العبادي يحدد شرطاً للتفاوض مع الكرد ويكشف عن إيداع واردات الاقليم بحسابات شخصية

البارزاني يخاطب بغداد بعدم اغلاق باب الحوار والتفاهم
بغداد – الصباح الجديد:
حدد رئيس الوزراء، حيدر العبادي، شرطاً للتفاوض مع اقليم كردستان” كاشفاً عن “قيام جهات في الاقليم ، لم يسمها، بايداع واردات نفط كردستان في حسابات شخصية في الخارج”، فيما دعا رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، الثلاثاء، رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى عدم إغلاق باب الحوار والتفاهم.
وقال العبادي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم الثلاثاء تابعتها ” الصباح الجديد” ، ان “الاستفتاء عملية منفردة لا تحترم الشركاء وتداعياته كارثية ورجونا الكرد بالتفاوض لان الاجراءات الدستورية للحكومة الاتحادية ستضرهم”.
وأكد “لن نتفاوض مع الاقليم على نتائج الاستفتاء لانه غير شرعي ومخالف للدستور ويمكن الغاء نتائج الاستفتاء ونعود بعدها للتفاوض” مشدداً “لن نتازل عن وحدة العراق وهذا واجب دستوري والدستور أكد على وحدة وسيادة العراق”.
وبين ان “العراق قوي بكل أبناءه وسيكون ضعيفاً بضعف أبناءه” مبينا “في عهد الطاغية كان يستخدم العراق القوي لقمع الشعب واليوم بالعكس العراق القوي لحماية الشعب”.
ولفت العبادي الى ان “البعض للأسف يخطط لعراق ضعيف ويتصور انه سيكون أقوى وهو خاطئ بذلك” مشيرا الى أن “المزاج العام للعراقيين هو رفض الطائفية والشوفينية والبعض يريد اعادة الشوفينية ويقول نحن وهم، ويفضل قومية او طائفة على اخرى”.
وحذر رئيس الوزراء “من تداعيات الاستفتاء التي ستلحق ضرراً في كردستان والعراق عموماً” مستغرباً “رمي جرائم النظام السابق من قومية على أخرى”.
وأكد ان “الحكومة الاتحادية لن تمارس ممارسات القمع كما في النظام السابق ولا نتبع المنهج الصدامي والطائفي والعنصري ولكن سنفرض السلطة وفق الدستور”.
وأوضح ان “الموارد النفطية في كردستان يجب ان تعود للحكومة المركزية وكان الاقليم يحصل على نسبة عالية من الواردات وكذلك من المنح والقروض المالية الخارجية وهو جزء من حقه الدستوري”.
ونوه العبادي الى ان “الحكومة باشرت بتنفيذ اجراءات على الاقليم لكنها لن تمس كرامة المواطنين ولا معيشتهم وبالاخص الكرد” متهماً “الاعلام الكردي بترجمة تصريحاتنا واجراءاتنا بالخطأ ويُحذف منها أمور كثيرة لمنع وصول الحقيقة للمواطنين الكرد ولكن نؤكد ان كل اجراءاتنا لا توجه ضد الشعب الكردي، وهناك تشديد على حماية المواطنين الكرد في بغداد واي محافظة يتواجدون فيها ولن نسمح بالاساءة الى اي مواطن عراقي وخاصة المواطن الكردي وسيبقون عراقيين وندافع عنهم وعن مصالحهم”.
وأضاف ان “قراراتنا تجاه الاقليم هي رحيمة للشعب الكردي لرعاية مصالحهم والابتعاد عن اي احتكاك فنحن أقوياء بوحدة شعبنا وليس الاعتداء ومعاقبتهم، وليس لدينا أي إجراء عقابي تجاه الكرد ولكن البعض يريد وصول الامور الى الاحتراب بتصريحات الكراهية وطلبنا من الاقليم تسليم النفط للحكومة الاتحادية وطلبنا من دول الجوار بايقاف ضخ النفط وبيعه وهناك استجابة منها وسنعيد الموارد للموازنة وتخصيصها لشعب الاقليم”.
وبين ان “الموارد المالية لنفط الاقليم تذهب لحسابات شخصية خارج البلاد ويجب ايقاف ذلك” مشيرا الى ان “تركيا تبقى بلد جار وصارت مناورات عسكرية مشتركة وهو شيء صحي لحماية الحدود بين البلدين وللمنطقة أيضاً”.
وأكد “تحقق قواتنا انتصارات في الانبار والحويجة ولم نغير اولولياتنا في الحرب على داعش ومستمرون لتحرير كل الاراضي العراقي وسنحرر قريبا مناطق اخرى وحررنا جزءاً كبيراً من المساحة المحتلة في كركوك والعمليات مستمرة لتحرير عنه وقواتنا تتقدجم بشكل صحيح ووفق الخطة”.
وبين ان “داعش لا زالت تحتل اجزاء من الارضي العراقية بينها جزء من كركوك وهناك من يريد ان يجرنا الى ازمة داخلية لتقسيم العراق عبر استفتاء غير دستوري وغير شرعي ومرفوض محليا ودوليا”.
ولفت العبادي الى “مطالبة الحكومة المجتمع الدولي بعدم الاعتراف بشرعية الاستفتاء” كاشفاً عن “تلبيته دعوة رسمية لزيارة فرنسا في الشهر المقبل من أجل دعم العراق في مكافحة الارهاب ودعم وحدة العراق كما سنحضر اجتماعاً للأمن العالمي في بروكسل الشهر المقبل”.
ويترقب العراق نتائج الاستفتاء حول استقلال كردستان الذي نظم امس الاثنين وسط أجواء احتفالية في الأوساط الكردية، وتصعيد من بغداد حيث ألزم البرلمان العراقي العبادي بنشر قوات أمنية في المناطق التي استولى عليها الأكراد عام 2003.
بالمقابل دعا رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، الثلاثاء، رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى عدم إغلاق باب الحوار والتفاهم”.
وقال البارزاني في كلمة متلفزة تابعتها “الصباح الجديد “، “أدعو (رئيس الوزراء حيدر) العبادي وجميع المسؤولين بعدم إغلاق باب الحوار والتفاهم، ونؤكد للمجتمع الدولي استعدادانا للحوار مع بغداد”.
وعلى الرغم من أن الاستفتاء ليس ملزماً للحكومة العراقية المركزية، وليس لديه مفاعيل “قانونية ودستورية” داخلياً (لأنه جاء متعارضاً مع قرار المحكمة العليا، وقرار الحكومة المركزية والبرلمان العراقي على حد سواء) وعلى الصعيد الدولي، إلا أن السؤال يطرح وإن باكراً، هل “دولة الأكراد” تلك أو دولة كردستان “الحلم المنتظر” بالنسبة لشريحة كبيرة من أكراد العراق، في حال انفصالها قابلة للعيش وسط تلك الأجواء والظروف المشحونة والمناهضة لاستقلالها في هذا التوقيت، الذي تعتبره الولايات المتحدة كما بغداد غير مناسب على الإطلاق.
وفي ذلك الاثناء صعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تهديداته إلى اقليم كردستان العراق على خلفية إجرائه استفتاء الانفصال، منذرًا بجوع أكراد العراق وتدخل عسكري ومتهمًا بارزاني بالخيانة، فيما بدأت القوات العراقية والتركية مناورات عسكرية مشتركة على حدود الاقليم.
وقال أردوغان إن الأكراد في العراق سيشعرون بالجوع عندما تتوقف الشاحنات عن دخول شمال العراق. وأشار في كلمة له في حفل افتتاح العام الأكاديمي اليوم إلى أنّ الأكراد العراقيين لن يعرفوا كيف يقيمون دولة، مشيرًا إلى أنّ الخيارت متاحة امامنا “بما فيها الخيار العسكري لكننا نأمل بالتوصل إلى الحلول السلمية عبر الحوار”. وحذر بالقول “عندما توقف تركيا ضخ النفط فسينتهي الأمر”.
وقال إن “استفتاء كردستان غير شرعي ونعتبره لاغياً وسنتخذ تدابير أخرى وسنغلق المعابر بشكل كامل مع كردستان. وأكد على أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة للرد على الاستفتاء بدءًا من العقوبات الاقتصادية وصولاً إلى الإجراءات العسكرية في الجو وعلى الأرض.
واتهم أردوغان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بالخيانة لقراره تنظيم الاستفتاء على انفصال الإقليم دون الإصغاء إلى موقف أنقرة. وأشار إلى أن أنقرة كانت تتوقع حتى آخر لحظة ألا يرتكب بارزاني هذا الخطأ غير أن هذه التوقعات لم تتحقق. وقال “إن اتخاذ قرار بتنظيم الاستفتاء دون اي مشاورات مسبقة هو خيانة”.
وانضم جنود عراقيون إلى القوات التركية في مناورات عسكرية مشتركة، بجنوب شرق تركيا قرب الحدود مع العراق ،اليوم الثلاثاء، فيما ينسق البلدان خطواتهما ؛ للرد على استفتاء بشأن استقلال أكراد العراق.
وسارت مجموعة صغيرة من الجنود، وهي ترفع العلمين العراقي والتركي عبر سهل تجرى فيه المناورات التي بدأت الأسبوع الماضي، على بعد 4 كيلومترات من بوابة الخابور الحدودية.
وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإغلاق خط أنابيب ينقل النفط من شمال العراق إلى العالم الخارجي، مكثفًا الضغوط على السلطات الكردية بسبب الاستفتاء.
وفي 18 أيلول/ سبتمبر، أعلنت الأركان التركية، بدء مناورات عسكرية في شرناق (جنوب شرق)، مشيرة إلى أن “المناورات تأتي بالتزامن مع استمرار عمليات مكافحة الإرهاب في المنطقة الحدودية”.
وكان رئيس أركان الجيش العراقي الغانمي قد أجرى، الأول من أمس، السبت، محادثات مع نظيره التركي خلوصي أكار، في أنقرة، تناولت بصورة خاصة استفتاء انفصال الإقليم الكردي، شمالي العراق، الذي أجري اليوم.
وبحث القائدان العسكريان “التدابير التي ستتخذ من أجل حماية وحدة التراب العراقي، فضلاً عن الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب”.
وينتشر 30 مليون كردي في دول المنطقة أكثرهم في العراق وإيران وتركيا وسوريا وتخشى هذه الحكومات انتشار النزعة الانفصالية بين سكانها الأكراد.
وقد قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا قد تقطع خط الأنابيب الذي ينقل النفط من شمال العراق إلى العالم الخارجي وقال العراق إن جيشه بدأ مناورات كبرى مع الجيش التركي على الحدود.
وأوقفت تركيا بث قناة روداو التلفزيونية عبر قمرها الصناعي تركسات حسبما قال مسؤول تركي.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها أصيبت بخيبة أمل شديدة بقرار الإقليم إجراء الاستفتاء لكنها أضافت أن “العلاقة التاريخية” التي تربط واشنطن بشعب إقليم كردستان العراق لن تتغير.
وسئلت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض عن الاستفتاء فقالت امس الاثنين “نتمنى عراقا موحدا للقضاء على داعش “.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن الجنرال الإيراني يحيى رحيم صفوي أحد كبار المستشارين العسكريين للزعيم الروحي الإيراني دعوته “الدول الأربع المجاورة لإغلاق الحدود البرية” مع الإقليم الكردي العراقي.
كما رفضت الاستفتاء سوريا التي تشهد حربا أهلية مدمرة ويطالب الأكراد فيها بحق تقرير المصير.
وكرر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون معارضة لندن للاستفتاء وحث “جميع الأطراف على الإحجام عن التصريحات والأفعال الاستفزازية بعده”.
وأضاف “يجب أن تظل الأولوية لهزيمة داعش وعودة الاستقرار إلى المناطق المحررة” وذلك في إشارة إلى تنظيم داعش الذي مازال يسيطر على مناطق في العراق وسوريا من بينها جيب غربي كركوك”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة