صباحي المرشح المصري الذي لم يحالفه الحظ مرات متعددة

يؤيد الطغاة فقط كونهم يعادون الغرب

*اريك تراجر

عند أعلان الفائز بلقب رئيس مصر الذي تشير كل التوقعات أنه وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، وربما بفارق عالي جداً. وعلى الرغم من ذلك، إن واقع اعتبار هذه العملية انتخابية يعود إلى حد كبير إلى رجلٍ واحد هو حمدين صباحي، المرشح المزعج والعضو السابق في البرلمان وأحد أتباع عبد الناصر منذ فترة طويلة الذي سيتميّز قريباً بكونه الرجل الوحيد خلال 7000 عام من تاريخ مصر الذي يخسر الانتخابات الرئاسية مرات متعددة.

ويُذكر أن صباحي، الذي احتل المركز الثالث بقوة في الانتخابات الرئاسية عام 2012 التي شارك فيها 13 مرشحاً للرئاسة، يعلم أن احتمالات نجاحه ضئيلة جداً، إذ قال خلال مقابلة أجريتها معه في مكتبه في الجيزة أوائل نيسان “أعتقد أن الجو السياسي يبيّن وجود مرشح دولة”، في إشارة إلى السيسي. وأضاف، “أعتقد أن هذا الجو لا يعطي فرصة تنافسية متساوية في هذه الانتخابات”.

كما ألمح صباحي إلى مختلف القيود التي فُرضت على حملته الانتخابية، بما في ذلك اعتقال مؤيديه والاعتداء عليهم. ونظراً إلى الدور البارز الذي لعبه في حملة الإطاحة بمحمد مرسي في الصيف الماضي، يواجه صباحي تهديدات مستمرة من “الإخوان المسلمين” وبالتالي فإن تحركاته في الوقت الحالي أكثر تقييداً ​​مما كانت عليه خلال حملاته الرئاسية والبرلمانية السابقة.

لكن على الرغم من اليأس الذي يحيط بحملته الانتخابية الصغيرة نسبياً، فإن صباحي يقوم بمساهمة هامة على الساحة السياسية المصرية. ففي بيئةٍ سياسيةٍ قمعية، يسعى هذا المرشح إلى الحفاظ على قدرة المصريين على تحدي نظام السيسي الناشئ. وقد أوضح وجهة نظره قائلاً “أنا لست بالمثالي الذي يبقى في المنزل ينتظر هذه الدولة لتكون محايدة. ولهذا السبب، أؤمن بالترشح لهذه الانتخابات الرئاسية لكي تصبح الديمقراطية حق من الحقوق”.

وفي كثير من النواحي، إن هذا دوراً غير طبيعي لصباحي الذي اعتنق الأفكار الاستبدادية ودعم الحكام المستبدين طوال العقود الأربعة التي كان فيها ناشطاً يسارياً بارزاً. فبطله السياسي هو جمال عبد الناصر، الرئيس المصري السابق الذي منع الأحزاب المعارضة وأقام نظام الحزب الواحد. إلا أن حماس صباحي لم يقتصر على المستبدين المصريين فحسب, فقد اتُهم بتلقي أموال لحركته الناصرية من الدكتاتور الليبي السابق معمر القذافي، كما ظهر إسمه في أعقاب غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003، كشخص من بين أولئك الذين تلقوا الأموال كما يُزعم من الدكتاتور السابق صدام حسين.

وقد اعتبر صباحي أن صدام هو “بطل قومي عربي”، مشيداً علناً ​​بالطاغية العراقي خلال ظهورٍه في أحد قصور صدام عام 1994. وفي إحدى مقاطع الفيديو المنشورة على موقع يوتيوب المنتشرة على نطاق واسع، يقول صباحي بحماسة لصدام، “مصرُ تُحبك، مصرُ تقف معك، مصرُ قلبها معك”.

ويُذكر أن صباحي قلّل في السنوات الأخيرة من هذه التأييدات وتداعي معانيها قائلاً بأنه يقدّر هؤلاء القادة فقط بسبب اتجاهاتهم المعادية للغرب، وليس بسبب استبدادهم. وعندما سأل صباحي في آذار 2013 كيف يمكن له أن يدعم قاتلاً مثل صدام، اعترف صباحي بأن صدام كان “دكتاتوراً”، ولكنه قال إنه أيّد الطاغية العراقي خلال حرب الخليج عام 1991 لأنه “بالتأكيد سأكون مع الدكتاتور العربي ضد الدكتاتور جورج بوش”.

ويوجه صباحي رسالته أيضاً إلى الطبقة الاقتصادية الدنيا، ويحدد الفقر بأنه أكبر “تهديد استراتيجي” تعاني منه مصر. إذ يعيش ما يقارب من نصف المواطنين المصريين الذين يبلغ عددهم 86 مليون مواطن على أقل من دولارين في اليوم، كما أن تراجع الاستثمارات الأجنبية والقطاع السياحي منذ انتفاضة عام 2011 قد أدى إلى انخفاض معدلات النمو وتقليص عدد الوظائف المتاحة.

————————————————————-

*إريك تراجر هو زميل واغنر في معهد واشنطن.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة