السيد كيري رجاءا..

عامرالقيسي

كمواطن عراقي سمعت انك في بلادنا لحل ازماتنا القاتلة وانك ربما تكون في حقيبتك العصا السحرية التي تغير البلاد من حال الى حال..لكن هذا الاعتقاد الساذج بدده تصريحك قبل وصولك البلاد من ان “اميركا غير مسؤولة عمّا يجري في العراق” !

صدمت حقيقة، ياسيد كيري، شأن بقية العراقيين الذين مازالوا يتعلقون بقشة في بحر، لاننا تساءلنا مع انفسنا ربما يكون الرجل وزير خارجية السويد على سبيل المثال، فلا يعرف مسؤولية بلاده عما جرى سابقا للبلاد وعمّا يجري فيها الآن ، أو انه لايفهم مايجري على ارض بلادنا ..

واحب ان اذكر السيد كبري بشيء من التأريخ مع علمي بأن غالبية الاميركان لابحبون الحديث عن التأريخ..

عزيزي كيري لابد ان تعلم ان بلادك الشاسعة والقوية والقادرة على اسقاط الانظمة الدكتاتورية وتحويل مسار الاحداث في اي بلد تشاء قد اكتوينا بنارها اربع مرات سأذكرك بها باختصار وعليك البحث في التفاصيل لتتأكد انني أو اننا لانتجنى على بلادك السعيدة ..

السيد كيري .. لقد قامت بلادك في عام 1959 بالتآمر على انجح تجارب حركات التحرر في المنطقة في بلادنا بالتعاون مع بعض القومجية العرب واطاحت بالنظام الجديد الذي مازال العراقيون يذكرونه كافضل نظام حكم العرق منذ تأسيس الدولة العراقية..

ثانيا .. حكومتك ياسيدي اتت الينا بحكم البعث بقطار مشترك مع حلفائكم الانجليز او كما نسميهم شعبيا “ابو ناجي” ولا داعي لتذكيرك بما جرى لنا على يد البعث الفاشي المدعوم من اميركا الديمقراطية .. يا للمفارقة!

وقمتم ياسيد كيري باطالة امد الحرب العراقية الايرانية لندفع بسبب هذه الحرب نحو نصف مليون قتيل واكثر من هذا العدد من الجرحى والمعوقين ..

ثالثا.. عام 1991 طعنتم انتفاضة الشعب العراقي الآذارية بخنجر مسموم، وهو رمز للغدر العربي، لكنكم استخدمتوه ابرع استعمال ضد شعب اراد ان يتحررمن حكم الدكتاتوروالدكتاتورية ، ودعوتموه لذلك فوثق بكم وبقيادتم الحكيمة ، لكنكم ياسيد كيري ما التزمتم بوعدكم وتركتمونا عرضة لنهش ذئاب سلطة لاترحم ، بحجة التدخلات الايرانية !!

تركتمونا  عزيزي كيري “نتقلى” على نار هادئة منذ 1991 حتى 2003 وانتم تمارسون معنا لعبة جهنمية ثمنها الدم والضحايا انها لعبة ” نسقط صدام ام لانسقطه” .. وهي لعبة استمرت 12 عاما كانت اطول من اعوام اهل الكهف علينا بعذاباتها وضحاياها والتغييرات التي تركتها على بنية المجتمع العراقي..

رابعا ، لنعترف لكم انكم حررتمونا من اشد الانطمة الدكتاتورية قسوة في القرن العشرين، وقلنا ان هذه ستمحو تلك على وفق نطرية “عفا الله عما سلف” ، ولكن كما قالت جدتي رحمها الله “ابو عادة ميجوز من عادته”..لكنكم بغياب استراتيجية مابعد سقوط صدام بالاشتراك مع غباءالطبقة السياسية الجدبدة التي ظهرت بعد انجازكم الكبير ، وبرعايتكم للحياة السياسية الطائفية في البلاد وعدم اعتمادكم على القوى الحيّة المدنية وهي موجودة، حولتم الانجاز الى كارثة بعد كل ما رأيناه من احداث ما بعد التغيير، ولا تعتقد ياسيد كيري ان اضافتكم لبضعة آلاف من الجنود قد اوقف حربا اهلية كنّا على شفيرها، بل منعت اندلاعها ممانعاتنا الشعبية التي لم تحسنوا التعامل معها ..

بعد كل هذا المختصر المفيد من علاقتكم بدائرة الاحداث في العراق ، تأتي الينا لتقول “ان لاعلاقة لاميركا بما يجري في العراق“!

من حقنا نحن الذين مازلنا نعتقد ، او اننا الذين نتعلق بالقشة والاوهام، نرى ان الاوراق الصعبة مازالت بيدكم، وان بامكانكم ان تغيروا مسار البلاد الذاهبة الى حروب اهلية سيطالكم شررها باعتراف رئيسك “البارد” اوباما ..!

 السيد كيري ..افعلوا شيئا قبل ان تضيع الفرص على الجميع ..

 

 

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة