قيادات عسكرية تركت مواقعها في المدينة*النجيفي يناشد القادة تجاوز الخلافات * المالكي يعيد هيكلة الجيش
بغداد – داود العلي
بعد ليلة عصيبة في مدينة الموصل، أمس الأول، أصبح العراقيون يواجهون خطر اجتياح سريع ومفاجئ لتنظيم داعش، في مقابل انسحاب وتقهقر القوات العراقية.
وبات مسلحون التنظيم المسلح والمتطرف، حتى ساعة إقفال تحرير هذا العدد، في عمق الطريق المؤدي إلى مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين.
وأفاد مصدر امني في محافظة صلاح الدين، بأن مسلحين من تنظيم (داعش) فرضوا سيطرتهم على عدد من مناطق الساحل الأيسر، شرقي قضاء الشرقاط، شمال تكريت، بعد ساعات على سيطرته على محافظة نينوى.
وقال المصدر، ان “عناصر من تنظيم (داعش) اقتحموا، صباح امس، مناطق قنيطرة، والخميسات، والشيخ حمد، في الساحل الأيسر شرقي قضاء الشرقاط”، مبينا أن “عناصر التنظيم فرضوا سيطرتهم بالكامل على تلك المناطق”.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان “عناصر (داعش) يتجولون في المناطق حاملين رايات (الدولة الاسلامية في العراق والشام) ويدعون الأهالي للانضمام معهم”.
وجاءت سيطرة تنظيم (داعش) على مناطق من الساحل الايسر من قضاء الشرقاط، بعد ساعات من فرض سيطرته بالكامل على مدينة الموصل ومطارها ومبنى المحافظة وجميع المقار الامنية في المدينة.
وتعد محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت، من المناطق الساخنة التي تشهد أعمال عنف مستمرة، فضلاً عن كونها من المناطق التي تشهد حراكاً جماهيرياً مناوئاً للحكومة.
ويسيطر مسلحون ينتمون لتنظيم “داعش”، منذ ليلة أمس الاثنين، على مبنى محافظة نينوى ومطار الموصل وقناتي سما الموصل ونينوى الغد الفضائيتين، فضلا عن مراكز امنية ومؤسسات رسمية أخرى، كما انتشروا في الساحلين الايمن والايسر من المدينة، فيما تمكن الاف السجناء من الهروب من سجون بادوش والتسفيرات ومكافحة الارهاب في المحافظة، بعد سيطرة المسلحين عليها.
فيما ذكرت “رويترز”، في تقرير أمني، أن “المحافظ اثيل النجيفي حوصر داخل المبنى لكنه تمكن من الهرب، عندما دحرت الشرطة هجوما شنه مئات من المتشددين المسلحين بقذائف صاروخية وبنادق قناصة ورشاشات ثقيلة مثبتة على مركبات”.
كما انشر مسلحون تابعون لـ”داعش”، في قريتين بقضاء الشرقاط شمال تكريت بعد السيطرة على مطار المدينة، وقاموا بإحراق مركزا للشرطة في الساحل الأيسر من القضاء.
النجيفي يطلب جلسة طارئة
من جهته، أفاد مصدر برلماني، بأن رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي دعا أعضاء مجلس إلى عقد جلسة الخميس لمناقشة إعلان حالة الطوارئ.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن “رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي دعا أعضاء مجلس النواب للحضور يوم الخميس المقبل لعقد جلسة لمناقشة طلب إعلان حالة الطوارئ المقدم من رئاستي الجمهورية والوزراء”.
وأكد النجيفي على انه طلب من الإدارة الأميركية أن تتدخل في ما يحصل بمدينة الموصل ضمن الاتفاقية الاستراتيجية، فيما أكد أنه يعمل على “حشد الرأي العام الخارجي والداخلي لصد هذه الهجمة”.
واتهم رئيس مجلس النواب، قيادات الجيش العراقي وأجهزة الأمن في الموصل “بالإهمال”، مؤكدا على ان القطعات العسكرية العراقية لا تمتلك أية معلومات استخبارية، وترفض التعامل مع المعلومات التي تزودها بها “ادارة الموصل”، وفيما اشار إلى “هروب القيادات وترك الجنود اسلحتهم”، حذر من امتداد المعارك إلى مناطق اخرى من البلاد بعد “سقوط كامل الموصل”.
المالكي يقرر هيكلة الجيش
وظهر امس، طالب رئيس الوزراء نوري المالكي، “المنظمات الدولية والعربية بـ”مساندة العراق” في حربه ضد الارهاب، داعيا دول الجوار الى “ضبط حدودها ومنع تسرب العناصر المسلحة”.
وقال المالكي في بيان “نطالب الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية بدعم العراق في “حربه ضد الارهاب”.
واضاف المالكي في بيانه الذي القاه بحضور نواب رئيس الوزراء والوزراء أن “مجلس الوزراء يدعو دول الجوار الى التعاون مع العراق وضبط حدودها ومنع تسرب العناصر المسلحة او الأعتدة او الأموال الى البلاد”.
واعلن المالكي، عن “اعادة هيكلة الاجهزة الامنية العراقية” ورسم خطط جديدة من اجل “تطهير الموصل” من المسلحين، فيما دعا الجهات الرسمية إلى “دعم همة المواطنين وابناء العشائر للتطوع” وحمل السلاح والاشتراك في العمليات العسكرية لدعم الدولة.
وقال المالكي أن “مجلس الوزراء قرر في اجتماع استثنائي عقد اليوم اعادة هيكلة الاجهزة الامنية واعادة رسم الخطط لتطهير محافظة نينوى من المسلحين”، وأكد على ان “المجلس وفر الصلاحيات والاحتياجات المالية اللازمة لهذا الغرض”.
واضاف المالكي انه “سيكون هناك عمل لتقييم المرحلة التي مضت ومحاسبة المقصرين وانطلاق وحشد كل القوى لإنهاء داعش في المرحلة المقبلة”.
وتابع المالكي ان “المجلس يشيد بهمة المواطنين وابناء العشائر للتطوع وحمل السلاح من اجل الدفاع عن الوطن ويدعو الجهات الرسمية لدعم وتنفيذ هذا الاستعداد”، مضيفا انه “تم تشكيل خلية ازمة خاصة لمتابعة عمليات التطويع والتحشيد والتسليح”.
وطالب رئيس الوزراء نوري المالكي، “المنظمات الدولية والعربية بـ”مساندة العراق” في حربه ضد الارهاب، داعياً دول الجوار الى “ضبط حدودها ومنع تسرب العناصر المسلحة”.
واعلن المالكي، اليوم الثلاثاء، عن “حالة الانذار القصوى والتأهب الشديد”، في جميع انحاء البلاد، فيما دعا البرلمان إلى “اعلان حالة الطوارئ”.
وقال المالكي إنه “سيكون هناك عمل جدي وجاد من قبل الاجهزة الامنية والقيادات العسكرية لتقييم المرحلة التي مضت”، مشددا على ضرورة “الاستفادة من التجربة للانطلاق مرة اخرى وحشد كل الطاقات الوطنية من اجل انهاء تنظيم داعش في نينوى والمحافظات الاخرى”.
وتوعد المالكي بـ”محاسبة الذين قصروا او تخاذلوا عن اداء مهامهم”، داعيا دول الجوار الى “التعاون مع العراق وضبط حدودها ومنع تسلل الجماعات الارهابية وقطع خطوط امدادها بالسلاح”.
واشنطن تدرس تصاعد نشاط داعش
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، عن أن مساعد وزير الخارجية الأميركي سيصل الى بغداد لمناقشة “تصاعد تهديدات” تنظيم (داعش) في محافظتي الانبار ونينوى، واكدت انها “تتابع تقارير هجمات تنظيم (داعش) الكبيرة عن كثب”، أكدت على أنها ستجري مباحثات مع المسؤولين العراقيين “لترى ما يمكن فعله”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف في بيان، إن “مساعد وزير الخارجية الأميركي بريت ماكيرك قد وصل الى العراق السبت الماضي لإجراء سلسلة من اللقاءات مع الزعماء العراقيين، والتقى أمس بمسؤولي حكومة إقليم كردستان لمناقشة الوضع السياسي والأمني”، مشددة على ضرورة “استئناف الحوارات بين بغداد واربيل للتوصل الى صيغة نهائية لقانون النفط وآلية تصديره واقتسام وارداته”.
وأضافت هارف أن “مبعوث الخارجية الأميركية ماكيرك سيصل، اليوم الثلاثاء، للعاصمة بغداد قادما من اربيل حيث سيلتقي بالمسؤولين لمناقشة تصاعد تهديدات تنظيم داعش وتداعيات الوضع في محافظة الانبار والهجمات الأخيرة التي تتعرض لها الموصل”، مشيرة الى أن “ماكيرك سيحث المسؤولين في بغداد أيضا على أهمية تجديد المباحثات حول قانون النفط”.
وتابعت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية “نحن نتابع تقارير الهجمات الكبيرة التي يقوم بها مسلحو تنظيم داعش عن كثب وخصوصا ما يتعلق بمدينة الموصل حيث ان الوضع الامني لا يزال في تغيير متواصل”، لافتة الى أن “القوات الأمنية العراقية قد نفذت عمليات عسكرية للرد على تحركات المسلحين حيث ماتزال العمليات مستمرة”.
واشارت هارف “لقد عملنا مع العراقيين قليلا لبناء قدراتهم العسكرية لمواجهة هذه التهديدات فقد شن مسلحو تنظيم داعش هجمات متواصلة شملت جامعة الانبار في الرمادي وعلى مقار حزب الاتحاد الوطني الكردستاني”، مؤكدة على أن “تنظيم داعش يشكل خطرا جديا ونحن نجري مباحثات مع العراقيين بهذا الخصوص ولهذا السبب فإن مبعوث الخارجية ماكيرك موجود الان في العراق لمناقشة هذه الأمور لنرى ما يمكن فعله”.
اختفاء قادة الجيش
وقال مصدر أمني، إن “قائد القوات البرية الفريق اول ركن علي غيدان وقائد العمليات المشتركة الفريق اول ركن عبود كنبر قائد عمليات نينوى قائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن مهدي الغراوي وقائد الفرقة الثانية في الجيش العراقي وقائد الشرطة اللواء الركن خالد الحمداني اختفوا من مقارهم منذ ليل امس، وتركوا اسلحة خفيفة وثقيلة في مكانهم بعد سيطرة تنظيم (داعش) على مدينة الموصل”.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “قوات من البيشمركة نقلت محافظ نينوى اثيل النجيفي والمسؤولين المحليين إلى خارج مدينة الموصل”، مشيرا إلى أن “المدينة خالية في الوقت الحالي من اي تمثيل للحكومة المحلية”.
وأفاد مصدر امني في محافظة نينوى، بأن عناصر تنظيم (داعش) سيطروا على قاعدة القيارة الجوية، جنوب الموصل، بعد انسحاب الجيش من القاعدة، فيما بين ان المسلحين متوجهون الى قضاء تلعفر، غربي الموصل بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة من القضاء بالكامل.
وقال المصدر، ان “عناصر تنظيم (داعش) سيطروا، صباح اليوم، على قاعدة القيارة الجوية بعد انسحاب الجيش منها”.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان “المسلحين في طريقهم الى قضاء تلعفر، بعد انسحاب الجيش والشرطة من القضاء بالكامل”.
وكان مصدر في شرطة محافظة نينوى أكد على أن تنظيم (داعش) سيطر على مطار الموصل الدولي ومعسكر الغزلاني بالكامل جنوبي المدينة، بعد اشتباكات مع القوات الأمنية، فيما اشار الى أن مسلحي التنظيم اطلقوا سراح العديد من السجناء المحسوبين على الارهاب الذين كانوا محتجزين في سجون المدينة ومراكز الشرطة.
فيما أكد مصدر في شرطة محافظة نينوى، على ان تنظيم (داعش) سيطر بعد اشتباكات عنيفة مع قوات امن، على مبنى محافظة نينوى وكامل الجانب الايمن من مدينة الموصل، فيما اشار المصدر الى أن سيطرة التنظيم على الجانب الايمن جاء بعد سيطرته، صباح الاثنين على مقر الفوج الثالث التابع للواء صولة الفرسان غربي الموصل وهي اخر تواجد امني كبير في الجانب الايمن.
يذكر أن مدينة الموصل، شهدت، اشتباكات عنيفة بين عناصر ينتمون لتنظيم (داعش)، الذين هاجموا مناطق عدة من المدينة، والقوات الأمنية، سقط في إثرها عشرات القتلى والجرحى بين الطرفين، فيما تؤكد مصادر طبية في المدينة ان عشرات المدنيين قتلوا وأصيبوا اثر القصف بقذائف الهاون الذي تشهده تلك الأحياء، في حين اتهم مسؤولون بمجلس المحافظة القوات الأمنية بقصف بعض الأحياء السكنية ما أدى إلى نزوح سكانها إلى المناطق المجاورة ومنها سهل نينوى الذي يشكل المسيحيون أغلبية فيه.
تكريت تعلق الدراسة
في تكريت، قرر مجلس محافظة صلاح الدين، إعفاء قائد الشرطة اللواء الركن جمعة عناد من منصبه وتعيين اللواء الركن حمد النامس بدلاً عنه، فيما عزا السبب إلى الوضع الأمني الذي تشهده المحافظة.
وقال رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، احمد عبد الجبار الكريم، إن “مجلس المحافظة عقد، اليوم، اجتماعا مع القيادات الأمنية بالمحافظة لتدارس الوضع الأمني الذي تشهده البلاد”.
وأضاف الكريم أن “المجلس قرر إعفاء قائد شرطة صلاح الدين، اللواء الركن جمعة عناد من منصبه وتعيين اللواء الركن حمد النامس بدلاً عنه”.
من جهته، أعلنت جامعة تكريت، عن تعليق الامتحانات النهائية لطلبة الجامعة بكافة المراحل يومي الأربعاء والخميس، وفيما أكدت ان رئاسة الجامعة تنتظر ما ستؤول إليه الأيام المقبلة “للاستمرار في التعليق من عدمه”، أشار مجلس محافظة صلاح الدين إلى أن الأوضاع تحت السيطرة وهنالك موقف موحد بين أهالي القضاء والقوات الأمنية لحماية القضاء.
وقال مدير إعلام جامعة تكريت ياسين طه، إن “الجامعة قررت تعليق الامتحانات النهائية لطلبة الجامعة بكافة المراحل يومي الأربعاء والخميس بسبب الخروق الأمنية”، مبينا أن “رئاسة الجامعة بانتظار ما ستؤول إليه الأيام المقبلة للاستمرار في تعليق الامتحانات من عدمه”.
من جانبه قال رئيس مجلس محافظة صلاح الدين احمد عبد جبار الكريم، على هامش اجتماعه مع قائد عمليات المحافظة ومدير الشرطة وقائد الفرقة الرابعة لتدارس الأوضاع الأمنية ، ان “الأوضاع في قضاء الشرقاط، تحت سيطرة القوات الأمنية”.
وأضاف الكريم، ان “هنالك موقفاً موحداً بين أهالي القضاء والقوات الأمنية لحماية القضاء من أي خرق امني قد يحصل”.