أبطالها مكفوفين .. مسرحية “نحن هنا” تتغنى بالحب وتسخر من الفاسدين

سمير خليل
احتضنت خشبة المسرح الوطني في بغداد عرضا مسرحيا خاصا، بمسرحية (نحن هنا) التي كتبها الفنان لؤي زهرة، واخرجها الفنان عباس شهاب، وقدمتها فرقة مسرح السراج للمكفوفين في كربلاء.
ولعل خصوصية العرض تأتي من كون ابطالها من المكفوفين، والذين يعتلون خشبة المسرح لأول مرة.
مؤلف المسرحية لؤي زهرة تحدث لـ(الصباح الجديد) قائلا:”كتبت مسرحيات عديدة ومنها مسرحية (انا ورأسي)، وهي مونودراما قام باخراجها وتمثيلها صديقي المبدع عباس هاشم، من ضمن الجمهور حضر مجموعة من المكفوفين لمشاهدة المسرحية، فوجئنا بتجاوبهم وانسجامهم مع العرض، وان الصورة تنتقل الى اذهانهم من خلال الصوت، ما حفزني للتفكير بكتابة نص مسرحي خاص بهم، فكانت مسرحية (نحن هنا)، تعايشت معهم في اثناء الكتابة. اراقبهم عن كثب، حركتهم، حديثهم، والنتيجة كانت مبهرة.
وتابع: خمسة عروض ناجحة في مدينة كربلاء المقدسة، اضافة الى عرض في بابل، واليوم نحن سعداء جدا بعرض مسرحيتنا على خشبة المسرح الوطني، هذا الصرح الكبير (سيد مسارح هذه الارض)، فكرة المسرحية ببساطة واختصار ان المعادلة مقلوبة، المكفوفون يرون كل شيء ونحن لا نرى شيئا”.
مخرج المسرحية عباس شهاب أبدى سعادته بالعرض على المسرح الوطني ببغداد، وقال:”حلم كل مسرحيي المحافظات بالعرض في بغداد، وبالذات على المسرح الوطني، وبرغم انني شاركت في اعمال مسرحيات عديدة، الا ان لهذا العمل نكهة مختلفة خاصة. العمل مع المكفوفين تجربة غنية ورائعة، مسرحية (نحن هنا) عمل اجتماعي واقعي يستعرض صورا حياتية مثل علاقة الحب الصافي بين شاب وفتاة من المكفوفين، الفساد الإداري، السخرية من العناصر الفاسدة، الطفولة ورعايتها وتعليمها. طموحي وامنيتي ان اقدم عملا مع هؤلاء المبدعين يمثل العراق في المسارح العالمية “.
اما بطلة المسرحية هديل خيرالله الحاصلة على شهادة الماجستير باللغة العربية فتتحدثت اولا عن خطوات التحاقها بمسرحية نحن هنا وتقول” أنا اولا إعلامية، مسؤولة الاعلام والعلاقات في منظمة البصيرة الثقافية لرعاية المكفوفين في بغداد، لدي تجربة اذاعية مع جمعية السراج لرعاية المكفوفين في كربلاء، شاركت معهم في مشهد تمثيلي جماعي عنوانه رسالة جامعية. شاركت بإعداد المشهد، ومثلت فيه بصوتي، على اثرها طرحت علي فكرة المشاركة في مسرحية (نحن هنا)، فوافقت، وكنت سعيدة جدا بخوض تجربة مسرحية واكتساب خبرة ابداعية جديدة.
وتابعت: العمل كان جميلا مع فريق العمل والمخرج المبدع عباس شهاب، واستمر شهرين، تعلمت فيها الكثير، وبتوجيه من المخرج، تعلمت الايماءات، والحركة، وتحسس المكان، ومعرفة المسافة بيني وبين الجمهور، وتعابير الوجه، والاداء المسرحي الجاد بالاعتماد على الصوت والالقاء. دوري بالمسرحية، فتاة كفيفة مضطهدة، حرمها المجتمع من ابسط حقوقها، تختار شريكا لحياتها، شاب كفيف أيضا. الاثنان يعملان بإيجابية لمحاربة الفساد من خلال كشف الفاسدين، وكذلك كشف زيف السحرة والمشعوذين الذين يسخرون من عقول السذج.
وأضافت: الفنان عباس شهاب لم يمارس معنا دكتاتورية المسرح، بل دخل قلوبنا جميعا.
علاء العيداني، ضابط في الجيش العراقي، اصيب خلال المعارك مع تنظيم داعش الارهابي في الرمادي، لتكلفه هذه الاصابة عينيه وتحرمه من الرؤية، علاء خريج قسم المسرح في كلية الفنون الجميلة بالبصرة، وأكمل الدراسة العسكرية بعدها ليصبح ضابطا.
وعن دوره بالمسرحية يقول العيداني:” اشارك بالمشهد الاستهلالي الذي يستعرض أبرز الشخصيات العراقية والعربية والعالمية من المكفوفين.
شارك في المسرحية عثمان الكناني، وكرار صادق، واحمد جاسم، وعلاء العيداني، وعمار محمد، واحمد هادي، وعلي محسن، وعبد الله جبر، وزين العابدين حيدر، ومصطفى مال الله، وهديل الشمري، ووداد هاشم، ومشاركة خاصة للشاعر نوفل الصافي، مساعد المخرج وصفي جاسم، الاضاءة والسينوغرافيا لسعد سلمان، والصوت حيدر الجبوري، والاعلام والمتابعة سعد حسين، والتصوير الفوتوغرافي باقر باسم الكربلائي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة