“باول” يشعل فتيل بيع سندات الخزانة
الصباح الجديد ــ متابعة
ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في عدة أشهر مقابل اليورو والين والفرنك السويسري أمس، بعدما لم يبد جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي “البنك المركزي الأمريكي” قلقا إزاء موجة بيع شهدتها سندات في الآونة الأخيرة، وتمسك بموقفه في الإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة لمدة طويلة.
ووفقا لـ”رويترز”، قال باول في منتدى لصحيفة “وول ستريت جورنال” ، “إن موجة بيع لسندات الخزانة لا تخل بالنظام، وليس من المرجح أن تدفع أسعار الفائدة طويلة الأمد إلى مستويات شديدة الارتفاع للدرجة التي تدفع مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى التدخل بشكل أكثر قوة”.
وأعادت تصريحاته إشعال فتيل موجة البيع في سندات الخزانة، خاصة بعد أن أكد التزامه بالحفاظ على سياسة نقدية بالغة التيسير لحين قطع الاقتصاد شوطا طويلا جدا على طريق التعافي”، لينزل الذهب بعدها إلى أدنى مستوى في تسعة أشهر تقريبا ويتجه صوب الانخفاض للأسبوع الثالث على التوالي.
وقال نيل جونز رئيس مبيعات الصرف الأجنبي لدى بنك ميزوهو “ارتفع الدولار بقوة بعد تصريحات باول، إذ أرى أن كثيرين في السوق كانوا يتطلعون إلى تصريحات أقوى من المركزي الأمريكي تكبح مزيدا من الارتفاعات في العائدات، لم تصدر تلك التصريحات، والدولار يصعد بوجه عام بفعل توقعات بارتفاعات أخرى في العوائد الأمريكية”.
وتراجع اليورو 0.4 في المائة، إلى أقل مستوى في ثلاثة أشهر مسجلا 1.19255 دولار بعد هبوطه 0.7 في المائة، أثناء الليل. وبلغ الدولار أعلى مستوى في ثمانية أشهر أمام الين مسجلا 108.45، مرتفعا 0.5 في المائة، أمام العملة اليابانية.
وأحجم تارو آسو وزير المالية الياباني عن التعليق على تراجع قيمة الين، لدى سؤاله عن أثره المحتمل في الاقتصاد في بلاده.
وبلغ مؤشر الدولار أعلى مستوى في ثلاثة أشهر واستقر في أحدث تعاملات عند 91.960 في المعاملات المبكرة في لندن بعد أن ربح 0.7 في المائة، أمس الأول. أما العملات العالية المخاطر، ومنها الدولار الأسترالي ونظيره النيوزيلندي، فقد تراجعت مقتفية أثر الأسهم مع تحول معنويات المستثمرين مرة أخرى إلى التشاؤم.
وهبط الدولار الأسترالي 0.6 في المائة، إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 0.7673 دولار أمريكي مواصلا خسائر تكبدها أمس الأول بلغت 0.7 في المائة. وتراجع الدولار النيوزيلندي 0.6 في المائة، إلى 0.7140 دولار أمريكي.
وفي سوق العملات المشفرة، تراجعت “بيتكوين” 3.7 في المائة إلى 46571 دولارا، وانخفض “الإيثر” 5.52 في المائة إلى 1453.29 دولار.
إلى ذلك، تراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 1692.13 دولار للأوقية “الأونصة” بحلول الساعة 0515 بتوقيت جرينتش، بعد أن نزل إلى أدنى مستوى منذ الثامن من حزيران عند 1686.40 دولار. ومنذ بداية الأسبوع، تراجع الذهب 2.3 في المائة، فيما انخفضت العقود الآجلة الأمريكية للذهب 0.6 في المائة إلى 1690.40 دولار.
وقال جيفري حالي كبير محللي السوق لدى “أواندا”، “من الواضح أن باول لم يمِل إلى التيسير النقدي بشكل كاف بالنسبة إلى الأسواق أمس، وبطريقة ما، فإنه أعطى الضوء الأخضر لارتفاع أكبر للعوائد الأمريكية، بقوله إنه مرتاح لذلك”.
وأضاف “جميع المؤشرات تشير إلى استمرار فورة السندات، كما يبدو من المحتم أن ينزل الذهب عن المستويات الحالية وأن يسجل خسائر أكبر إلى نطاق 1600 دولار”.
وتماسكت العوائد الأمريكية لأجل عشرة أعوام فوق 1.5 في المائة، بينما ارتفع الدولار إلىلا أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، ويزيد ارتفاع العوائد تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 0.5 في المائة، إلى 25.17 دولار للأوقية، وانخفضت 5 في المائة، في الأسبوع، في أسوأ أداء منذ أواخر تشرين الثاني.