بناءً على خطة قدمتها موسكو سعيا لتعزيز وقف إطلاق النار
متابعة الصباح الجديد:
وقعت روسيا وإيران الداعمتان للنظام السوري وتركيا المؤيدة للمعارضة مذكرة تنص على إقامة «مناطق لتخفيف التصعيد» في سوريا، بناء على خطة قدمها الكرملين سعيا لتعزيز وقف هش لإطلاق النار.
إلا أن فصائل المعارضة المشاركة في محادثات أستانا حيث وقعت المذكرة، عبرت عن تحفظها على الاتفاق الذي أيدته الحكومة السورية.
ووقع الوثيقة رؤساء وفود البلدان الثلاثة الراعية لمفاوضات السلام الجارية في أستانا بكازاخستان، بحسب صحافي وكالة فرانس برس في المكان.
ولكن أحد أعضاء وفد الفصائل المعارضة غادر القاعة احتجاجا على توقيع ايران.
وقال المتحدث باسم وفد الفصائل المعارضة اسامة ابو زيد «نحن لسنا طرفا فيه، هو اتفاق بين الدول الثلاث. وبالتأكيد لا يمكن ان نقبل بان تكون (ايران) ضامنا في الاتفاق».
والحكومة السورية ووفود الفصائل المعارضة ليسوا بين الموقعين على الوثيقة.
وتهدف خطة إقامة «مناطق لتخفيف التصعيد» التي يسوقها الكرملين إلى «تهدئة أكبر ووقف الأعمال العدائية،» بحسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال وزير الخارجية الكازاخستاني خيرات عبد الرحمنوف إن «المشاركين في محادثات أستانا أعادوا النظر خلال اليومين الماضيين في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية،» في إشارة إلى اتفاق هدنة هش رعته موسكو وأنقرة في كانون الأول.
وأضاف «نتيجة ذلك، اتفقت الدول الضامنة على توقيع مذكرة لإقامة مناطق لتخفيف التصعيد في سوريا».
ودعت مسودة الاقتراح الروسي إلى إقامة «مناطق لتخفيف التصعيد» في معاقل فصائل المعارضة المسلحة في محافظة ادلب (شمال غرب)، وأجزاء من محافظة حمص في الوسط، إضافة إلى مناطق في الجنوب وفي الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق.
وبحسب الوثيقة، سيتم العمل في «مناطق تخفيف التصعيد» على «ضبط الاعمال القتالية بين الاطراف المتنازعة» و»تهيئة ظروف العودة الآمنة والطوعية للاجئين» والايصال الفوري لمواد الإغاثة والمساعدات الطبية.
إلا أنه لم تتضح بعد هوية الدول التي ستشرف على المناطق الآمنة. وفي هذا السياق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء الماضي إن محادثات منفصلة ستجري لمناقشة أساليب الإشراف على المناطق المقترحة.
من جهته، اعتبر أبو زيد في بيان ان «تسمية مناطق تخفيف التوتر بحد ذاتها تثير اشكاليات» وأصر على أن فصائل المعارضة لن تقبل أي اتفاق لا يتضمن الحفاظ على «وحدة الاراضي السورية» وضرورة أن يشمل أي اتفاق لوقف إطلاق النار جميع الاراضي، مضيفا «نؤكد عدم قبولنا لاستثناء اي منطقة».
وطالب كذلك بـ»ضمانات ملموسة بالتزام الدولة الضامنة للنظام باي اتفاق او تعهد» مؤكدا ان أي اتفاق يجب ان «يحترم ارادة الشعب السوري بتحقيق الانتقال السياسي الحقيقي».
وفي وقت سابق أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة امس الاول الخميس عودة ممثليها للمشاركة في المحادثات بعدما علقوها الاربعاء الماضي احتجاجا على غارات جوية استهدفت مدنيين.
وبعد لقاءات أجراها مع نظيرة التركي رجب طيب اردوغان في مدينة سوتشي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه سيتم فرض حظر جوي فوق المناطق المقترحة في حال توقف القتال على الأرض بشكل كامل.
وتنسجم الخطة الروسية مع دعوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإقامة مناطق آمنة في سوريا.
وقال بوتين الأربعاء الماضي إنه «بحسب ما اعتقد» فإن الرئيس الأميركي دعم الفكرة بشكل كبير خلال محادثة هاتفية بينهما جرت الثلاثاء.
أما اردوغان فاعتبر في تصريحات نشرت امس الاول الخميس أن خطة موسكو هذه ستساهم في حل النزاع المستمر منذ ستة أعوام في سوريا بنسبة 50 بالمئة.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن دمشق تدعم خطة حليفتها موسكو.
وشكر رئيس وفد النظام السوري إلى أستانا، بشار الجعفري، «جهود كازاخستان وروسيا وإيران في هذا الإنجاز المهم الذي سيساعد في فتح الباب أمام الحل السياسي» للأزمة في سوريا.
ودعا روسيا وايران، وفقا لما نقلته عنه «سانا»، إلى «بحث تفاصيل المذكرة الروسية مع دمشق في أسرع وقت ممكن». وأسفر النزاع السوري المستمر منذ آذار 2011 عن أكثر من 320 ألف قتيل.