الزبيـر: 20 إصابـة بالسرطـان فـي شـارع واحـد والوفيـات تصـل إلـى ثمانيـة.. بينهـم أطفـال

ذعر في البصرة مع ظهور متزامن للمرض الخبيث

البصرة ـ الصباح الجديد:

ذعرٌ غير مسبوق ذلك الذي أثاره ظهور إصابات متزامنة بمرض السرطان في مكان واحد في قضاء الزبير حيث وردت إلى المستشفيات الرسمية العديد من الحالات.

وأنتشر مرض السرطان بين المواطنين في قضاء الزبير حتى بلغ عدد المصابين به20 إصابة في شارع واحد في آخر الإحصاءات الرسمية حيث توفي ثمانية أشخاص منهم بينهم أطفال، بينما يتلقى البقية العلاج في أحد المستشفيات المتخصصة في البصرة.

جميع المصابين يقطنون شارعاً واحداً هو شارع المحكمة في منطقة الكوت الواقعة في مركز مدينة الزبير، ما دفع الحكومة المحلية إلى القيام بإجراء سريع والاستعانة بلجنة مشتركة من الصحة والبيئة لغرض إجراء الكشف على المكان والوقوف على أسباب الظاهرة.

أعضاء في الحكومة المحلية طالبوا أن يتم الاستعانة بالخبرات الأجنبية للكشف وتقديم النصح خاصة وإن الإصابات حدثت في منطقة تحيط بأحد مقار النظام السابق الذي دمرته القوات الأمريكية عام 2003.

صقر سامي بدر فقد احد أبناءه في عمر ستة أعوام قال إن «ولدي ناصر لم يقاوم المرض رغم تلقيه العلاج وتوفي بعد عام واحد».

بدر قام مع عدد من عائلات الضحايا برفع الشكاوى والمناشدات عن طريق الحكومة المحلية ومنظمات المجتمع المدني دون أن يجدوا اهتماماً بالموضوع.

وقال محمد غيدان احمد مختار منطقة الكوت «لقد سجلنا أكثر من 20 إصابة بالأمراض السرطانية ما أدى إلى وفاة معظم المصابين، كما إن الذعر يسود أهالي المنطقة حيث اضطرت الكثير من العائلات إلى ترك منازلها».

يقول د. شكري الحسن – ناشط بيئي وتدريسي في جامعة البصرة إن هواء البصرة ومياهها ملوثة بصورة خطيرة فقد سجلت الأبحاث العلمية ارتفاعات ملحوظة في تراكيز أحادي أكسيد الكربون (CO) وثنائي أكسيد الكربون (CO2) وأكاسيد النتروجين (NOx) والأوزون الأرضي (O3) والمواد الهيدروكربونية والعوالق الجوية.. وهناك ارتفاع بمقدار 18% في هذه الغازات سنوياً، مما يعني تهديداً صحياً كبيراً إذا ما علمنا أن تراكيز بعض هذه الملوثات الغازية بدأت تتجاوز المحددات البيئية المسموحة».

من جانبه قال رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس قضاء الزبير أن الإصابات حدثت في موقع واحد قريب من بنايات سابقة لحزب البعث ومعسكرات للجيش العراقي السابق التي تم تدميرها من قبل قوات التحالف أبان احتلال العراق عام 2003.

التميمي أكد إن الحكومة المحلية في قضاء الزبير قامت بتشكيل لجنة مشتركة من دائرة صحة الزبير ومديرية البيئة في البصرة حيث تم أجراء الكشف على المنطقة والبنايات الحكومية السابقة التي دمرتها طائرات التحالف.

وأعتبر عملية الكشف الأولي غير مقنعة وغير دقيقة وقال «يجب الاستعانة بأجهزة متطورة أخرى والتحرك بواسطة مركبات خاصة لفحص الإشعاعات».

وبيّن التميمي إن هناك لجنة متخصصة قامت في الأعوام 2006 ـ 2007 بالفحص البيئي وكانت النتائج تفوق النسبة الحالية بكثير.

وطالب قائمقام قضاء الزبير عباس رشم الحيدري بتدخل الحكومة المحلية في البصرة والاستعانة بالخبرات الأجنبية وقال «نحن نحذِّر الجهات المعنية من تفاقم الحالة كما نطالب بإرسال المصابين إلى المستشفيات الأجنبية لغرض تلقي العلاج».

بينما أكد رئيس مجلس قضاء الزبير وليد المنصوري إن المجلس المحلي حدد في السابق عدة مناطق مصابة بالملوثات الإشعاعية ولكن مديرية البيئة ردت على إنها ملوثات غير خطيرة.

وإزاء شكوك المواطنين والمسؤولين في قضاء الزبير بنتائج الكشف على نسبة الإشعاعات الملوثة باليورانيوم المنضب التي أجرتها اللجان المشتركة أبدى مصطفى عبد الله رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس الزبير اطمئنانه إلى النتائج وقال، إن «الكشف عن مستوى الإشعاع الذي قامت به مديرية البيئة في البصرة وجد إن النسب اعتيادية ولا يمكن أن تؤثر على الحالة الصحية للإنسان دون توضيح أسباب الإصابات السرطانية في المنطقة التي جرى الكشف عليها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة