حب فاشل يدفع بشاب إلى أحضان “داعش” ومعارك “حمرين” تنهي آخر أحلامه

ديالى ـ علي القيسي:
لم يكن في خلد أي من المقربين للشاب(ع-ث) ذي 27 عاما ان يتحول بين ليلة وضحاها من إنسان مسالم يخشى العنف وينتقده ويكره التطرف الى احد ابرز امراء الموت المرتبط بتنظيم مسلح متشدد قتل الالاف من الابرياء طوال المدة الماضية، وبات اسمه يثير الرعب في نفوس الكثيرين بعدما كان عنوانا للاعتدال في الطرح والحديث.
احد المقربين من الشاب(ع-ث) ويدعى احمد موسى اكد في حديث لــ”الصباح الجديد” ان صديقه القديم مر بأزمة عاطفية حادة غيرت مجرى حياته ودفعته للانزواء والابتعاد عن الكثير من اصدقائه، ثم وجد طريقه نحو بعض المتشددين في منطقته في الضواحي الغربية لمدينة بعقوبة ليتحول بين ليلة وضحاها الى انسان متزمت في ارائه وحاد الطبع خاصة في الامور الدينية حتى ان ذويه اشتكوا منه اكثر من مرة”.
واضاف موسى ان” صديقه تحول من انسان معتدل الى اخر متشدد لكنه لم يكن يظن يوما ما ان يتحول الى امير للموت في تنظيم قتل الالاف من الابرياء ليكونو اداة لسفك الدماء تحت ذرائع وحجج واهية”.
واشار موسى الذي تربطه بالشاب(ع-ث) صلة قرابة ان التطرف افة سرطانية خطيرة على المجتمع لانها اذا ما دخلت عقل الانسان تحوله الى اداة للقتل والخراب وما حصل لقريبه حالة تستحق الدراسة لتعطي اسباب انحراف الشباب نحو هاوية التشدد الديني الذي بات اهم المخاطر التي تهدد مجتمعنا في العراق وديالى بنحو خاص”.
اما ابو خليل البالغ من العمر 45عاما وهو على صلة قرابة بالشاب(ع-ث) فقد اشار الى ان قريبه قتل قبل 7 اشهر باشتباك مع قوة امنية قرب حمرين50كم شمال شرق بعقوبة لارتباطه بتنظيم داعش بوصفه احد القيادات الميدانية للتنظيم ومتورطا بالعديد من اعمال العنف وكان يكنى بأبي طلحة العراقي”.
واضاف ابو خليل ان” قريبه اختفى منذ اكثر من عامين بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه بسبب وجود معلومات امنية تفيد بدعمه انشطة مريبة للجماعات المسلحة ضمن منطقته وبرغم اننا نفينا تهمة الارهاب عنه اكثر من مرة لكننا تفاجأنا في ما بعد بانه بالفعل متورط باعمال عنف واصبح قياديا في تنظيم مسلح لافتا الى ان الحقيقة يجب ان تقال ان قريبنا انحرف عن جادة الصواب”.
واشار ابو خليل الى” انه حاول اكثر من مرة معرفة ما الذي يدفع بشاب في ريعان عمره الى ان ينحرف ويقتل الابرياء ويصبح متشددا لدرجة مخيفة بعدما كان مسالماً ودوداً مبيناً ان كل الاراء تتجه الى ان الازمة العاطفية التي مر بها والناجمة عن حب فاشل خلقت انتكاسة في داخله دفعته الى مرافقة اصحاب السوء ليصبح بين ليلة وضحايا انسانا اخر”.
الى ذلك اكد مصدر امني مطلع في محافظة ديالى أن أبا طلحة العراقي احد ابرز قادة داعش في مناطق حوض حمرين قتل على يد قوة امنية خاصة قبل اشهر معدودة بعد اشتباك شرس استمر بعض الوقت”.
واضاف المصدر ان” العراقي كان من اخطر قادة داعش والمعلومات المتوافرة عنه تدل على انه من سكنة الضواحي الغربية لمدينة بعقوبة كان يعمل ضمن خلية مسلحة نائمة ثم سرعان ما ارتفع في المراتب داخل هيكيلية التنظيم ليصبح قبل في قبل مقتله احد مساعدي امير تنظيم داعش في منقطة حوض حمرين”.
وبين المصدر ان” العراقي ينتمي الى اسرة متواضعة لم يسجل من قبل انتماء اي من افرادها الى اي تنظيم مسلح لافتا الى ان ذويه نفوا اكثر من مرة انتماء ابنهم للتنظيمات المسلحة لكن الحقيقة ظهرت في نهاية المطاف وتبين بانه ارهابي من الطراز الاول”.
الى ذلك اشار عون الشمري محلل نفسي الى ان” الازمات العاطفية القوية تسبب اختلالا في توازن الانسان وتدفعه في بعض الاحيان الى الانحراف عن جادة الصواب ويصبح مشروعاً جاهزاً للاخطاء التي يكن بعضها دامي وقاسي”.
واضاف الشمري ان” الكثير من قادة التنظيمات المسلحة انحرفوا عن جادة الصواب واصبحوا ادوات للقتل نتيجة اسباب تتعلق بالفقر او الجهل او الفراغ الكبير الذي يستغل من قبل البعض او في حالات محدودة بسبب الازمات العاطفية”.
وبين الشمري ان” حالة ابي طلحة العراقي القيادي في تنظيم داعش ربما تكون حالة فريدة لانها باتت معروفة الاتجاهات من ناحية تاكيد مقربين بان ازمة عاطفية كانت وراء تغير حالته المسالمة ليصبح اكثر تطرفا بعدما وجد بيئة حاضنة لها بواسطة مرافقية ومجالسه بعض المتشددين ضمن منطقته السكنية”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة