للوهلة الاولى يبدو مشهد البيشمركة وهم يصعدون المواقف مع الحكومة العراقية كمن يقاتل الهواء باسلحة غير تقليدية في مهمة تبدو مستحيلة لنقل الاشتباك من حدود الاقليم المهددة بالحملات الداعشية المفاجئة الى تخوم الحكومة العراقية التي تجد نفسها في حال امني وعسكري افضل لجهة اقترابها من نصر نوعي على داعش في الايمن والترحيب الدولي والاميركي الكبير الذي قوبل به الرئيس حيدر العبادي في واشنطن مؤخراً.
لذا اقول ان أي محاولة للعبث بالثوابت الوطنية التي وقعت القيادة الكردية عليها بعد سقوط النظام السابق عام 2003 وبامضاء البارزاني والطالباني يعد خرقا لاتفاق الشراكة الوطنية في كل شيء بمافي ذلك المساس بالدستور والتماس السلبي مع كرامة الوطن وخيارات ابنائه في الشراكة والتعاون والحدود المفتوحة.
انا ادعو الاخ الرئيس البارزاني التعجيل بتنظيم الاستفتاء على الاقليم ولن اكون ممن يضربون بالتخت رملا ازاء التصويت على الاقليم او البقاء في اطار الحدود الوطنية العراقية لكنني من الذين يعتقدون ان شعب كردستان سيكون شقيق شعب الطرف الاسباني الذي استفتي بالانفصال او البقاء في حدود اسبانيا فاختار اسبانيا ورفض الاستقلال شريطة ان لاينصرف اعضاء مفوضية الاستفتاء الكردية الى هم التزوير والتدخل في تشويه خيارات ابناء عمومتنا في اربيل والسليمانية ودهوك..التزوير الذي يمقته البارزاني ويؤاخذ قادة كتل عربية كبار عليه لانهم زوروا وتلاعبوا بمصير الناخب العراقي!.
هذا الكلام لانقوله من موقع الخطاب القومي كعرب انما نقوله من موقع الخطاب الوطني في اطار شراكة بنيت بالنضال الوطني المشترك والدم الذي اريق على جنبات العراق وشطيه والجرف والمنحنى ومن يفوت على الناس التمتع ببريق العمل الثوري في زمن المعارضة وايام البنادق والبرد والجبل الاجرد الا من شمم الرجال يستحيل عليه التماس مع نضال شعبه وخياراته القومية الرديفة.
من هنا ايضا نقول ان رفع العلم الكردي اعلان حرب بالمعايير الوطنية وحتى معايير استحصال الحقوق الشرعية وأمام الأخوة الكرد تجربة السلطة الوطنية الفلسطينية اذ ان الشرعية الحالية لم تحصل عليها منظمة التحرير الا بعد جهود وحوارات فلسطينية اسرائيلية عام 1993 في بروكسل واتفاقات اهمها اتفاق اوسلو ولم ينبر المجتمع الدولي الاعتراف بالسلطة الوطنية الفلسطينية التي رفعت علمها في المقاطعة الخاصة بالسلطة في الضفة الغربية الا بعد ان تهيأ جو دولي واقليمي وغربي بذلك.
ان رفع العلم تعجيل باستهداف كل الحوارات والاتفاقات وقتل للشراكة الوطنية التي تمتع الاخوة الاكراد بشروطها الانتخابية والسياسية والمشاركة العضوية في تشكيل الحكومة العراقية وانا واثق ان الاخوة في القيادة الكردية ستذهب انفسهم حسرات على مافرطوا بحقوق اهلهم وشعبهم والشعب العراقي ونضال طويل وبندقية واحدة سيفتقدها الكرد يوماً ما حيث يجدون انفسهم احوج مايكونون الينا نحن العراقيين الطيبين وهم يواجهون الاتراك او اي خصم آخر على الحدود المشتركة!.
عمار البغدادي
أوسلو كركوك!
التعليقات مغلقة