المخرج السينمائي المغترب جعفر مراد:
سمير خليل
وهي تئن تحت سباتها العميق مازالت السينما العراقية تبحث عن ذاتها وتحاول الخروج من قمقم الاهمال ،محاولات سينمائية جادة تعكس الرغبة بعودة حقيقية لدوران الكاميرات ،هذه المحاولات وان كانت تبتعد عن الافلام الروائية الطويلة وتقترب من الافلام القصيرة بسبب مشكلات الانتاج والعوز المادي خاصة في يومنا هذا ، محاولات او تجارب تتوهج داخل العراق وفي بلاد الغربة، في مدينة الضباب لندن يعيش مبدع عراقي تملكه عشق السينما الذي اصبح شغله الشاغل ،جعفر مراد تواصل مع “الصباح الجديد” عبر الاثير في هذا اللقاء ،بادرناه بالسؤال :
آخر افلامك وعن ماذا يتحدث؟ تحدث عن الفيلم بجميع تفاصيله؟
” آخر افلامي هما “العودة الى فكتوريا” و”خلف المرآه” اللذين شاركا في مهرجانات عالمية كثيرة وحصلوا على مجموعة جوائز. ومن أفلامي التي أكملتها حديثاً وجاهز للعرض هو فيلمي العراقي “فطور انكَليزي” وهو أول أفلامي الروائية الطويلة التي تعبت كثيراً الى أن أكملته، أناقش في هذا العمل عدم الوضوح في العلاقة الزوجية وطمع الانسان وعدم قناعته بما يمتلكه ،هذا الطمع يجعله ينحرف في مسار حياته وقيامه بارتكاب جرائم لم يكن يتوقع بأنه في يوم من الايام سيرتكبها، هذه الجرائم تؤثر كثيرا على حياته الخاصة وحتى على أقرب الناس اليه، قام ببطولة هذا الفيلم الفنان فلاح هاشم والفنانة وفاء العائش والصاعدة ليلى إبراهيم وأيمان نجيب وشاكر المدني وجمال فؤاد جميل، وً الموسيفى من تأليف صديقي البريطاني جاز وينهام”.
* هل تتناول موضوعات عراقية في افلامك؟هل تستعين بفنانين من العراق والدول العربية في هذه الافلام؟
” بدأت بأفلام بريطانية قصيرة وطبعا كان يجب ان استعين بممثلين بريطانيين. ولكن عندما بدأت أكتب وأخرج أفلاما عربية وعراقية بدأت بالتعرف على فنانين عراقيين هنا في بريطانيا والذين شاركوا في أفلامي وأكن لهم كل الاحترام لكوني عراقيا ولان هناك جالية عراقية كبيرة في بريطانيا بدأت اناقش موضوعات عراقية مهمة تحصل هنا في بريطانيا لم يتطرق لها أحد والحمد لله استطعت ان انقل ولو جزءا قليلا منها بنجاح وهناك مواضيع سنتطرق لها في المستقبل مهمة جداً تمس الجالية العراقية”.
* هل تمثل العراق في المهرجانات التي تشارك بها ام كبريطاني؟ ماهي المهرجانات التي شاركت بها والجوائز التي حصلت عليها ؟وهل شاركت في مهرجانات عراقية؟
” أنا عراقي مقيم في بريطانيا، المهرجانات التي ارغب المشاركة فيها دائماً ما تسأل عن دولة الانتاج وطبعا لازم أكتب دولة الانتاج هي بريطانيا. لهذا ينادونني في المهرجانات بالمخرج العراقي المقيم في بريطانيا ولكن الفيلم بريطاني، شاركت في مهرجانات عديدة عربية وعالمية في معظم الولايات الاميركية خاصة في هوليود وسان فرانسيسكو. وايضا في اميركا الجنوبية مثل البرازيل. باراغواي، المكسيك، الارجنتين، اوروغواي، كولومبيا وفي معظم الدول الاوروبية ومن الدول العربية هي مصر” 5 مرات”، المغرب “14 مهرجان”، ليبيا وطبعا بلدي العراق، كما حصلت على جوائز كثيرة من الهند كأفضل فيلم عالمي “خلف المرآه” ومن مصر أربع جوائز عن ” العودة الى فكتوريا” وعن “الرحلة” ومن المغرب ستة جوائز عن “العودة الى فكتوريا” ومن بريطانيا جائزتين ايضاً عن “خلف المرآه” وتكريمات جميلة في بلدي العراق لمشاركاتي في معظم المهرجانات العراقية وأفلامي لاقت ترحيب كبير من النقاد والجمهور كمهرجان بغداد السينمائي ومهرجان واسط السينمائي اضافة لتكريمين من مصر في مهرجان كام السينمائي حيث حصلت على لقب سفير السينما العراقية. وفي الاسكندرية في سموحة عن فيلمي ” العودة الى فكتوريا”.
برأيك ،كيف السبيل للنهوض بالسينما العراقية؟
” السينما تحتاج الى مجهود وانتاج كبيرين وعقلية متطورة لكي تنتج أفلاما ذات جودة عالية حتى نستطيع ان ننافس الافلام الاوروبية ولكن للاسف وكما هو معروف للجميع لايوجد أي تمويل في العراق ولا حتى اهتمام في هذا المجال برغم وجود عقلية فنية كبيرة سواء في داخل أو خارج العراق. واجبي ككاتب وكمخرج ان لا أتوقف عن انتاج افلام حتى ولو بانتاج متواضع مع الحفاظ على قيمة افلامي بطريقة مميزة ومختلفة حتى اتنافس مع بقية الدول، المعادلة صعبة خاصة وانت تتنافس مع شركات كبيرة وأفلام بانتاجية عالية بمبالغ لا يستهان بها من أدوات تصوير وملاك عمل كبير ذي خبرة كبيرة، واجبنا ان لا نقف متفرجين واجبنا ان نعمل على تطوير انفسنا أولا حتى نستطيع أن ننتج اعمال مميزة كي نستطيع التنافس بها في المحافل الدولية”.
* هل يتقبل الغرب افلامك اذا تناولت قضايا الشعوب؟
“مهم جداً ان تناقش مواضيع مهمة وخاصة من الشرق الاوسط لكي تقدم شيئا مختلفا في المهرجانات العالمية كما في فيلمي “الرحلة” عندما ناقشت الخوف المزروع بنا من جراء نظام دكتاتوري وايضاً فيلم “العودة الى فكتوريا” حيث ناقشت موضوع التطرف ونظرة الغرب الخاطئة للاسلام والمسلمين، وطبعا في “خلف المرآه” حيث ناقشت موضوعا غير موجود وغير معروف في أوروبا وهو عذرية المرأة الشرقية. كل هذه المواضيع كانت مهمة في المهرجانات العالمية لأنها غير مطروقة سابقاً بالطريقة التي ناقشتها”.
بقي ان تعرف عزيزي القاريء ان ضيفنا شارك في اعمال بريطانية مرة كممثل واخرى في التصوير والمونتاج ثم في الاخراج، الافلام التي قام باخراجها كانت من انتاج شركات بريطانية مثل :رقصة قصيرة مرة و كوفي حياتي و هذا أنا و نكهة الفراولة الذي كان من انتاج الجامعة، اما الافلام التي أنتجها في بداياته فكانت أفلاما سايكولوجية قصيرة أخذت حيزا كبيرا من النجاح في الجامعات البريطانية مثل: بايسكل، لا داعي لحبر، هارمونيكا، هذه هي الحياة، بعدها اتجه الى الدراما في افلام مثل: عد تنازلي، حياة، هوت جوكليت، ليفربول، الرحلة، العودة الى فكتوريا، خلف المرآه، وحاليا يعكف على عمل جديد سيقوم بكتابته قريبا و باللغة الانجليزية لانه يجب أن يطرح موضوعه بأبطال بريطانيين ولكنهم من أصول عربية، يناقش الفيلم موضوعا يعكس ما يعاني منه اغلب المسلمين في بريطانيا ..