بيت الشاوي مشهد تراثي بغدادي

بغداد – وداد ابراهيم:

تعد المباني التراثية التي بنيت قبالة دجلة من المشاهد التي لها خصوصية في البناء والزخرفة، اعتمد فيها البناء والمهندس المعماري على فهمه لطبيعة الحياة البغدادية وصولا الى العمل بالعناصر التراثية، ومنها الشناشيل التي تزين واجهاتها، وجعل الطابوق بذاته في تعدديته وتماثله نسيجاً جميلاً متناغماً في جدران البيوت.
بيت الشاوي الذي يقع على ضفاف دجلة يعتبر من اهم المشاهد التراثية التي بقيت تصارع الزمن حتى الان.
يقول حيدر كاظم شحيت منقب اثاري ومدير بيت الشاوي:
بدأ بناء هذا الصرح التراثي عام 1917 وانتهى عام 1920، وفي تلك الفترة كل بيت يبنى على ضفاف دجلة يسمى قصرا، والبناء يعود للوزير «عبد المجيد الشاوي» أحد وزراء الحكومة العراقية، وعاشت فيه عائلة الشاوي حتى عام 1980 ليصبح أحد المشاهد التراثية العائدة لدائرة الاثار والتراث، ونال الاهمية الكبرى بالحفاظ عليه وترميمه وجعله تحفه فنية اثارية وايقونة للتراث البغدادي.
وتابع شحيت: للقصر رموز معمارية وهندسة بغدادية تتناغم مع عادات وتقاليد الحياة البغدادية قدم فيه البناء والمهندس المعماري مشاهد فنية رائعة في فن الزخرفة والتي تزين أجزائه، اذ يتقدمه باب خشبي مزين بمطرقة كبيرة على شكل وجه حيوان، ومدخله يفضي الى فناء وسطي تحيطه الغرف وعلى جانبي الباحة الوسطية فناءان تزين جدرانهما نقوش وزخرفة نباتية واجريّة، ومبنية من الجص والطين ميزتها عزل الصوت والحفاظ على درجة حرارة المبنى في الصيف والشتاء، وتحيط الفناء اعمدة من خشب الصاج وبارتفاع يصل الى ثلاثة امتار ويحتوي على اربع غرف في الطابق الارضي، والطابق الثاني مفتوح من الاعلى ومحاط بغرف مسقفه بسقوف خشبية مزخرفة بجمالية وحرفية عالية بالإضافة الى ان واجهات الغرف التي تطل على الفناء مزججة بزجاج ملون بالأحمر والاخضر والازرق لتحول اشعة الشمس الداخلة الى الغرف الى لون الزجاج، وهذا لم يكن مألوفا في تلك الفترة.

تاريخ البناء كتب بالهجرية
الباحث الآثاري احمد عبد الستار بندر حدثنا عن المبنى قائلا: هو مبنى تراثي حسب ما مثبت عليه وما اعلن في صحيفة الوقائع العراقية تتجاوز مساحته ال2000 م2
يتألف من طابقين وله مدخلان احدهما يطل على الشارع العام والاخر على نهر دجلة وقد ابدع المعماري العراقي في تصميم شانشيل المبنى بين المتدرجة والركنية وانفرد الدار بطلعة خشبية ارضية في واجهته الجانبية، وقد قام البناء بكتابة تاريخ البناء «1339هـ ، وعلى يسار المدخل الرئيسي اربع نوافذ يغطي كل منها شباك خشبي مؤلف من بابين ومزجج، يرتفع عن الارض بحدود متر وضعت عليه قضبان حديدية حديثا لأغراض امنية ويعلو كل نافذة عقد زينت بزخارف نباتية.

مبدأ التناظر
وأكمل بندر: يفضي المدخل الرئيسي الى مجاز منكسر الى جهة اليسار ويؤدي الى ساحة وسطية ابعادها 60 م تتوسطها فسقية «نافورة» مضلعة الشكل تتكون من ثمانية اضلاع، واتخذ البناء مبدأ التناظر في كثير من وحداته البنائية مثلا يوجد فيه طرمتان متناظرتان تماما، ويحتوي الطابق العلوي على رواق يتقدم الوحدات البنائية ويضم ست غرف مختلفة الاحجام مع غرفة معلقة «كفشكان» واجريت على المبنى صيانة عام 2019 من قبل الهيئة العامة للأثار والتراث.
وينال بيت الشاوي الاهتمام الكبير من اساتذة التاريخ والتراث البغدادي والطلبة اذ تقدم عنه رسائل الماجستير، وشهد اقامة ورشة عمل تعريفية بأهمية المباني التراثية وحمايتها من الاندثار منها ورشة (توثيق وتقييم المباني التراثية) لموظفي دائرة التراث متخذين منه نموذجا تراثيا قائما.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة