراد الذي ينتشر آكلا اليابس والأخضر هم مجاميع من المجرمين وقطاع الطرق الذين وفرت لهم المملكة العربية السعودية الفتاوى الدينية للفتك بالبشر قتلا وذبحا مجانيا ورمتهم في أتون الحرب التي سوف تقضي عليهم عاجلا أم آجلا.

تواطؤ بعض العناصر من ضباط العراق بإطلاق سراح هؤلاء المجرمين من السجون برشاوى يجب أن يحاسب عليها وزير الدفاع بالوكالة السيد رئيس الوزراء، لكننا لم نر مثل هذا الإجراء السياسي للدولة. هل يمكن لنا القول أن الدولة متواطئة مع عصابات الإرهاب والممولين لها؟ ربما.

جراد المملكة العربية السعودية من الإرهابيين الذين ينتشرون في مناطق الغربية تحت تهديد السلاح المتطور من تركيا والسعودية، الذي تصاحبه فتاوى الشر والظلام المنطلقة من المنابر الإسلامية في داخل المملكة، مملكة الدجل والجهل والجراد والظلام، سوف يجد مصيره المحتوم بالموت في قفار وبوادي وفيافي العراق. المملكة العربية السعودية تتجاوز حجمها الإقليمي بالإعتداء على دول عربية وإسلامية قريبة وتقع على حدودها مباشرة. أليس في ذلك حساب للمستقبل في التاريخ السياسي المقبل؟

 مملكة الجراد السعودية في طريقها للنخر والإهتراء على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي. تبقى مداواة جراحها النازفة هي المهلة التي يوفرها لها الزمان بالتصالح مع المحيط المحيق بها من الداخل والخارج.. ربما؟

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة