يوم السبت المقبل سيتوجه العراقيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم في البرلمان، وهي المرة الرابعة التي يمارسون فيها حقهم الانتخابي منذ 2003، والمرة الأولى التي سيستخدمون فيها نظام التصويت الإلكتروني.
والمثير في هذه الدورة الانتخابية أن الإعلان عن نتائجها سيتم خلال ساعات، وليس بعد أيام، كما أن نظام التصويت الجديد سيحد بشكل كبير من احتمالات التزوير والتلاعب بالنتائج.
وينتظر مشاركة أكثر من 24 مليون شخص من أصل 37 مليون عراقي يحق لهم التصويت في الانتخابات، في حين يتنافس ما يقرب من 7000 مرشح على 329 مقعداً في 18 محافظة وذلك باستخدام نظام التمثيل النسبي.
وتأتي هذه الانتخابات وسط تطلعات الجميع بأن تكون نقطة تحول في المسار الديمقراطي لاسيما بعد الحاق الهزيمة الكبرى ب (داعش) الإرهابي، وعودة ملايين اللاجئين والنازحين إلى ديارهم مقرونة بعدوة طلبة الموصل إلى جامعتهم وهم أكثر تصميماً على إعادة الروح إلى مكتبتها التي دمرها المغول الجدد مثلما دمروا العديد من معالم المدينة التاريخية.
أما بغداد فهي في تألق وزهو، وتشعر بأمان أكبر مما كانت عليه في أي وقت، وقد هالني أن أرى، بعد سنوات الغربة الطويلة، مراكز التسوق الحديثة تعج بالبضائع، والمقاهي والمطاعم الجديدة تزدحم بالرواد، والحدائق تمتلئ كل مساء بالأطفال وعائلاتهم.
كل شئ في عاصمة الرشيد يبعث على الأمل، ويدعو إلى التفاؤل بمستقبل أفضل رغم التحديات التي تواجه العراقيين وفي المقدمة منها فساد الطبقة السياسية، ونظام المحاصصة بما ينطوي عليه من مخاطر تهدد كيان المجتمع العراقي في حال استمر العمل به على المدى الطويل.
ويوحي المشهد السياسي قبيل الانتخابات أن العراق في وضع أفضل بعد تجاوز الأزمة بين الحكومة المركزية واقليم كردستان على خلفية استفتاء تقرير المصير، واستعادة علاقاته الطبيعية مع جيرانه وخاصة دول الخليج التي تلعب الآن دوراً أكثر إيجابية من خلال تمويل ودعم المشاريع التنموية بما يساعد على النهوض الاقتصادي، والتخفيف من البطالة الآخذة في الارتفاع بين الشباب.
إن هذه التطورات تعني أن هناك إمكانات لتحالفات جديدة يمكن أن تنجز جدول أعمال يقاوم الفساد، ويحسن الحكم، ويقوم على توفير الخدمات العامة، ذلك أن الجميع يدرك الآن أهمية تعزيز الاستقرار، والعمل على ألا تتكرر الأخطاء الكارثية التي عرفتها الانتخابات السابقة.
العراق في لحظة محورية، والعراقيون أمام فرصة مواتية ليتغلبوا على خلافاتهم، فالحاجة باتت ماسة إلى حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية، وهذا الأمر يبدو الأكثر إلحاحاً، واليه تتجه أنظار الناخبين.
فريال حسين
على عتبة الأمل
التعليقات مغلقة