بغداد ـ نجلاء صلاح الدين:
تضاربت أراء الكتل السياسية العراقية بشأن التدخل الدولي والأميركي على الخصوص في محاربة التنظيمات المتطرفة ، وفيما ابدى اتحاد القوى العراقية رضاه عن الدعم الدولي، رفض التيار الصدري اي نوع من التدخل الخارجي في محاربة داعش.
وقال النائب عن اتحاد القوى العراقية محمد دلي الى « الصباح الجديد «، أن المناطق الغربية والشمالية لا تمانع بتدخل التحالف الدولي أميركا كأفراد او جيش او قوة عسكرية وتحرير مناطقها المسلوبة من قبل المتطرفين «.
واضاف دلي ان « تجربة المعارك البرية التي خاضتها القوات الامريكية في العراق عام 2006- 2004 لا تريد ان تكررها مرة أخرى «،مبيناً ان « هذا الأمر غير مرغوب به في داخل الكونغرس الامريكية ،وبالتالي ستكون المساعدة للعراق لوجستية من خلال ارسال مستشارين وخبراء وضباط واسناد جوي «.
وهدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الاثنين، باستهداف القوات الامريكية اذا عادت للعراق، فيما وجه من اسماهم بالمجاهدين بالانسحاب من مناطقهم في حال تدخل تلك القوات «برا او بحرا بشكل مباشر او غير مباشر»، معربا عن امله بخروج تظاهرات شعبية تعبر عن «رأي الشعب الحقيقي» بشأن ذلك.
وقال الصدر في بيان صدر، أول امس ، إن «البيت الأسود قرر عودة هجماته على الارض العراقية المقدسة»، مبينا أنه «لعل هذا القرار الأمريكي جاء بعد ندمها على انسحابها الصوري الأولي الذي جاء بناءً على ما لاقته من مقاومة عسكرية شرسة من سواعد الأبطال بل والمقاومة السياسية التي جعلت من الاتفاقية الأمريكية المشؤومة هواء في شبك إضافة إلى المقاومة الشعبية المباركة».
بدوره اكد التيار الصدري رفضه بالتدخل الخارجي المتمثل بالسعودية وايران والولايات الامريكية بالشأن العراقي .
وقال النائب عن التيار الصدري جمعة ديوان الى « الصباح الجديد «، إن «التيار الصدري يرفض التدخل الخارجي المتمثل بإيران والولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ودول أخرى في شؤون العراق»، مبيناً أن «العراق قادر على حماية ارضه من التنظيمات المتطرفة من دون استعانة دولية واقليمية «.
وأضاف ديوان أن «التيار يرفض الضغوطات والتدخلات الخارجية في محاربة داعش والتحكم في وضعه الامني والاستخباراتي «، لافتا الى أن «الدول الخارجية لا تستطيع تنفيذ اي ضربات عسكرية من دون الرجوع الى الحكومة العراقية ، داعياً « الحكومة الجديدة الى عدم الانصياع وراء تلك الدول واحترام حرية وارادة العراق في تقرير مصيره «.
الى ذلك قال قيادي كردي عراقي بارز، أن «أي تدخل عسكري أمريكي عبر الضربات الجوية من دون بلورة خريطة تسوية سياسية للأزمة الراهنة، خطأ استراتيجي سيؤدى إلى نتائج كارثية على المستويين العراقي والإقليمي».
وقال القيادي في الحزب الديمقراطي بختيار جبار الى « الصباح الجديد «،أن « من الضروري وضع آلية جديدة يسهم بها مجلس النواب حول كيفية مساندة القوات الامريكية للعراق في محاربة داعش ويجب الرجوع الى في ذلك على وفق الاطر الدستورية والقانونية ، وتحديد المدة التي ستسغرق فيها الضربات الجوية الاميركية «.
واضاف جبار أن «الضربات الجوية الأمريكية لدعم القوات الأمنية العراقية في مواجهة الجماعات المسلحة في المحافظات الشمالية والغربية ستؤدي الى استتباب الامن في جميع مناطق العراق وتطهيرها من المتطرفين «.
وحذر القيادي في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» من أن « الضربات الجوية ألأميركية من دون حل سياسي شامل للوضع العراقي، ستكون لها انعكاسات خطيرة في المنطقة، لأن المحور السوري – الايراني سيستفيد من هذه الضربات رغم المواقف الايديولوجية التي يتبناها المحور خصوصاً وانه يقف ضد الولايات المتحدة، وفى المحصلة ان هذه الضربات ستعزز الموقف الميداني لقوات النظام السوري في مواجهة الثورة السورية».
ويرى جبار ان «الركود السياسي العراقي والاختلاف بين القادة وعجز الحكومة السابقة عن تحقيق الحد الادنى من التقدم كانت سببا في سيطرة تنظيمات داعش على المناطق الشمالية واللجوء الى الولايات المتحدة الامريكية للتدخل في محاربة داعش «.
وهددت كتائب حزب الله العراقي ، في ألأول من امس بالانسحاب من المواجهات مع عناصر «داعش» (تنظيم الدولة الإسلامية)، والاشتباك مع القوات الأمريكية في حال تدخل الأخيرة في الصراع.
وقالت الكتائب، في بيان إن «الاستعانة بأمريكا هي مصادرة لجهود أبناء الشعب العراقي الذين وقفوا في وجه الإرهاب وقدموا الشهداء وتحملوا العناء في سبيل حفظ العراق والعراقيين ومقدساتهم».