بعد مضي أربعون عاماً على الأحداث التي شهدتها المدن الفلسطينية
بغداد ـ حذام يوسف:
قبل أن يوجه السفير الفلسطيني أحمد عقل كلمته الى الحضور بالمناسبة ، وجهها الى الصباح الجديد قائلا :» اليوم هو احتفال بذكرى يوم الأرض الفلسطيني، والذي يصادف في الثلاثين من كل عام، إذ نحتفل بهذه الذكرى، وهي تذكير بان الأرض هي أساس الصراع مع العدو الصهيوني، والهدف أيضا، تذكير الأجيال بان النضال من اجل الأرض يجب ان يستمر الى ان تتحرر هذه الأرض، واليوم نحن نعيش فترة صعبة في المنطقة العربية، وأود أن أشير الى اننا سعداء في العراق، ونحن نواكب انتصارات العراقيين التي تحققت ضد الإرهاب ومحاولاته البائسة لاجتياح المنطقة بهدف تفتيت هذه المنطقة بعد مئة سنة من اتفاقية سايكس بيكو، والنضال من اجلها وانهاء هذا الإرهاب، هو خطوة كبيرة باتجاه تقوية المنطقة العربية، وبالتالي تحرير فلسطين، وحتما تحريرها يحتاج الى دول عربية قوية تدعمها وتؤكد وجودها .. « .
الاحتفالية بيوم الأرض بدأت بكلمة لعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الأستاذ بسام يحيى : « أربعون عاما مضت على الاحداث التي شهدتها المدن الفلسطينية يوم الثلاثين من اذار عام 1976 في المثلث والنقب وجنين، احتجاجا على سياسة الإسرائيليين الاستيطاني، ليسقط ستة شهداء في بلدات عرابة ودير حنة، لتروي دماءهم الزكية ارض فلسطين وطنهم، ولتضيء الطريق لقوافل المناضلين، وتزيد من عزم رفاقهم وأبناء شعبهم في المقاومة، والتحدي والصمود وإرادة التمسك بالأرض، وليجر الأعداء اذيال خبيبتهم، وليكون ذلك اليوم، يوم الأرض مفخرة من مفاخر اصالة الروح الفلسطينية في الانتماء والعطاء والتشبث بالوطن، رافعين مشاعل النضال المشرف عاليا، ان يوم الارض ليس ذكرى لانتفاضة الشعب الفلسطيني فحسب، بل رمزا كفاحيا للشعوب والاحرار في العالم، وعنوانا لرفض كل اشكال السياسات الهمجية العدوانية في مسح الروح الوطنية، انها ذكرى وخارطة طريق لتترسخ يوما بعد يوم في وجدان الفلسطينيين وكل محبي الحرية والمساواة والعدالة، ولم تنتهي احداث يوم الأرض عند ذلك التاريخ لأن روح النضال مستمرة مادامت السياسات الإسرائيلية الهمجية تحاول خنق الفلسطينيين والتضييق عليهم .. «.
ومن ثم كلمة للسفير الفلسطيني الدكتور أحمد عقل الذي وجه الشكر والتقدير للحزب الشيوعي العراقي ولكل العراقيين مثمنا الروح الإنسانية لديهم ودعهم لفلسطين :» هي ام البدايات ام النهايات، كانت تسمى فلسطين، صارت فلسطين، سيدتي لأنك سيدتي استحق الحياة، الرفاق قيادة وكوادر الحزب الشيوعي العراقي، الاخوة والاخوات والضيوف، ارحب بكم اجمل ترحيب في هذا اليوم المهم والذي نحرص دائما ان نحتفل به في هذا المكان، وهذا لا يحدث بنحو عفوي، وانما نريد ان نرسل رسالة نضالية، ان فلسطين كانت باستمرار لدى الحزب الشيوعي العراقي، ولدى الشعب العراقي قضية وطنية، وليست قضية بلد اخر، مئات الشهداء الذين سقطوا في النضال من اجل فلسطين وعلى ارض فلسطين، الحزب الشيوعي العراقي اول من شكل مؤسسة ضد الحركة الصهيونية عام 1936، حتى في بدايات تكوين الحزب الشيوعي زار الرفيق فهد فلسطين وعاد ليشكل حركة ضد الصهيونية، في الثلاثين من اذار من كل عام نحتفل بهذه الذكرى، لان هذه الذكرى اكدت على مجموعة من القضايا المهمة والاساسية ، أولا تعني ان أساس الصراع هو الأرض، وان نظرية الاستعمار والصهيونية التي قالت ان الكبار سيموتون وان الصغار سينسون اكدت يوم الأرض شعبنا الفلسطيني والذي مورست عليه كل وسائل الاضطهاد، وتغييب الذاكرة الفلسطينية الذي بقي تحت الاحتلال الصهيوني، انه انتفض بعد ثلاثين عاما من اجل الأرض ضد هذا المحتل ..».
من بين الحضور كان الباحث هادي الطائي، الذي خص الصباح الجديد بحديث عن دعم العراق للدولة الفلسطينية :» في سنة 61 كان مؤتمر اللقاء العربي، ودعوا الدول العربية والإسلامية، وكان حاضرا آنذاك مفتي الديار الفلسطينية امين الحسيني، في هذه الفترة كان العراق يخرج دورات من ضباط الصاعقة والمراتب، وكانت رواتبهم من الجيش العراقي ويسلمهم الى امين الحسيني، ويؤكد ان قضية فلسطين أهلها بالدرجة الأولى، ونحن عونهم لهم، ودعا للاعتراف بالجمهورية الفلسطينية، إذ ان اول مؤتمر بدأ في العراق وكانت المساعدات والاعانات مستمرة، أيضا كان هناك دعم ثقافي عبر مجموعة من الإصدارات من الكتب والمجلات الأدبية التي تناقش القضية الفلسطينية .. « .
تخللت الاحتفالية بيوم الأرض قراءات شعرية لعدد من الشعراء من فلسطين والعراق منهم الشاعر الدكتور محمد خالد، والشاعرة الشابة سهاد كاظم، وتضمن الاحتفالية أيضا فقرات غنائية موسيقية للفرقة الفنية الفلسطينية، واستذكار لمجموعة من الأغنيات والرقصات من الفلكلور الفلسطيني .