تأهل روسيا يخدم مصلحة المونديال.. والبرازيل تتقدم نحو استحقاق تاريخها

نهائيات كأس العالم تدخل غداً منافسات ربع النهائي
موسكو ـ وكالات:

في وقت يدخل فيه المونديال الروسي لكرة القدم يوم غدٍ الجمعة مباريات دور ربع النهائي، فانه لا حديث في روسيا إلا عن التأهل التاريخي لمنتخب الدولة المضيفة لمونديال 2018 إلى ربع نهائي البطولة العالمية.. فقد لاقى تأهل المنتخب الروسي إلى ربع نهائي مونديال 2018 صدى كبيراً في الشارع الرياضي المحلّي وحتّى من وسائل الإعلام العالمية.
وكان المنتخب الروسي حجز بطاقة العبور إلى ربع النهائي عقب انتصاره الأحد على حساب نظيره الإسباني بالركلات الترجيحية (4-3) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف في كل شباك.. وفور انتهاء موقعة ملعب «لوجنيكي» خرجت الجماهير إلى الشوارع وأطلقت العنان للاحتفالات حتى فجر اليوم التالي.
أعرب العديد من الصحفيين المتوافدين لتغطية كأس العالم روسيا FIFA 2018 عن ابتهاجهم لبقاء الدولة المضيفة ضمن كوكبة المنتخبات المراهنة على لقب البطولة العالمية.
وأرجع رجال الإعلام هذا الموقف إلى رغبتهم في المحافظة على الأجواء الحماسية التي تسود الشوارع في روسيا والتي ستزيد كلما تقدّم منتخب الدولة المضيفة خطوةً إضافيةً.
وتجلّت صحّة هذه النظرة من خلال الاحتفالات العارمة التي عمّت شوارع موسكو وبقية مناطق روسيا الاتحادية إثر انتهاء مباراة ثمن النهائي.
وعلى الرغم من وجود فرق كبيرة مثل سسكا موسكو، سبارتاك موسكو، لوكوموتيف موسكو وزينيت سانت بطرسبيرغ يبدو الاهتمام بكرة القدم ضعيفاً في روسيا عكس الهوكي وكرة السلة ورياضات أخرى.
ففي بداية المونديال باستثناء الجماهير المتواجدة في الملعب لمساندة المنتخب الروسي تسير الأمور بشكل طبيعي في الشوارع إذ يستحيل تصديق أن منتخب البلاد يخوض مباراة ضمن كأس العالم.
ومع مرور المراحل تغيّرت الأمور بشكل كبير حيث تضاعف منسوب الثقة لدى الروس وبات الاهتمام أكبر بكل تفاصيل منتخب الدولة المضيفة وحتّى بقية مباريات المونديال.
بالتالي فقد ترسّخ نوع من ثقافة متابعة المونديال بفضل الأداء الروسي البطولي مما سيكون له تأثير إيجابي على نجاح البطولة العالمية وحتّى من جانب الاهتمام «بالساحرة المستديرة».
من جانب اخر، يختلف متابعو كأس العالم روسيا 2018 على أحقية خروج بعض المنتخبات مثل إسبانيا، ولكن بالكاد تجد من يختلف على تطور أداء المنتخب البرازيلي من مباراة إلى مباراة أخرى ومن دور المجموعات إلى الأدوار الإقصائية…
وبعد أداء متوسط ورمادي للغاية في مباراة سويسرا (1-1) صعّد المنتخب البرازيلي من فعاليته ونجح بفوز مستحق على كوستاريكا 2-0 ثم قدم الأداء الجيد أمام صربيا وخرج بالنتيجة عينها، واليوم بأفضل أداء ممكن والنتيجة تتكرر للمرة الثالثة توالياً.
وتملك البرازيل مدرباً يزداد العالم احتراماً لعمله يوماً بعد يوم آخر، فتيتي الذي عُين بهدف واحد هو استعادة الهيبة يبدو أنه يسير بثبات نحو هذا الهدف.
قاد تيتي منتخب البرازيل في 25 مباراة حتى الآن، تلقى خلالها 6 أهداف فقط.. البرازيل لم تهزم في آخر 15 مباراة لها.
وبعكس ما يفعل أغلب المدربين البرازيليين حين يبدؤون بالبناء من الأمام إلى الخلف، قوّى مدرب السيليساو حارسيه (إليسون وإيدرسون) وأضاف لهما التطورات الحديثة على مركز حراسة المرمى.
ثم جعل من الصلابة الدفاعية حجر أساس في بناء الفريق، يكفي أن نرى اليوم كيف كان تياغو سيلفا يقطع الهجمات المكسيكية من منابعها وبدرجة أقل ميراندا.
ولا ننسى أن البرازيل تعاملت بحنكة مع سلسلة غيابات ضربت بها بشكل متتال، بداية بإصابة نيمار وشفائه ثم إصابة داني ألفيس وغيابه فدوغلاس كوستا، ومارسيللو، وفي ربع النهائي سيكون تيتي أمام معضلة ربما أكبر هي تعويض كاسميرو الذي سيغيب بسبب الإنذارات فمتوسط ريال مدريد يمثل قيمة ثابتة في الاستقرار والقوة.
تيتي الذي انتُقد بعض الشيء بإصراره على غابرييل جيسوس برغم غيابه التام وتأخير دخول فيرمينو، يبدو أنه يمتلك مفاتيح الانتصارات على المنافسين.
فالمكسيك التي دخلت بقوة كما هو معتاد من دون أن تهاب البرازيل أجهز عليها مدرب البرازيل بالفارق البدني والفني في كثير من أوقات المباراة وبدا كأنه يقصد الدخول التدريجي في المباراة بالنسبة للاعبيه.
قدم المنتخب البرازيلي اليوم أكثر من حل في خطي الوسط والهجوم، فإذا كان ويليان قد وضع ثقله الفني الذي عهدناه في تشيلسي وقدم أفضل أداء له في كأس العالم حتى الآن، فإن كوتينيو وباولينيو على اختلاف أدوارهما كانا في دائرة النجومية أيضاً.
وفي الحديث عن نيمار، كان لاعب باريس سان جيرمان حاسماً في مشهدي الثنائية، سواء في بناء الهجمة التي سجل منها الهدف الأول أو في الهدف الثاني الذي يحسب له صناعته، مؤكّداً مقولة مدربه قبل المباراة بأننا سنرى لاعباً أكثر إفادة للفريق في المباريات المقبلة (قبل لقاء المكسيك)، وإن يعاب على نيمار استمراره مبالغاته في السقوط.
كل شيء يجري في البرازيل نحو الأفضل، نيمار يسجل، والغيابات تعوض بأفضل منها أحياناً والدفاع والحارس صلبان للغاية، ولكن ما أُنجز حتى الآن غير كافٍ من وجهة نظر الجماهير لمحو المرارة الكبيرة التي تعيشها كرة البلاد، منذ 2012 في عهد مينزيس مروراً بالفضيحة الكبرى في مونديال 2014، ووصولاً للدرك الأسفل في تاريخ البرازيل فنياً مع دونغا 2015..ماهو كافٍ يعرفه اللاعبون جيداً ويفكرون فيه يومياً إن لم يكن لحظياً.
يشار إلى ان دور ربع النهائي يبدأ يوم غدٍ الجمعة باجراء مباراتي أوروجواي وفرنسا في الساعة الخامسة مساس، فيما يلتقي عند الساعة التاسعة البرازيل وبلجيكا، وتقام بعد غدٍ السبت، مباراتان، الاولى بين السويد وإنجلترا في الساعة 5 مساء، والثانية في الساعة التاسعة بين روسيا وكرواتيا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة