التشكيلي نبيل تومي: الفنان يعيش مأساته ويعبر عنها بادواته

احلام يوسف
سيفتتح بتاريخ الثاني من شهر مايو ايار المقبل المعرض الشخصي للفنان التشكيلي المغترب نبيل تومي الذي يحمل عنوان “ثلاثون عاما من الفن” بعدد لوحات يصل الى اكثر من مئة لوحة، نتاج عمل فني واجتهاد انبثق خلال السنوات الثلاثين الماضية.
يستمر المعرض الذي سيقام في شارلهولمن سنتروم كاليري الى يوم الثاني من حزيران يونيو المقبل أي لمدة شهر.
يتحدث الفنان تومي عن احساس الغربة وكيف اثر على اشتغالاته: “أن فقد الانسان للوطن ليس بالمسألة الهينة، اذ يعني اننا نحيا عمليا، ولكن أرتباطنـا بالحياة وتشبثنـا بهـا يجعلنـا مغامرين بوجودنـا لأجل البقاء . أرى أن فقدان الوطن والأهل والأصحاب مأساة كبيرة بحّد ذاتهـا حيث يبقى الأنسان يحلم ويشتاق بعودته أليهـا ولتلك الذكريات بحلوهـا ومرّهـا. الفنان يعيش الألام ويشعر بهـأ ويعبر عنهـا بما يملكه من أدوات وهي لا تزيد على القلم والريشة وبعض الألوان، وتلك الأعمال تعد المرآة الصادقة الناطقة بذاك الحب السامي المرتبط به كالحبل السري”.
واضاف: “أغلب أعمالي معبرة عن تلك الأحاسيس والمشاعر كمـأ الأم حين ترثي ولدهـا أو جنينهـا. أعمالي أمتلكت وجداني وكياني كمـا وطني الجريح والأحداث التي مرّت وتـمّر علية، ومعاناته شعبه ومآسية التي لا نهاية لهـا أنهـا سنوات عجاف سنوات قحط وجدب، سنوات سحق أبناء العراق بالعقب الحديدية. ولدت أعمالي الفنية وكتاباتي وروايتي من رحمّ الألم. ولدت وهي تصرخ وتـلعّن تلك الأحداث والمشاهـد الحزينة، وحتمـا كان من الممكن تجاوزهـا لو تمتع الحكام وأصحاب القرار والسلطة في العراق بالنضج والحكمة والعقلانية وبشيء من الأنسانية، أن ما أبتغية بأعمالي، رسالة حب من القلب ألى الوطن”.
وتابع: ” أن المعاناة والشجن في أعمالي نابعة من الحزن العراقي المتوارث كمـا ترانيم أمهاتنـا عند مـهد الأطفال، هي معاناة قلبي وعقلي حين ينبضان برعشات حب جامحة عند سماع ورؤية البانورامـا العراقية التي تجلت مليـا على أيادي الحكام قاطبة، أنا أتهم أغلب حكومات العالم بالتأمر على شعب العراق. أنهـا مخطـطـات حرب إبادة جماعية تنفذ من الخارج والداخل لأنهاء الشعب العراقي فكيف يرضى العالم بالصمت وهل يرضى العالم الحر بفناء أمة لهـا السبق في الحضارة ومنهـأ أنطلقت المدنية الأولى”.
نبيل تومي فنان عراقي مقيم في السويد منذ 1984 ، من مواليد بلدة الحبانية في 1952، أنتقلت أسرته إلى بغداد عام 1954 ، نشأ وتعلم في مدارسهـا. عمل في وزارة الأسكان والتعمير، لغاية هربه القسري بسبب انتمائه السياسي.
أستقر في ستوكهولم السويد، والتحق بمدرسة الفنون فيهـا في 1989 لغاية 1990 ، شارك في أول عرض رسمي على مستوى الدول الأسكندنافية في ربيع ذلك العام وحاز على الجائزة الأولى وحصل على منحة، وأقتنى متحف ستوكهولم أحد أعماله الأربعة المشاركة في المسابقة السنوية.
أقام الفنان تومي حوالي 50 معرضا شخصيا في مسيرته الفنية التي أستمرت لثلاثين عاما. أمـا معارضه المشتركة فقد زادت على الأربعين مشاركة .
ناشط مدني ديمقراطي في الشأن العراقي. مؤسس جمعية الفنانيين التشكيليين العراقيين في السويد عام 1997. طبع أول رواية له بعنوان “العائم” والتي تروي قصة العراقيين الذين تعرضوا لابشع اساليب التعذيب بسبب افكارهم في عهد النظام السابق.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة