الوفد الكردي يصل بغداد اليوم لبحث مسألة الاستفتاء ومستقبل العلاقة مع بغداد
السليمانية ـ عباس كاريزي:
يصل الوفد التفاوضي المشترك للاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي اليوم الاربعاء الى بغداد في اطار سعيه للوصول الى تسوية للازمة التي نجمت على خلفية رفع علم كردستان على ابنية محافظة كركوك، والتباحث مع رئيس الوزراء حيدر العبادي والطيف السياسي العراقي حول مستقبل العلاقة بين بغداد واربيل ومسألة اجراء الاستفتاء.
مصدر سياسي مطلع رفض الكشف عن اسمه اعلن في تصريح للصباح الجديد، ان الوفد المشترك من الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرأسه عدنان مفتي عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني ويضم سكرتير المكتب السياسي للديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني والدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان، سيزور بغداد الاربعاء وسيبحث مع المسؤولين والقوى والاحزاب السياسية مسألة الاستفتاء على استقلال الاقليم، ونزع فتيل الازمة الذي خلفه رفع علم كردستاني فوق ابنية كركوك الرسمية اضافة الى مستقبل العلاقة بين اربيل وبغداد.
في غضون ذلك وفي حين صوت مجلس محافظة كركوك بالاغلبية على اجراء الاستفتاء في محافظة كركوك لتقرير مصيرها، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم ان بلاده لن تقبل ابداً بضم كركوك الى اقليم كردستان، مضيفاً بأن الخطوات الاحادية الجانب في كركوك غير مقبولة.
وقال رئيس مجلس محافظة كركوك ريبوار طالباني في مؤتمر صحفي عقده بعد انتهاء جلسة المجلس التي قاطعها العرب والتركمان ان المجلس صوت على رفض قرار البرلمان بانزال علم كردستان من على دوائر المحافظة، كما صوت بالاجماع على اجراء الاستفتاء في كركوك وعدم تأخيره اكثر من ذلك.
وأضاف أن القرار الذي صوت عليه اليوم يعد انجازاً جديداً ويجب أن تلتزم به الحكومة العراقية»، مطالباً رئيس الوزراء العراقي، بأنه «لا يمكن التماطل في تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي، وندعو لحل هذه المسألة بأقرب وقت، لأن أهالي كركوك لن يتحملوا أكثر من هذا».
من جهته وفي سياق ردود الفعل بخصوص أزمة العلم في كركوك اكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم ان بلاده لن تقبل ابداً بضم كركوك الى اقليم كردستان، مضيفاً بأن الخطوات الاحادية الجانب في كركوك غير مقبولة.
وقال يلدرم في تصريح عقب لقائه رئيس الجبهة التركمانية ارشد الصالحي تعليقاً على قرار مجلس كركوك برفع علم كردستان على المباني الرسمية والاستعداد لاجراء الاستفتاء فيها «أن محافظة كركوك لا يقطنها الكرد فقط بل هناك العرب والتركمان، ولديهم الحق في تقرير مصير كركوك».
وفي حين يواصل الوفد القيادي المشترك للاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني زيارة القوى والاحزاب السياسية في كردستان لاستطلاع رأيها ورؤيتها حيال مسألة الاستفتاء، اعلنت حركة التغيير رسمياً رفضها استقبال الوفد التفاوضي للاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، مؤكدة ان برلمان كردستان وفقاً للقرار رقم واحد للعام 2005 المرجع السياسي والدستوري الوحيد لصياغة القرارات والمصادقة على القضايا المصيرية لشعب كردستان العراق، وتحديد نوع العلاقة الدستورية بين الاقليم والسلطات في العراق الفدرالي.
كما طالبت الحركة باناطة مسألة الاستفتاء الذي عدته حقاً مشروعاً لشعب كردستان الى برلمان كردستان بعد اعادة تفعيله كاعلى سلطة تشريعية وقانونية في الاقليم ليأخذ على عاتقه اتخاذ الاجراءات المطلوبة لاجراء الاستفتاء الذي ينبغي ان يشمل المناطق المتنازع عليها، مضيفة أنه وفي ظل وجود هذه الاستحقاقات تنتفي الحاجة لعقد اللقاءات والاجتماعات الحزبية.
الى ذلك وجه سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني عادل مراد انتقادات شديدة اللهجة الى القيادة الكردية ومحاولتها القفز على الواقع وتحشيد الرأي العام باتجاه مسألة الاستفتاء والاستقلال من دون أي تهيئة واقعية او تدبير مسبق، داعياً في بادئ الامر الى اصلاح الاوضاع المزرية للمواطنين ومحاربة الفساد والتصدي للتجاوز على الحريات واعادة الشرعية وسيادة القانون الى اقليم كردستان المنهك والمنقسم على نفسه..
واضاف مراد في بيان تسلمت الصباح الجديد نسخة منه ان التجارب التأريخية المريرة التي شهدتها الثورات والتجربة الكردية، تؤكد ان العملية السياسية في الاقليم من الناحية الذاتية والموضوعية لم تصل الى درجة من النضج، تمكنها من اعلان الاستقلال، اضافة الى عدم تضافر العوامل الاقليمية والدولية بهذا الخصوص، واعتراض الولايات المتحدة وروسيا واوروبا وايران وتركيا علناً على طرح مسألة الاستفتاء في الوقت الراهن.
ودعا مراد الى الالتزام بالثوابت والمبادئ التي رسخها الرئيس مام جلال لطبيعة ونوع العلاقة مع العراق الفدرالي الديمقراطي وقواه السياسية، واعادة صياغة تجربة الحكم في الاقليم عبر تحقيق الاتفاق بين جميع الاطراف السياسية على عدد من المبادئ الاساسية للمشاركة في حكم الاقليم بعيداً عن التفرد والهيمنة.