(بغداد تمشي).. أكبر معرض فني متجول

أقامه معهد غوته بالتعاون مع معهد برلين للتجارب المكانية
تضامن عبد المحسن
بغداد تمشي، مشروع فني ثقافي كبير تم تنفيذه في اماكن متعددة من مناطق بغداد وشوارعها، مشيا على الاقدام، بهدف الوصول الى أكبر عدد من الناس، وطرح افكار بناءة من خلال الفن التشكيلي.
قدمت الفعالية مؤسسة بيت تركيب التي تديرها مسؤولة العلاقات العراقية الالمانية هيلا مفيس، والتي تعد فرعا من معهد غوته الالماني.
ضم مشروع (بغداد تمشي) 14 عملا فنيا كبيرا، نفذتها مجموعة من الشباب الموهوب.
بدأت أول الرحلة الفنية للمشروع من شارع الرشيد في مؤسسة المركز العراقي للفيلم المستقل، والتي اتخذت من بيت أول وزير للمالية في العراق، ساسون حسقيل، مقرا لها.
وتحدث المخرج السينمائي يحيى العلاق عن الأهمية التاريخية والفنية لهذا البيت المطل على دجلة، كونه احتضن الكاتبة الانجليزية المعروفة اجاثا كريستي، وهي تكتب روايتها (سحر الشرق)، كما استعمل كمسرح، عُرف بمسرح الستين كرسيا، ليمثل عليه عمالقة المسرح العراقي الرواد. وشهد البيت كذلك عملية تصوير فيلم (المسألة الكبرى) الذي شارك فيه ممثلون عالميون. ولفت الى اهمال هذا الصرح التاريخي بعد عام 2003.
اتخذ المركز العراقي للفيلم المستقل بيت وزير المالية مكانا لتسجيل افلامهم الروائية والتسجيلية، لمشاهد تمثل حقبا متعددة من تاريخ العراق. فيما شهدت حديقة البيت معرضا فنيا لتكريم الشجرة، للشاب عمار حسين، وحمل عنوان (شجرة الجنة) والذي عكس تأثير قطع الاشجار على البيئة.
توجه الحضور الى شارع الرشيد باتجاه جسر السنك، حيث يبدأ معرض المصور الفوتوغرافي الشاب حسين مطر والذي حمل عنوان (ألف قصة وقصة)، متضمنا 20 صورة بحجم (2×3 متر) علقت على الابنية التراثية في شارع الرشيد، وعلى طول المسافة من السنك الى الميدان.
ثم من ساحة الميدان الى الكرادة، حيث العمل الموسيقي للشاب عازف الكمان امين مقداد، الذي حمل عنوان (ألف بصمة شفاه عراقية). وقام امين بجمع ألف قنينة ماء بلاستيكية مرمية في الشارع، ليصنع منها كرة كبيرة وضعها في منتصف شارع الكرادة (داخل). وقال بهذا الشأن: كنت أهدف بعملي الى اعادة القناني الفارغة الى من قام برميها، ليدركوا انهم بعملهم سيغلقون الشوارع ويلوثون البيئة، وبرغم حملات التوعية الا ان هذه السلوكيات اصبحت اعتيادية بالنسبة لهم ولم يعد قبحها مؤثرا بهم).
وانتقلت رحلة المشي الى ساحة التحرير، مع منحوتة لؤي الحضاري تحت نصب الحرية وعنوانه (لست للبيع)، العمل يعكس انتفاض المرأة التي بيعت في سهل نينوى خلال فترة الارهاب الداعشي.
وامام قاعة كولبنكيان، عرضت الشابة تبارك الأطرقجي، مكعبا كبيرا حمل عنوان (ما هو حلمك)، استعرضت به رسومات بفرشاة الاطفال الباعة المتجولين العاملين في ساحة الطيران.
وقدم الشاب احمد السعد معرضه الفني المتمثل بتصوير فيلم تسجيلي لفتاتين قامتا بتقديم مقطوعات غنائية على آلتي الكمان في ساحة الطيران، في عمل اسماه (سيدة بغداد).
استمر المعرض لمدة يومين، قدمت فقراته بين شوارع الكرادة وابو نؤاس وساحة كهرمانة انتهاءً بمقهى رضا علوان.
عن هذا المشروع قال توماس مدير معهد غوته في العراق: يُقام مشروعنا في الاماكن العامة من مناطق بغداد المتعددة، وعليه فإنه ليس مجرد معرض متنقل، وانما جولة في المدينة تمنح معلومات أساسية حول الأماكن المختارة، حيث قام كل فنان بربط عمله الفني مع موقع العرض. وعليه كان الحديث عن مدينة بغداد برؤية جديدة من وجهة نظر الفنانين العراقيين الشباب، لافتا الى ان مشروع (BAGHDAD WALK) نُظم بدعم من معهد غوته في العراق، بالتعاون مع معهد برلين للتجارب المكانية ومنظمة تركيب بغداد للفنون المعاصرة. وفي الختام قدم شكره الى الشباب الفنانين المشاركين والجهة المضيفة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة