العراق هو “الآصغر”..

عامرالقيسي

اليوم ربما يجتمع مجلس النواب الجديد وربما لايجتمع ، ولا احد يدري ان كان سيدشن اولى اعماله  بعدم اكتمال النصاب أو لقاءات تعارف في كافتريا المجلس التي شهدت، للنواب السابقين، اتفاقات حقيقية اكثر مما شهدته كراسي البرلمان وقبته ..

من الواضح ان لاصفقة الحقيبة الواحدة جاهزة  ولا التفاهمات السياسية منجزة ، وما زال الجميع يغربون ويشرقون وكل على ليلاه، فيما البلاد تحترق وتتقطع اوصالها وينزف ابناؤها دما ودموعا ..!

الخلافات على اشدها .. والتحالف الوطني لم يحسم شأن مرشحه حتى الآن باستثناء دولة القانون المتمسكة بالمالكي .. والمكون السني سواء على ايدي متحدون او العربية لايبدو مكترثا حتى الآن ايضا، وربما غير قادر، شأنه شأن التحالف الوطني ولايبدو في الافق بالنسبة لهم غيراسامة النجيفي رئيس البرلمان السابق، والتحالف الكردستاني الاكثر تماسكا من بقية الكتل الاخرى لم يقدم حتى الان مرشحه لرئاسة الجمهورية ، ولا شخصية مرشحة حتى الآن باستثناء التسريبات  عن احتمال ترشيح برهم صالح ..

اذا كانت الكتل نفسها غير متفقة حتى اللحظة على مرشحيها ، ونبرة الخلافات بينهم متصاعدة وتتصاعد ووصلت الى مراحل التخوين الوطني ، فما الذي سيفعلونه حين يذهبون اليوم الى مجلس النواب لتدشين مقاعدهم وترتيب اسمائهم ..وربما في افضل الاحوال اختيار رئيس السن ومن ثم تأجبل الجلسة حتى منتصف تموز بحسب التوقيتات الدستورية..

من المنطقي ان يتساءل المواطن المكتوي بالحروب الصغيرة والازمات اليومية والرعب الساكن في رأسه والمستقبل المجهول امامه ..

اذا كان هذا هو شكل البداية فكيف يكون شكلها في خاتمتها ؟

وهل سيطبقون المثل العراقي على انفسهم ، خير خلف لخير سلف؟

لايمكن النظر الى سلوك سياسيينا وهم ينظرون الى البلاد تئن تحت مشاريع الحروب والتقسيم والتجزئة والطوئفة ، الا بالمزيد من الريبة ، لان كل مليفعلونه مناقض تماما لشعاراتهم ، فحين يتحدثون عن السلم الاجتماعي ينعقون بالخطاب الطائفي وتهديد الآخرين بالبنادق التي غرقت بها مدن العراق.. وحين يتحدثون عن المصالحات الوطنية ، يتناطحون ويتنابزون ويختلفون أكثر مما لو صمتوا.. وحين يتحدثون عن العراق الكبير يتعاملون معه على انه اصغر اهدافهم بامتياز ..

ولا تجن في كلامنا .. فالواقع هو من يجيب على تساؤلاتنا .. والواقع هو من يكشف زيف ادعاءاتهم .. ولو كان العراق كبيرا في نظرهم لما فعلوا به وبنا مافعلوه ومازالوا يفعلونه بلا رحمة ..

ولا اوهام لدينا من انهم في جلسة اليوم ان وقعت وحدثت والتم شملهم فيها ، وهي من معجزات العصر، فان اجتماعهم لن يكون الا كما “تمخض الجبل فولد فأرا”  ولن ننتظر من حتى القليل، مع شديد احترامنا لهم !!

نتمنى ان لايحدث ما سيحدث ، ولا مطلب لدينا الا أن يصدقونا القول مرّة واحدة على ان العراق هو اكبر منّا جميعا وليس الاصغر كما يفعلون الآن بسلوكهم ..

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة