متابعة الصباح الجديد:
أدلى الأتراك بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، أمس الأحد، في غياب شبه تام لأي مظاهر أمنية داخل اللجان أو خارجها.
وفتحت لجان التصويت بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في تركيا أبوابها، في تمام الساعة الثامنة من صباح الأحد بالتوقيت المحلي، حيث يختار الناخبون رئيسهم خلفا للرئيس الحالي عبد الله غول, من بين 3 مرشحين هم رئيس الوزراء التركي الحالي، رجب طيب أردوغان، ومرشح المعارضة أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب المرشح الكردي صلاح الدين دميرطاش, ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز أردوغان، ذو التوجهات الإسلامية بالانتخابات، التي ستعلن نتائجها الأولية الاثنين، أما النتائج الرسمية فتعلن الجمعة، حسب الإذاعة التركية, وفي حال لم يحصل أحد المرشحين على أكثر من نصف الأصوات، تجرى جولة إعادة في 24 من آب الجاري، لكن كل استطلاعات الرأي أشارت إلى فوز سهل لأردوغان، متوقعة حصوله على نسبة تتراوح بين 55 و60% من الأصوات.
ويشغل اردوغان منصب رئيس الوزراء منذ عام 2003 حيث تمكن من تحديث المجتمع التركي إلا أنه يواجه أيضا اتهامات بمحاولة «أسلمة» المجتمع مع التفريط في الحقوق المدينة.
وأحسان أوغلو، 71 عاما، مرشح مشترك لحزبي المعارضة الرئيسيين في البرلمان، وهما حزب الشعب الجمهوري (يسار الوسط ) وحزب الحركة الوطنية (أقصى اليمين).
وتعهد إحسان أوغلو بالحفاظ على الدور التقليدي للرئيس، وأكد على أنه ليس من مهام الرئيس أن يدير الشؤون اليومية للبلاد.
ويتزعم دميرطاش، 41 عاما، حزب الشعب الديمقراطي (يسار) وهو سياسي معروف من الأقلية الكردية.
ويقول مراسلون إنه ركز حملته على مناصرة حقوق المقموعين والفقراء والشباب والطبقة العاملة, وتخلو لجان اسطنبول من أي تواجد أمني في عدة لجان بمناطق متفرقة من المدينة، حسب ما أفاد مراسل سكاي نيوز عربية.
وعادة ما تجرى الانتخابات في تركيا في هدوء، باستثناء مشاكل بسيطة في بعض المدن ذات الكثافة السكانية الكردية شرقي وجنوب شرقي البلاد.
والشارع التركي منقسم بين المترشحين الثلاثة على اعتبار ان النتائج محسومة مسبقا لصالح رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، في حين يتأرجح خصماه اكمل الدين احسان اوغلو مرشح أكبر أحزاب المعارضة، والنائب الكردي صلاح الدين ديمرتاش بين تجاذبات الممكن والمتاح.
وإذا كانت المشكلة التي تقف في طريق إحسان أوغلو تتمثل بصعوبة جمع أصوات اليساريين والقوميين وبعض الإسلاميين في بوتقة واحدة، فإن العقبة في طريق ديمرتاش لا تقل تعقيدا خاصة وأن أردوغان وحزبه تمكنا من التغلغل في ثنايا الثوب الكردي عبر وعود السلام قاطعين الطريق عليه أمام حشد كل الأكراد إلى جانبه.
كل ذلك ناهيك عن يأس البعض من القدرة على تغيير موازين صناديق الاقتراع بعد فوز حزب العدالة والتنمية بثلاثة استحقاقات برلمانية متتالية، تمهد الطريق للرجل القوي وحزبه القادر على الحشد للعبور إلى القصر الرئاسي، مؤكدا رغبته في توسيع أبواب صلاحياته بحيث يكون الحاكم الفعلي لتركيا، وهنا قد يتحول الصراع حول صلاحيات الحكم بين رئاسة الجمهورية و رئاسة الوزراء،
ولكن كل التحليلات تتفق حول ضبابية مستقبل حزب العدالة والتنمية ان فاز زعيمه برئاسة الجمهورية، وهو ما جعل البعض يربط استمرار سطوع نجم اردوغان في سدة الحكم بأفول نجم حزب حكم البلاد لاكثر من عقد.