الرفق بما حولنا

غالبا ما نشبه الانسان الكسول والخامل، بالحيوان، بوصفه كائنا مستهلكا، لا يعرف من الحياة شيئا غير الاكل والنوم، لكن هل هذه هي حقيقة النظام البيئي الذي تعيشه مملكة الحيوان؟
اكتشفت اننا منذ ان فطنا الى ما حولنا، أتخمنا بمعلومات ساذجة مغلوطة، ليس فيها من الحقيقة والمنطق شيئا، وأدركت ان الحيوانات لا تختلف عن الانسان الا بكونها غير ناطقة، فما ميز الانسان عنها صفة النطق، وليته يستثمرها بوجهها الأمثل.
التعامل مع الحيوان ثقافة، تسبقها معلومات، استطعنا الحصول عليها اليوم بفضل التكنلوجيا الحديثة، واخص بها الانترنت والقنوات الفضائية المختصة بعرض تقارير عن البيئة، تعلمنا من خلالها حقيقة هذه الكائنات، طبائعها، صفاتها، وعرفت ان الحيوان لا يختلف عن البشر الا بكونه لا يستطيع التعبير عن مكنوناته واحاسيسه بالكلام، فهو أقرب الى الطفل، طفل لا يكبر، حيث البراءة، والعفوية بالتصرف. لا يفكر بعواقب أي تصرف قبل ان يقوم به، فهو يمثل النقاء المطلق.
في الغرب أدرك الأهل هذا التشابه بين الطفل والحيوان، فاستعانوا بالأخير ليكون رفيقا لأطفالهم، ليعززوا روح الألفة لأولادهم مع الكائنات الأخرى، فالطفل لا يعرف التمييز بين ألوان البشر، أو اديانهم ومذاهبهم، ولا يعرف التمييز حتى بين الكائنات الحية، وتلك حالة يستوعب معها مستقبلا ان الاختلاف في الشكل والنوع ميزة، فيكبر، خاليا من تلك العقد والأفكار المتطرفة.
على العكس منا فمشكلة الجهل بعالم الحيوان تندرج ضمن قائمة طويلة من المشكلات الاجتماعية التي نعاني منها، اذ ان بعض الاهل هم من يحرضون أطفالهم على ضرب الحيوانات في الشارع، ويحرضونهم على اذيتها، وكأنها كائنات تريد بهم الأذى والشر، فيكبر الطفل حاقدا كارها ولا يعرف السبب، الا لكون تلك المخلوقات تختلف عنه، لان الطفل يتعلم من بيئته المحيطة، أكثر مما يتعلمه بطريقة التلقين.
وفي الشارع شهد اغلبنا ضرب حيوان مسكين من صاحبه، ومع ان هذا الحيوان يعد مصدرا لرزقه، لكن هذا لم يعفه من قسوته، قد يقول قائل، اننا نحتاج اليوم الى تعامل انساني مع البشر، قبل الحيوانات، لكنها دائرة مرتبطة ببعضها البعض، فمن يتعامل برفق مع الحيوان، يتعامل مع البشر، مترفعا عن أي مسمى سوى انسانيته التي يحملها في قلبه، والتي أسهم بتعزيزها تربيته، او رعايته لحيوان اليف في بيته. فلا تستهينوا ابدا بأهمية ان تحتضن العائلة حيوانا لتقوم بتربيته ورعايته، والتي اتجه اليها عدد من العائلات العراقية، وقد يصبح هذا ثقافة عامة مستقبلا، مع ان الغالبية ما زالوا بنظرتهم القاصرة يعتقدون ان الحيوانات لا تشعر، ولا تتألم مثلنا نحن البشر، لكننا نتأمل ان الخير بالنفس البشرية هو ما سيكون عليه المستقبل.
أحلام يوسف

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة