كيري يحث بارزاني على تقديم المساعدة لمواجهة “داعش” ونواب كرد: الإقليم أبلغ الأميركيين رفضه الولاية الثالثة

محمود عثمان: زيارة وزير الخارجية استطلاعية

بغداد – وعد الشمري:

وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس الثلاثاء، إلى مدينة أربيل للقاء رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بعد زيارته العاصمة بغداد، فيما اكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية أن كيري سيبحث مع البارزاني مساعدة الحكومة المركزية في مواجهة التحديات من اجل مصلحة جميع العراقيين.

وهبطت طائرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مطار اربيل الدولي قادمة من العاصمة بغداد، بعد لقائه العديد من المسؤولين في الحكومة المركزية، فيما كان في استقباله بمطار اربيل عدد من المسؤولين بينهم رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين ورئيس دائرة العلاقات الخارجية في اقليم كردستان فلاح مصطفى.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي في تصريحات صحافية لعدد من وسائل عقب وصولها مع جون كيري إلى مطار اربيل، إن “وزير الخارجية جون كيري يسلط الضوء عند لقائه رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني على الدور المهم الذي يمكن للكرد ان يبذلوه في مساعدة الحكومة المركزية في مواجهة ومعالجة التحديات من اجل مصلحة جميع العراقيين”.

وأكد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان ان الاوان قد آن لكي يحدد الاكراد هويتهم ويقرروا مصيرهم. وانه سيطرح موضوع الاستقلال على وزير الخارجية الأميركي جون كيري .

وقال بارزاني في تصريحات صحفية ان العراق يعاني من انهيار واضح وان الحكومة الاتحادية فقدت سيطرتها على كل شيء.

واضاف، اننا لم نتسبب بانهيار العراق بل غيرنا كان السبب ، ولا يمكننا ان نظل رهائن للمجهول، وقد آن الاوان لكي يحدد الاكراد هويتهم ويرسموا مستقبلهم “.

واشار الى ان الاستقلال طالما كان حلماً لدى الاكراد. ورغم ان اقليم كردستان اتصف بحكم ذاتي على مدى عقدين من الزمن، الا أنهم لم يشيروا إلى رغبتهم بتحقيق ذلك الحلم بالاستقلال، لكن الأحداث الأخيرة يبدو انها ساعدت في تحريك هذه القضية “.

وتابع بارزاني “إننا نشهد عراقاً جديداً يختلف عن العراق الذي كنا نعرفه قبل عشرة أيام أو أسبوعين ، وان الأحداث الأخيرة في العراق أكدت ان على لشعب الكردي ان يغتنم الفرصة الآن، وأن يحدد مستقبله”. 

وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني عادل برواري الى “الصباح الجديد” أن “مسعود بارزاني ابلغ كيري برفض الإقليم لمبدأ الولاية الثالثة لأنها جزء مهم من المشكلة الحالية”.

وتابع برواري أن “موقف بارزاني هو جزء من التوجه العام لمختلف الكتل السياسية من بينها متحدون والأحرار والمواطن بالإضافة إلى قائمة إياد علاوي”.

وأكد القيادي الكردي أن “ملفات سيطرة داعش على بعض المحافظات والأزمة السياسية الحالية تصدرت جدول أعمال كيري في اربيل وقد أخذت الحيز الأكبر من الاجتماعات”.

ونبه برواري الى أن “الدور الأميركي ليس بالجديد ويظهر مع كل مشكلة سياسية أو أمنية وهي تسعى حاليا لرأب الصدع بين الحكومة والكتل السُنية من جهة والكردية من جهة اخرى بالاضافة الى ابداء المساعدات المناسبة لمواجهة الجماعات المتطرفة”.

ويلقي القيادي في الحزب الدمقراطي الكردستاني باللوم “على حكومة بغداد بعدم الاصغاء الى مطالب الشارع ما اوصل البلاد الى هذه المرحلة الحرجة”.

ويرى برواري “ضرورة ان تخرج هذه الاجتماعات بنتائج ايجابية من اجل انقاذ البلاد التي هي على شفى حرب اهلية”.

ويدعو الى “استغلال تقارب المواقف بين الولايات المتحدة وايران من اجل محاربة تنظيم داعش وتشكيل حكومة شراكة وطنية التي تدعمها بأستمرار واشنطن على حساب الاغلبية خشية من تهميش اي طرف في العملية السياسية”.

وذكر سعدي بيرة، عضو الاتحاد الوطني الكردستاني الى “الصباح الجديد” أن “الوضع الحساس يتطلب جهداً اميركياً يتناسب مع خطورة الاوضاع”.

واضاف بيرة ان “الولايات المتحدة تحث العراقيين على التعجيل في تشكيل الحكومة المقبلة بأسرع وقت ممكن والخروج من الفراغ الدستوري وان دورهم سينصب ايضا في اعادة هيكلة الجيش”.

اما بخصوص الموقف من ولاية نوري المالكي الثالثة رد بيرة أن “ذلك متروك للكتل السياسية ولا نستطيع التصريح به حالياً من دون عقد اجتماعات مكثفة والاستماع الى وجهات النظر المختلفة”.

من جانبه، اكد النائب المستقل عن البرلمان السابق محمود عثمان ان ” زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى العراق تمثل اعادة بناء للعملية السياسية وتشكيل حكومة على اسس جديدة”.

وقال للوكالة الوطنية العراقية للانباء ان “زيارة كيري في هذا الوقت مهمة للبحث مع الجانب العراقي موضوع داعش ومكافحته اضافة للبحث في الاوضاع السياسية والالتزام بالتوقيات الدستورية لعقد الجلسة النيابية وتشكيل الحكومة المقبلة”.

واضاف عثمان ان “الأميركيين يتحملون جزءا مهما من مسؤولية ما يحصل في البلاد ومن الخطأ ان يحملوا عبر تصريحاتهم ومواقفهم المسؤولية الكاملة على عاتق العراقيين”، معبراً عن الامل بان يصل الفرقاء السياسيين للمواقف الموحدة من اجل انتشـال البـلاد من واقعها الحالي الى واقع افضل للجميع”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة