حذام يوسف
وقفت تنتظره خارج أسوار الدائرة، وعيناها تتنقلان بسرعة بين الموظفين المغادرين، علها تلمحه وهو بين الجموع، هو يعمل بمكتبة عامة، كان قد أشار لها بكتاب (دع القلق وابدأ الحياة) للكاتب ديل كارنيجي، لتبدأ حياة جديدة، عسى أن تمطر لها سحابة العمر فرحا، وتزهر صحراء أحلامها، كانت تدندن مع نفسها بأغنية لنجاة الصغيرة (انا اعشق البحر)، وتهمس بها همسا تلافيا للإحراج، فيما لو انتبه لها الواقفون قريبا منها، أين أنت؟ تساءلت في سرها، وقد طال انتظارها، تضطر هنا الى السؤال عنه، لتفاجأ بأنه مجاز، ولم تتمكن من رؤيته، انسحبت بهدوء، وهي تسحب الكتاب وحقيبتها الى صدرها، كأنها تريد التشبث بها، بعد أن ذابت روحها من الانتظار، كانت تريد ان تفاجئه بأنها أنهت الكتاب بأقل من أربع وعشرين ساعة، بالتالي هي من كسب الرهان.