حسن الجوار مع المسؤولين !

عامر القيسي

قبل عدّة ايام  اتصل بي أحد الاقارب من قرية تبعد عن اسطنبول 12 ساعة، وهو مستاء من ان قسم الشرطة في القرية التي تشبه المدينة، قد طلب منه ترك الشقة الحالية التي يسكن فيه ، مع عائلته، والانتقال الى شقة اخرى عقوبة لهم نتيجة شكوى تقدمت بها جارة لهم بسبب ضوضاء احدثوه داخل شقتهم.. وتوقيعه تعهدا بعدم ازعاج الجيران والا فانه سيواجه في المرّة القادمة قرارا بابعاده عن القرية نهائيا  وربما عن تركيا.. ووصف هؤلاءالناس بـ”البطرانين” !!

وقبل فترة قرأت خبرا يقول ان بلدية برلين غرمت رجلا نحو الف فرنك بناءا على دعوى اقامها عليه جار له ايضا لانه قطع وردة من مجموعة ورود زرعتها البلدية في حديقة المجمع السكني ، وجاء في فحوى التجريم ” بسبب سلبه لمواطن من حق التمتع بجمال وردة”..

وبالامس أعلن مجلس محافظة بغداد عن تبني “قانون حسن الجوار” بهدف تنظيم العلاقات الاجتماعية في المحلات السكنية، وبيّن مسؤول فيه، أن القانون ينص على فرض غرامات مالية تصل إلى مليون دينار على كل من يتسبب بإزعاج جاره،.وأضاف أن”القانون يتضمن عدم إحداث الضوضاء العالية او استخدام مكبرات الصوت حتى في الجوامع والحسينيات مع تحديد أوقات لذلك واستثناء المناسبات الدينية، ويتضمن منع غلق الطرق والشوارع الفرعية والرئيسة من أجل المأتم او الأفراح الا بموافقة الجيران، كذلك منع التجاوز على الطرق لأي غرض كان  من دون استحصال موافقات رسمية لذلك”.

 وتوقع أن يواجه القانون صعوبات كثيرة في تمريره وتطبيقه..

رغم ان خبرا كهذا لايثيرالقاري اذا وضع الى جنب خبر يقول عن سقوط اكثر من 2700 عراقي ضحايا بين شهيد وجريح ومعوّق لشهر آيار الماضي باستثناء اعداد ضحايا العمليالت العسكرية في الانبار التي مازالت متواصلة منذ خمسة أشهر..

اقول لايثير الانتباه حقا وربما يصفه البعض اعضاء مجلس|بـ البطرانين” ..لكني اعتقد ان تنظيم الحياة الاجتماعية وتثبيت حقوق الناس في ادق التفاصيل واحترام خصوصياتهم، لايقل اهمية عن مكافحة الارهاب الذي يعيش في حواضن الفوضى وضياع الحقوق ..

ربما يتساءل البغدادي ان كان ممكننا تطبيق القانون على السادة المسؤولين الذين يخرقون كل قوانين حسن الجوار بارتال سياراتهم وغلق الطرقات والاعتداءعلى الناس وان كانوا من الجيران..اعرف مسؤولا في منطقة احدى المناطق لايستطيع جاره الوصول الى بيته الا بلعبة “حيّة ودرج” تخلصا من الموانع ، فضلا عن الضوضاءالتي يحدثها رتله وحمايته حسب نظرية عادل امام “داخله خاركه” !!

تنظيم الحياة بتفاصيلها ليس ترفا ولا بطرا ولبس شيئا تافها وصغيرا خصوصا عندما يطبق على المسؤولين أولا .. وبودي ان اذكر السادة في مجلس محافظة بغداد ، ان مثل هذا القانون موجود في دستة القوانين العراقية منذ الزمن الصدامي ، لكن الجار الاسوأ للعراقي في ذلك الزمن هو المسؤول الذي لاتنفع معه جيرة ولا قانون ..خصوصا اذا كان القانون “بطرانا” ويصدره “بطرانين” ويخرقه مسؤولون مهمتهم الاساسية اما تشريع القوانين أو تطبيقها !!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة