بدأت أكبر مناورة عسكرية منذ 19 عاماً للجيش
متابعة ـ الصباح الجديد:
صب وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الزيت على نار التكهنات بقرب اندلاع حرب جديدة في المنطقة، ولوح بأنها ستكون «في الشمال على جبهة واحدة، سورية ولبنان معا.
وقال ليبرمان «لا نتحدث عن حزب الله وحده، حزب الله، ونظام الأسد وعملاء نظام الأسد والجيش اللبناني أصبحوا منظومة واحدة».
وبرر ليبرمان تهديده بأن الجيش اللبناني، فقد استقلاليته، وأصبح «جزءا لا يتجزأ من منظومة حزب الله».
وجاءت تصريحات ليبرمان بحسب الموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس الاول الثلاثاء ، أمام جنود إسرائيليين، في مقر وزارة الدفاع، في مدينة تل أبيب بمناسبة ما يسمى عيد «العرش» اليهودي.
وأضاف ليبرمان، بحسب الصحيفة، «لقد فقد الجيش اللبناني استقلاليته وأصبح جزءا لا يتجزأ من منظومة حزب الله».
ونقلت الصحيفة عن ليبرمان قوله «ان علينا الاستعداد لكل سيناريو محتمل»، معتبرا أن الحقائق الجديدة «تفرض تحديات جديدة علينا».
وأضاف: «أريد من أعدائنا في الطرف الآخر أن يفكروا مليا في أي خطوة يقومون بها ضد دولة إسرائيل، كي لا نضطر إلى استخدام كل قوتنا وكل قدراتنا».
وتابع ليبرمان «نوجه جل جهودنا لمنع حرب جديدة، ولكن في الشرق الأوسط الجديد فإن التقديرات التي كنا نعرفها سابقا، مثل الإمكانية الضئيلة، باتت ببساطة غير ذات صلة، فكل شيء من الممكن أن يتغير بين لحظة واخرى ومن اليوم إلى الغد».
وقال «كل شيء يجب أن يستند إلى حقيقة أن علينا أن نكون مستعدين لمناورة جدية ولا توجد مناورة من دون نيران قوية».
ومضى ليبرمان يقول انه «لن تكون هناك حرب في جبهة واحدة بعد الآن، لا في الشمال ولا في الجنوب (قطاع غزة)، والحرب المقبلة ستدور في جبهتي».
هذا وبدأت في إسرائيل أكبر مناورة عسكرية منذ 19 عاماً للجيش الإسرائيلي القيادة الشمالية «تحاكي حرباً على لبنان كله وليس فقط على حزب الله».
واستمر التدريب المناورة نحو اسبوع. وسارع الجيش إلى الإعلان بأن التدريب لا علاقة له بالتطورات في سورية وموقف إسرائيل من الوجود الايراني و «حزب الله» في سورية إنما تم تحديده مسبقاً في إطار التدريبات العسكرية الهادفة إلى الحفاظ على قوة الجيش.
وأفادت تقارير صحافية إن التدريب «يبدأ بافتراض أن الحكومة الأمنية المصغرة قررت شن حرب على حزب الله بهدف حسمه وليس ردعه فقط، في أعقاب سيناريو حصل على الحدود مع لبنان تمثل بتسلل عناصر حزب الله عبر البحر الى بلدة إسرائيلية قريبة من الحدو».
ويشارك في التدريب عشرات آلاف الجنود، بمن فيهم آلاف جنود احتياط تم استدعاؤهم، وعشرات الطائرات الحربية وطائرات بلا طيار، وقوات برية ولوجستية ووحدات من الهندسة وسلاح الطيران وسلاح البحرية والجبهة الداخلية والاتصال وقيادة هيئة الأركان. وتم اختيار بلدات في الشمال، بينها بلدات عربية، لإجراء بعض التدريبات فيها لتشابه تضاريسها مع قرى في جنوب لبنان.
وتم التركيز في الأيام الأولى من التدريب على سيناريوهات دفاعية تشمل هجوماً مضاداً وتجميع قوى، فيما ركز في تدريبات الأسبوع الثاني على الهجوم بما في ذلك براَ. وحاكى التدريب أيضاً احتمال إخلاء بلدات إسرائيلية محاذية للحدود مع لبنان من سكانها (خلال الحرب) إثر تعرضها لهجمات صاروخية.ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن القيادة العسكرية ترى أنه في حال وقع حرب مع «حزب الله» فإنها لن تكون «حرب لبنان» فقط إنما «حرب الشما»» إذ تتوقع أن تكون على جبهتين: اللبنانية والسورية. وقال مصدر عسكري للتلفزيون الإسرائيلي إنه وللمرة الأولى «سيكون لبنان كله على خارطة الأهداف العسكرية منها تدمير البنى التحتية اللبنانية».
وأضافت الصحيفة أنه رغم إعلان الجيش أن لا علاقة بين التدريب وتطورات الوضع في سورية على نحو لا يرضي إسرائيل، إلا أن الجيش سيعمل على إبراز قوة الجيش المتعاظمة بهدف تعزيز الردع الإسرائيلي لـ»حزب الله»، وربطت بالتحذيرات المتتالية التي أطلقها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه أفيغدور ليبرمان وقادة الجيش في الشهر الأخير حول مخاوف إسرائيل من قيام ايران بإقامة مصنع للأسلحة والصواريخ في لبنان وسورية وإقامة قواعد ايرانية في سورية.
وعلى صلة أفادت صحيفة «هآرتس» أن روسيا حذرت من أنها ستستخدم الفيتو في مجلس الأمن الدولي لإحباط أي مشروع قرار يدين حزب الله بانتهاك القرار الدولي 1701 وأن نتانياهو لم ينجح في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتأييد مشروع كهذا.
ورفض اي مسؤول لبناني، او من «حزب الله التعليق على المناورات الاسرائيلية.
ونفذت اسرائيل منذ بدء النزاع في سوريا عشرات الغارات الجوية وعمليات القصف في سوريا التي استهدفت خصوصا مواقع وقوافل لحزب الله الذي يقاتل الى جانب قوات النظام. وحذرت اسرائيل مرارا من انها لن تسمح بان يستخدم حزب الله في سوريا سلاحا يمكن ان يشكل تهديدا لاسرائيل.
وخاضت اسرائيل في صيف 2006 حربا ضد حزب الله استمرت شهرا واوقعت اكثر من 1200 قتيل في الجانب اللبناني غالبيتهم مدنيون، و160 قتيلا في الجانب الاسرائيلي غالبيتهم عسكريون.
وتعتبر اسرائيل في حالة حرب مع سوريا رسميا، لكن اي صدام لم يحصل على الحدود بين الجيشين منذ الحرب العربية الاسرائيلية الاخيرة في 1967.
واحتلت إسرائيل 1200 كلم مربع من هضبة الجولان السورية في سنة 1967 وضمتها في 1981. ولا يزال نحو 510 كلم مربع من الهضبة مع سوريا.